هذا ما كتبه الدكتور أحمد يوسف عن دحلان والمقربين منه اثناء اداء واجب العزاء بوالدته

thumbgen (6)
حجم الخط

اشاد القيادي في حركة حماس والكاتب الفلسطيني الدكتور أحمد يوسف ، بالنائب محمد دحلان والمقربين منه الذين سبقوا الجميع بتقديم واجب العزاء بوالدته الحاجة "أم أحمد" ، وعبر عن مشاعره ومشاهدته لتصرف المقربين من دحلان وهم يقدمون واجب العزاء .

وأكد أحمد بتدوينة له على صفحته الخاصة الفيس بوك أن النائب دحلان من أوائل من قدم واجب العزاء واتصل به ، وقام المقربون منه بتعليق أول لافتة نعي في بيت العزاء .

يقول القيادي في حركة حماس :

"بعد أن عدنا من المقبرة إلى خيمة العزاء، كانت أول يافطة تمَّ تعليقها هي للنائب محمد دحلان، ثم مع عصر اليوم الثاني كانت جدران ساحة العزاء قد غطتها يافطات الفصائل والمؤسسات، مع تميّز واضح لتيار دحلان وأنصاره في قيادة حركة فتح.

وبعد صلاة المغرب، إذ بجيش جرَّار - ربما تجاوز المئتين - يأتي بشكل منظم لتقديم واجب العزاء، لم أتعرف في البداية على هوية وانتماء هؤلاء الشباب إلى أن بدأت تظهر بعض الوجوه التي أعرف أصحابها.. فقلت: ما شاء الله، أهؤلاء ربع أبو فادي؟!

فابتسم وهزَّ رأسه، وواصلت الجموع السلام وتقديم العزاء. وكما جاءوا منظمين خرجوا بهيبتهم منظمين.

نعم؛ هناك من بين إخوتي قيادات في حركة فتح، واتفهم أن يأتي هذا الحشد الكبير، لكنني لم أتوقع أن يكونوا بهذا التنظيم والترتيب، وكأنهم جيش نظامي.. تمنيت لحركة فتح أن يجتمع شملها، فالفرقة لا تُحمد عواقبها.. صحيحٌ؛ هم خصم سياسي، ولكنهم إخوة لنا، وقد نزغ الشيطان بيننا، والوطن الآن مثابتنا جميعاً، ففتح التنظيم والحركة وإن تقطعت بها الدروب، وتشرذمت بعض صفوفها إلا إنها الفصيل المنافس لحركة حماس عدداً وقوة، ووحدتنا هدفٌ نرجوه ونتمناه، لنعاظم من عروتنا الوثقى في وجه عدونا، الذي يتربص بنا جميعاً، ففلسطين تطلبنا جميعاً ولا تريد لأحد منَّا أن يتخلف عن الزحف وخندق المقاومة.

اتصل النائب محمد دحلان - مشكوراً - وقدَّم العزاء، واتصلت جماعته من نواب وقيادات ميدانية، وأظهروا بمواساتهم تعاطفاً كبيراً مع العائلة، كما كان لبعض شبابهم مشاركة في بعض متطلبات العزاء والجنازة.

والحقيقة أن حضور دحلان من خلال اليافطات التي تحمل اسمه هي ظاهرة ملحوظة في الكثير من بيوت العزاء وحتى في أعراس البعض. فالرجل يؤكد دائماً على حضوره، وهناك جنود تعمل في الخفاء والعلن لتحقيق ذلك.

في السياسة ربما لنا خلافات مع دحلان، وفي الماضي كان جزءاً من المشكلة، ولكنه اليوم يحاول أن يقدم نفسه كطرفٍ في الحل.

قناعتي أننا في ساحتنا الفلسطينية علينا العمل على كسب الجميع، وتسوية خلافاتنا للحافظ على البيت الفلسطيني قوياً ومتماسكاً، وعفى الله عما سلف، فلكل منَّا سقطاته وأخطائه.

لقد اختلف الجزائريون وتصارعوا فيما بينهم لسنوات، واتهموا بعضهم بالخيانة والعمالة لفرنسا، وقتل بعضهم بعضاً، ولكنهم وجدوا أنفسهم عام 1954 مضطرين لتأسيس جبهة وطنية، والعمل لوأد الخلافات وجمع الصف، فدعوا كل الفرقاء لاجتماع موسع بوادي الصومام بمنطقة القبائل عام 1955، وتعاهدوا ألا يغادروا المؤتمر إلا متفقين على رؤية ومشروع وطني موحد، وقد نجحوا أن يضعوا النقاط على الحروف، وعقد العزم لتحيا الجزائر، وهذا ما تحقق – فعلاً - بعد سبع سنوات تقريباً، حيث نالت البلاد استقلالها، وحمل الاستعمار الفرنسي عصاه ورحل عام 1962.

أتمنى أن يجتمع الشمل الفلسطيني كله في شراكة سياسية وتوافق وطني، وأن يضع كلٌّ منَّا ما يستطيع من جهد وإمكانيات وما لديه من علاقات لإنجاح مشروعنا الوطني في التحرير والعودة".