حقق حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية الذي يتزعمه الرئيس السابق نيكولاس ساركوزي تقدما كبيرا في الانتخابات المحلية في فرنسا على حساب الحزب الاشتراكي الحاكم.
فقد ارتفع عدد المجالس المحلية التي يسيطر عليها الحزب إلى 67، بينما لم يتمكن الاشتراكيون وحلفاؤهم اليساريون من الفوز الا بـ 34 مجلس بعد أن كانوا يسيطرون على 61.
وفاز حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف الذي تتزعمه مارين لوبان بـ 60 مقعد على الأقل ولكنه لم يتمكن من السيطرة على أي مجلس محلي.
وينظر إلى هذه الانتخابات المحلية على أنها اختبار مهم للرأي العام قبل الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في عام 2017.
ولم تشارك مدينتا باريس وليون، اكبر مدينتين في البلاد، في هذه الانتخابات.
وقال ساركوزي معلقا على النتائج التي حققها حزب "لم تفز أسرتنا السياسية بهذا العدد الكبير من المجالس قط."
وقال لأنصاره إن الناخبين قد "رفضوا بقوة سياسات الرئيس فرنسوا هولاند وحكومته."
وفاز حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية في مناطق كانت تعتبر معاقل للاشتراكيين مثل دائرة نورد المحيطة بمدينة ليل، ودائرة كوريز وسط فرنسا التي هي دائرة الرئيس هولاند.
وقد تم فرز اكثر من 90 بالمئة من الأصوات التي ادلى بها الناخبون لشغل 4108 مقعدا في المجالس المحلية التي تضطلع بمسؤوليات التعليم والطرق والخدمات الاجتماعية.
تحدي الجبهة الوطنية
وكما درج عليه في الانتخابات الفرنسية ذات الجولتين، اتحد ناخبو اليمين واليسار في الجولة الثانية من أجل منع الجبهة الوطنية من الفوز بأي مجلس حسبما يقول مراسل بي بي سي في باريس هيو سكوفيلد.
ولكن مارين لوبان وصفت النتائج التي حققها حزبها بأنها مثلت "يوما تأريخيا"، وقالت "أشكر ناخبينا لهذا النجاح العظيم."
وأضافت "لقد اقتربنا من تحقيق هدفنا بالوصول الى السلطة وتطبيق افكارنا من أجل تغيير فرنسا."
وحققت الجبهة الوطنية نجاحا ملحوظا في دائرتي با دي كاليه في الشمال وغارد في الجنوب.
ولكن نظام الجولتين منع الحزب من ترجمة النتائج التي حققها في الجولة الأولى - حيث حصد ربع الاصوات تقريبا - الى مقاعد.
وكانت الجبهة الوطنية قد فازت بالانتخابات الأوروبية التي جرت في فرنسا في العام الماضي، وتشير استطلاعات الرأي إلى احتمال وصول لوبان الى الجولة الثانية في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويذكر أن إقصاء الجبهة الوطنية من الحياة السياسية التقليدية يعتبر سببا من الأسباب التي تجعله محبذا لدى الناخبين الذين فقدوا الأمل بالأحزاب التقليدية.
وفيما لم تكن الجبهة الوطنية تستحوذ الا على مقعد واحد في المجالس المحلية قبل الانتخابات الأخيرة، ها هو قد فاز بـ 62 مقعد.
وقال رئيس الحكومة مانويل فال إن الشعب الفرنسي "قد عبر عن غضبه من ظروف المعيشة الصعبة"، وتعهد بمضاعفة الجهد لتحفيز الاقتصاد وقال إن اولوياته هي "الوظائف والوظائف والوظائف."
ولم يشارك نصف الناخبين تقريبا في الانتخابات.