على حساب من بالضبط عُقدت، الاسبوع الماضي، جلسة الحكومة في الجولان؟ دعنا من المال، ولكن ماذا عن الخدعة؟ طائرتان مروحيتان وكتيبة احتياط للامن الجاري المحلي في حالة تأهب، عصبة من رؤساء المجالس وبالطبع كاميرات ارتبطوا معا كي يعلن نتنياهو هناك: «هضبة الجولان ستبقى الى الابد في يد إسرائيل. لن تنزل اسرائيل عن هضبة الجولان أبدا». بل اضاف بضعة مفاهيم ليس لها أي علاقة بالادعاء بالجولان. «اشك اذا كانت سورية ستعود في أي مرة لتكون كما كانت عليه. يوجد فيها اقليات مضطهدة مثل المسيحيين، الدروز والاكراد ممن يقاتلون في سبيل مستقبلهم وأمنهم. وبالمقابل، يوجد فيها محافل ارهاب، وعلى رأسهم داعش، ايران، وحزب الله ومحافل ارهاب اخرى». لندع جانبا رؤساء الاخرة الدائمة لدى بيبي، ولكن العرض بأسره يقوم على اساس من الهذيان. يفترض بقراء «معاريف» ان يعرفوا، منذ بدأت المعارك في سورية، بان مصلحة الحكومة هي أن تستخرج من مستنقع الدماء في سورية اعترافا بسيادة اسرائيل على الجولان، وان ليس لهذه الرغبة أي أمل. صحيح أنه يتجول هنا من يوبخون بمزايدة اولئك الذين ايدوا اتفاق السلام مع سورية مقابل الجولان (بينهم رابين، شارون، باراك، نتنياهو) كمن يقولون: قلنا لكم! وكأن المعارك في سورية ستسمح لاسرائيل بمتلاك الجولان. المشكلة هي أن حكومة نتنياهو انجرت وراءهم ووراء نتنياهو الذي بحث بكل ثمن، بضغط انتفاضة عديمة الحل، عن وقفة وطنية كفاحية. وحتى النائب مايكل اورن قفز فجأة مع مفهوم خاص به: «ضم الجولان هو الحل للازمة السورية وللاتفاق مع ايران»، وأنا اتساءل ما العلاقة؟ اعود واقرأ اقواله واتساءل كيف تعمل هناك الدواليب، أي في رأس اورن؟ ولكن ما لنا نشكو من اورن عندما يقول رئيس الوزراء لجون كيري: «لن نعارض تسوية سياسية في سورية شريطة الا تأتي على حساب أمن دولة اسرائيل». وكأن هناك من يعتد به على الاطلاق. بل يقول نتنياهو لكيري: «حان الوقت لتعترف الاسرة الدولية بالواقع وبالاساس بحقيقتين اساسيتين: الاولى، مهما كان خلف الحدود، فالخط نفسه لن يتغير. والثانية، حان الوقت، بعد خمسين سنة، لتعترف الاسرة الدولية اخيرا بان بالجولان سيبقى الى الابد تحت سيادة اسرائيل». وكانت الايماءة الهزلية التي قدمها الوزير اوفير اكونيس، الذي ساهم في الجلسة بمفهوم أن «سورية احتلت هضبة الجولان ونحن حررناها. لا جدال في ذلك والاسد يمكنه أن يقول ما يريد». حررناها ممن؟ فالهضبة لم تكن حتى في خريطة التقسيم قبل قيام الدولة. واضح تماما أن كل دولة او منظمة تجلس على مدخل القنيطرة ستطالب بالهضبة، والعالم سيستجيب لها. خيارات اسرائيل هي بين أمر سيئ وآخر اسوأ. وعلى أي حال ليس لحكومة اسرائيل أي سيطرة على ما يجري هناك.