قال حزب العمال البريطاني عن لسان زعميهم جيريمي كوربين بأن زعيمهم سيجري تحقيقا مستقلا في الاتهامات بمعاداة السامية وغيرها من أشكال العنصرية.
وأضاف الحزب إن لجنة التحقيق، الذي ستقوده شامي شكرابارتي الرئيسة السابقة لجمعية ليبرتي الحقوقية، ستتشاور مع الجالية اليهودية وغيرها من الأقليات.
وسيقترح كوربين أيضا "مدونة سلوك" جديدة حول العنصرية في اجتماع اللجنة التنفيذية الوطنية لحزب العمال في مايو/آيار المقبل.
ويأتي ذلك بعد قيام الحزب بتعليق عضوية النائبة ناز شاه وعمدة لندن السابق كين ليفينغستون وسط مزاعم بمعاداة السامية.
وقال الحزب إن قواعد السلوك ستتضمن إرشادات حول "السلوك المقبول واستخدام اللغة."
وأضاف بيان الحزب قائلا إنه "سيوضح تماما وللمرة الأولى أن حزب العمال لن يتسامح إزاء أي شكل من اشكال العنصرية، ومن بينها معادة السامية."
وسيكون البروفيسور ديفيد فيلدمان، مدير معهد بيرس لدراسات معاداة السامية، نائبا لرئيس لجنة التحقيق.
وسيضع التحقيق، الذي سيصدر تقريرا في غضون شهرين، قواعد "واضحة وشفافة" حول كيفية تعامل الحزب مع مزاعم العنصرية ومعاداة السامية.
وقال الحزب إنه سيقترح أيضا برامج تدريبية للمرشحين البرلمانيين والنواب وغيرهم.
وقال بن رايت مراسل بي بي سي للشؤون السياسية إن كوربين يأمل في أن يؤدي هذا الإعلان "لتهدئة المناخ الغاضب جدا والمتقلب داخل حزبه."
وقال كوربين إن العمال حزب ضد العنصرية "حتى النخاع"، وكانت الجالية اليهودية في قلب حزب العمال والسياسات التقدمية في بريطانيا لأكثر من 100 عام.
وأضاف قائلا: "لا يوجد مكان لمعاداة السامية أو أي شكل من أشكال العنصرية في حزب العمال، أو في أي مكان في المجتمع، وسنعمل على ضمان أن يكون الحزب مرحبا بأعضاء كل الجاليات."
وتفجر هذا النزاع الخميس، الذي يأتي قبل أقل من أسبوع من انتخابات المجالس في انجلترا وعمدية لندن، عندما زعم ليفينغستون أن هتلر دعم الصهيونية "قبل أن يصاب بالجنون."
وجاءت تصريحاته في لقاء مع بي بي سي راديو لندن والذي دافع خلاله عن شاه نائبة الحزب عن برادفورد ويست.
"مبرر للنازية"
وكان قد تم تعليق عضوية شاه في الحزب الأربعاء بسبب تعليقات كتبتها على فيسبوك قبل أربع سنوات وتضمنت اقتراحا بضرورة نقل إسرائيل للولايات المتحدة. وقد اعتذرت لاحقا عن تلك التعليقات.
وفي اللقاء الإذاعي قال ليفينغستون: "عندما فاز هتلر في الانتخابات عام 1932 كانت سياسته حينئذ تقوم على ضرورة نقل اليهود لإسرائيل. وكان يدعم الصهيونية قبل أن يصاب بالجنون وينتهي بقتل 6 ملايين يهودي."
وواجهه لاحقا خارج استوديوهات بي بي سي نائب عمالي آخر هو جون مان الذي اتهمه بأنه "مبرر للنازية" أمام كاميرات التليفزيون. كما ندد نواب عماليون آخرون أيضا بتعليقات ليفينغستون.
وقال جوناثان آشوورث، عضو حكومة الظل العمالية، في تصريحات لبرنامج أية أسئلة في راديو 4 إن تصريحات ليفينغستون "هجومية جدا وحقيرة."
وقد علق كوربين عضوية ليفينغستون قائلا إن هناك "قلقا كبيرا" إزاء اللغة المستخدمة.
ومن جانبه، قال ليفينغستون الجمعة لسكاي نيوز إنه سيوضح موقفه مشيرا إلى كتاب للمؤرخ الأمريكي الماركسي المثير للجدل ليني برينر الذي التقاه في الثمانينيات.
وأضاف قائلا:" سأقدم الدليل على ما قلت ومن الصعب على شخص أن يقرر تعليق عضويتي في الحزب فيما كل شيء معروف للجميع منذ 30 عاما ولم يعترض أحد."