قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم ، "إن مهمة الدفاع عن الوجود المسيحي في فلسطين والمشرق، مهمتنا بل واجبنا جميعًا، ولن نتردد ولن نتقاعس عن الدفاع عن أن يبقى شرقنا وشعوبنا موحدة زاخرة بتعدديتها، فلن يبقى في هذه الأرض إلا ما ينفع أهلها على اختلاف أيمانهم ومشاربهم".
وهنأ أبناء شعبنا الفلسطيني، لمناسبة أعياد القيامة المجيدة في فلسطين، أهلنا من الآرمن والسريان والأقباط والأحباش وجميع المؤمنين، وأعرب عن أمله بأن نحتفل بالأعياد القادمة، وقد بزغت شمس الحرية على قدسنا.
وفيما يلي نص رسالة الرئيس لمناسبة أعياد القيامة في فلسطين:
نحتفل بعيد القيامة هذه السنة، باعتباره عيدًا دينيًا ووطنيًا، مؤمنين بعدالة قضيتنا، والأمل بتحرير الإنسان الفلسطيني من غطرسة الاحتلال، لينعم بالكرامة والحرية والطمأنينة على أرض وطننا وفي مقدساتنا.
أما في القدس، فبالرغم من سياسات الاحتلال، ومحاولاته لتهويد المدينة، والسطو على مقدساتها وتغيير طابعها الإسلامي المسيحي، وعزلها عن باقي الوطن من خلال الاغلاقات والحواجز، فإن صمود ووجود شعبنا في القدس الحبيبة، واحتفالاتهم في المدينة الأقدس لدى الملايين من المؤمنين المسيحيين في العالم، تحمل معاني سيرة وحياة سيدنا المسيح عليه السلام في درب الآلام، والقيامة، وسيأتي اليوم الذي سنقهر الظلم بالحرية والكرامة .
وبهذه المناسبة العطرة، نثمن جميع الجهود التي بذلت وتبذل من أجل لم شمل العائلة الأرثوذكسية الواحدة، لكي تبقى كنيسة القدس وأبناؤها شامخة وعصية على كل المحاولات التي تستهدف اضعاف الحضور الكنسي المسيحي في الارض المقدسة.
إننا نثمن عاليا مؤتمر الكنائس في أطلنطا/ الولايات المتحدة، لنعرب عن أملنا بأن ترى توصياته النور، فهو يشكل الرافعة لإسماع صوت الحجارة الحية في الأراضي المقدسة ولصالح قضيتنا الوطنية. ومن ناحيتنا حرصنا كل الحرص لإتمام الاتفاقية الشاملة مع حاضرة الفاتيكان، وجوهرها تعزيز الوجود الكنسي المسيحي في ارض القداسة فلسطين، وما زال الفرح يغمر قلوبنا بترفيع ابنتين من فلسطين إلى قديستين.
نحتفل بعيد قيامة السيد المسيح عليه السلام، ولا يخفى على أحد ان مصير مسيحيي الشرق تحف به المخاطر، ووجودهم الأصيل والراسخ منذ قرون في هذه البلاد مهدد، ويهدد معه ما رست عليه أوطاننا وشعوبنا من تعايش وتشارك على قواعد المحبة، وأسس الإيمان العميق بالتعددية الدينية والفكرية وحرية الإيمان والمعتقد.
في هذا اليوم العظيم، لشعبنا بمسيحييه ومسلميه، نجدد التأكيد على أن مهمة الدفاع عن الوجود المسيحي في فلسطين والمشرق، مهمتنا بل واجبنا جميعا، ولن نتردد ولن نتقاعس عن الدفاع عن أن يبقى شرقنا وشعوبنا موحدة زاخرة بتعدديتها، فلن يبقى في هذه الأرض إلا ما ينفع أهلها على اختلاف أيمانهم ومشاربهم.
أتمنى أن نحتفل بالأعياد القادمة معًا، وقد بزغت شمس الحرية على قدسنا، وهذه أعياد دينية وطنية نحتفل بها جميعا بفخر وبهجة .
مرة أخرى، نرفع تهانينا لكم جميعًا، ولأهلنا من الآرمن والسريان والأقباط والأحباش ولجميع المؤمنين، وكل عام وأنتم بخير.