نتنياهو في موسكو: لم تعد إسرائيل حجراً على رقعة الشطرنج الدولية

20162204150554
حجم الخط

زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الى موسكو تحطم رقما قياسيا آخر في بناء علاقة اسرائيل مع القوى العظمى. رؤساء اسرائيل وروسيا سيلتقون بشكل متتابع غير مسبوق. والمواضيع التي سيتم طرحها في اللقاءات تجاوزت منذ فترة ما كان مقبولا في السابق. وليس سرا أن بوتين ونتنياهو سيتحدثان ايضا عن شكل الشرق الاوسط المستقبلي. ورغم الفرق في مصير الدولتين، إلا أن هذا حوار بين متساوين. فاسرائيل لم تعد أداة في لوحة الشطرنج الدولية كما كانت في السابق، بل تحولت لاعبا يعرف كيفية تحريك الأدوات الاخرى. مكانة اسرائيل الجديدة واضحة ليس فقط في اطار العلاقات مع روسيا. وهذا ليس صدفة، بل هو نتيجة سياسة قامت حكومة اسرائيل بالمبادرة اليها في السنوات الاخيرة. فقد فهم نتنياهو أنه بعد انتهاء الحرب الباردة في العالم الذي تلا التقسيم الى معسكرين يجب عدم الاكتفاء بصيانة العلاقات مع الاصدقاء المعروفين. العالم يتغير ومن لا يلاحظ هذه التغيير سيبقى في الخلف. لاحظت اسرائيل بشكل صحيح القوى الصاعدة، واستثمرت الكثير من اجل تحسين العلاقة معها. والآن بدأنا برؤية النتائج: تحسن دراماتيكي في العلاقة مع الصين والهند وتحالف استراتيجي مع دول شرق البحر المتوسط وعلى رأسها قبرص واليونان وموطئ قدم في افريقيا. لكن الانطلاقة في العلاقة مع روسيا تبرز على خلفية نجاحات سياسية اخرى. الدولتان تحتفلان بمرور 25 سنة على استئناف العلاقات الدبلوماسية. واضافة الى العلاقات السياسية والعسكرية الكثيفة هناك قائمة طويلة من المناسبات المهمة، بعضها رمزية – معرض منتجات البحر الميت في متحف الهرميتاج وهو من أهم المتاحف في روسيا. لا يدور الحديث عن حدث ثقافي فقط حيث إنه يثبت للعالم الصلة الخاصة بين شعب اسرائيل وارضه، في الوقت الذي ترفض فيه عواصم اخرى الاعتراف بهذه الصلة. والاعتراف الروسي بالشرعية التاريخية للدولة اليهودية أمر مهم جدا. وصلت إسرائيل إلى مكانة خاصة في كل ما يتعلق بالعلاقة مع موسكو، في الوقت الذي انقسمت فيه دول العالم الى قسمين – الموجودة في حالة صراع مع روسيا وتلك الخاضعة لاملاءاتها – وإسرائيل تحظى بمكانة خاصة تُمكنها من اجراء الحوار الحقيقي والمفتوح مع الروس دون تنازلها عن مصالحها. هكذا بالضبط يتم تسجيل الانجازات. كما يعرفون في موسكو فان لدى اسرائيل، اضافة الى سلاحها المتطور، الكثير من الوسائل الاخرى. مكانتنا القوية في الكونغرس الأميركي، الجسم الذي بادر أكثر من مرة الى فرض العقوبات على روسيا، الامر الذي يؤدي الى تأييدنا من قبل كثير من الدول. وبوتين ايضا يعرف مغزى هذا التأثير. ويضاف الى ذلك الوضع المعقد في سورية. فقد نجحت روسيا في توفير الاستقرار لنظام الاسد بعض الوقت، لكن من الواضح للجميع أن روسيا لا تضمن استمرار بقائه. ودون تفاهمات مع إسرائيل فان روسيا قد تتورط في الوحل السوري حتى عنقها. يمكن قطف الثمار السياسية من شبكة العلاقات التي قام ببنائها رئيس الحكومة. مكانتها قوية أمام روسيا واستراتيجية نتنياهو تحقق نتائج مزدوجة. فلا يتم فقط أخذ اسرائيل في الحسبان فيما يتعلق بالحل في سورية، بل ايضا تم فتح نافذة فرص من اجل ضم هضبة الجولان الى اسرائيل بشكل نهائي.