"غراب" من إسرائيل، وآخر من إيطاليا؟!

1264665432_0
حجم الخط

قبل اسبوعين جاء رئيس الاركان غادي آيزنكوت الى هنا للزيارة كضيف لدى زميل قديم هو الجنرال كلاوديو غارتسيانو. كانت هذه رد لزيارة. ومن اجل الحديث وتقديم القدرات الايطالية في استخدام القوات الخاصة نتيجة لتجربتهم في افغانستان. في منتصف تموز سيأتي غرتسيانو الى اسرائيل ويحاضر في معهد بحوث الامن القومي حول قوة الامم المتحدة «اليونفيل» وحول دوره في تطبيق قرار مجلس الامن 1701 بمناسبة مرور عقد على حرب لبنان الثانية. غرتسيانو الذي يبلغ (62 سنة) ولد في 22 تشرين الثاني، وهو اليوم الذي تم فيه اتخاذ قرار آخر في مجلس الامن – 242 «الارض مقابل السلام» بما في ذلك هضبة الجولان. وقد تم تعيينه رئيسا للاركان مثل آيزنكوت في شباط الماضي. لقد تداخلت مسيرتهما عدة مرات. اثناء الحرب في لبنان كانا رئيسي اقسام العمليات. كلاهما خدم كملحق عسكري لوزراء الدفاع في بلدهما. وخلال شبابهما كانا ضابطين وتم وضعهما في فرق الصواريخ ضد الدبابات. غرتسيانو الذي تخصص في المحاربة الالفينية، وكان نائب قائد فرقة ضد الدبابات. وآيزنكوت من غولاني الشمالية كان قائد «الغراب» في الكتيبة. وليس صدفة، كما زعم مؤخرا ضابط مجرب، أن القادة الافضل في سلاح المشاة تم وضعهم في فرق ضد الدبابات التي بنيت كجزء من حرب 1973. «لأنه في فرقة ضد الدبابات يفتح الرأس ويتم التفكير بما يحدث على مسافة كيلومترات». الى جانب آيزنكوت يجلس جنرالات كانوا قادة «غراب» المظليين – نائبه يئير غولان، افيف كوخافي من القيادة الشمالية ورئيس الاستخبارات العسكرية هرتسي هليفي. ليس صدفة، لا من الناحية الشخصية أو الناحية السياسية. الغراب ذهب الى الغراب. علاقات آيزنكوت وغرتسيانو تعززت في نهاية العقد الماضي عندما عملا، أحدهما كقائد للمنطقة الشمالية والآخر كقائد في اليونفيل. المحبة والتفاهم والثقة ميزت هذه العلاقة. قيادة القوات الدولية في الحدود الاسرائيلية العربية هي مسألة حساسة ومغرية لجنود أمم مختلفة بأن يتم التعاطف مع جهات مثل «حزب الله». ايضا القائد الحالي لليونفيل، الجنرال لوتسيانو فورتولانو، أحضره الامين العام للامم المتحدة، بان كي مون، من قيادة الجيش الايطالي. ورغم أنه تابع للامين العام ولمجلس الامن، إلا أن علاقة الدولتين والجيشين تؤثر بشكل كبير على موقف قائد القوات في الحالة الروتينية وفي الازمات. العلاقة الامنية الاسرائيلية الايطالية هي خلفية مريحة منذ فترة «الموساد» والهجرة ب. استخدام المطارات الايطالية والمساعدة السرية للوزراء والموظفين والضباط في روما للجهود الاسرائيلية من اجل جمع المعلومات عن الدول العربية (مع التشديد على دول الشرق الاوسط، وبالذات على مصر) في الحصول على السلاح واحباط شرائه من قبل العرب. وحسب البحث المعمق ليوآف غلبر عن تاريخ الجالية الاستخبارية «فلابيوس» – كما سميت استخبارات سلاح البحرية الايطالية – كانت أحد الشركاء الاكثر فائدة للموساد وللاستخبارات العسكرية. الفاتيكان ايضا الذي جمع معلومات من ممثليه ومن الجاليات المسيحية ساهم في الجهد الاسرائيلي. في خارطة الامن الاسرائيلية تعتبر ايطاليا في الوقت الحالي دولة أساسية. اسرائيل الامنية بالنسبة لايطاليا هي شيء مهم بغض النظر عن التحولات السياسية. الارهاب وموجات الهجرة وموضوع الدفاع عن الحدود، عززت التعاون العسكري (ايضا بفضل وجود طائرة التدريب الايطالية لدى سلاح الجو)، وايضا التعاون الاستخباري. آيزنكوت وغرتسيانو التقيا أول مرة في 1996 – 1997 في الكلية الحربية لذراع المشاة في كرليل، قبل أن يتعلم هناك عبد الفتاح السيسي بعقد. وبشكل أو بآخر، يخرج الجميع من هناك بنظرة افضل حول مكانة بلادهم في العالم.