لقد جاء النبي عليه الصلاة والسلام بما فيه صلاح الدين والدنيا، ومن ذلك
أنه أرشد إلى الأجسام؛ لأنها مطية العبد في قيامه بالأعمال، فحث على ما فيه صلاحها،
ونهى عن كل شيء يفسدها، فأمر بالتداوي ورغب فيه،
كان النبي صلى الله عليه وسلم يستخدم الحناء في مجال التداوي, ومن ذلك
ما جاء عن سلمى أم رافع مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت:
كان لا يصيب النبي صلى الله عليه وسلم قرحة ولا شوكة إلا وضع عليه الحناء
حسنه الألباني في صحيح ابن ماجة 2/263, برقم: 2821
وفي رواية أنها قالت: ما كان يكون برسول الله صلى الله عليه وسلم
قرحة ولا نكبة إلا أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أضع عليها الحناء
صححه الألباني في صحيح الترمذي 2/205, برقم: 1676
ومعنى (قرحة): هي الجرح, ومعنى (نكبة): هي ما يصيب الإنسان من الحوادث,
كالإصابة بالأحجار والنكبة: أن يصيب العضو شيءٌ فيدميه, أو هي العثرة بالرجل
ومما جاء من الأحاديث في التداوي بالحناء, ما جاء عن سلمى
وكانت خادماً للنبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا اشتكى أحد منا رأسه قال: «اذهب فاحتجم», وإذا اشتكى رجله قال:
«اذهب فاخضبها بالحناء».
حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة, برقم: 2059, وفي صحيح الجامع, برقم: 4671
فهذه الأحاديث تشير إلى أن للحناء فوائد علاجية نافعة بإذن الله تعالى,
ومما أشارت إليه هذه الأحاديث هو استعمال الحناء في التداوي من الجروح والإصابات
وخصوصاً في القدمين.
القضاء على أنواع متعددة من الجراثيم والميكروبات:
استخلص العلماء في دراسة علمية مضادات للبكتريا والفطريات والجراثيم
والتي أخذت من أوراق نبات الحناء الكاملة, وسجلت براءة اختراع في بريطانيا
لمستحضر طبي مضاد للبكتريا مستخلص من الحناء
علاج الحروق:
في دراسة علمية قام بها الدكتور حسين الرشيدي
الطبيب والباحث في الجراثيم والميكروبات قدرة الحناء على علاج الحروق
وإعطاء نتائج طيبة في هذا المجال
التئام الجروح:
للحناء أثر في التئام الجروح وخاصة القروح المزمنة والأكزيما,
ومن خلال الدراسة التي قام بها الدكتور حسين الرشيدي توصل إلى
أن للحناء أثراً فعالاً جداً في علاج التقرحات التي تصيب القدمين
وجه الإعجاز:
لقد جاءت الأحاديث النبوية دالة على أن للحناء فوائد علاجية في التداوي
من الجروح والقروح وخصوصاً على القدمين, وبعد رحلة من التجارب
والاكتشافات العلمية توصل كثير من الباحثين إلى أن للحناء فوائد علاجية كثيرة,
ومن أبرزها القدرة العالية في القضاء على الجراثيم والفطريات, ومعالجة الجروح
والتقرحات, وفي هذا تطابق واضح بين ما أخبر عنه نبينا محمد
وما اكتشفه العلم الحديث, وهذا يدل دلالة واضحة على أن ما أخبر به هذا النبي الأمي
هو وحي إلهي أوحاه الله تعالى إليه, وبهذا يكون نبينا محمد هو النبي الخاتم
الذي أرسله الله تعالى إلى الناس كافة بشيراً ونذيراً.