تعقد اللجنة المركزية لحركة فتح، اجتماعًا اليوم الاثنين، في مدينة رام الله، تبحث خلاله سلسلة طويلة من القضايا والخطوات الواجب اتخاذها للمرحلة المقبلة، بعد الرفض الإسرائيلي للمبادرة الفرنسية، والتصعيد الإسرائيلي على الارض، واحتمالات ضم إسرائيل لأجزاء واسعة من مناطق (ج)، والانتهاك المستمرّ للسيادة الفلسطينية في مناطق (أ).
وأكد مسؤول أمني كبير لـ "القدس" أن المهلة التي وضعتها القيادة الفلسطينية في الرسالة التي سبق وقدمتها للجانب الإسرائيلي بخصوص احترام الاتفاقيات، وضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة الفلسطينية في مناطق (أ) ضمن مجمل الاتفاقات المبرمة قد انتهت. مضيفًا أن القرار يعود للقيادة لاتخاذ الإجراءات التي سبق ونوقشت وجرى التشاور بشأنها داخليًا وعلى المستوى العربي.
واعتبر المسؤول الأمنيّ أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقيادة أركانه عدم وقف الاقتحامات والاعتقالات في مناطق (أ)، تماديًا وتجاوزًا لن تقبل به القيادة، وسيكون هناك قرار بهذا الشأن، بعد التشاور ودراسة الأبعاد والتبعات.
بدوره قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، اللواء جبريل الرجوب في تصريح خاص بـ "القدس" إن اللجنة المركزية ستبحث اليوم التحديات التي تواجه القيادة الفلسطينية على ضوء رفض حكومة نتنياهو رسميًا المبادرة الفرنسية، مضيفًا أن "نتنياهو يمثل امتدادًا لكل الحركات الفاشية في تاريخ البشرية، بموقفه من المبادرة الفرنسية، وتنكّره للإرادة الدولية، وقرارات الشرعية الدولية.
واعتبر الرجوب أن موقف نتنياهو من المبادرة الفرنسية لا يفاجئ من يعرف اليمين الفاشي الإسرائيلي وعلى رأسه نتنياهو. وأوضح أن الموقف الإسرائيلي يستدعي تحركًا ودورًا وإدراكًا من المجتمع الدولي، أن من يتحمل مسؤولية ما وصلت إليه الأمور هو نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة.
وشدد عضو اللجنة المركزيّة في فتح على أن هذا الموقف والسلوك الإسرائيلي المدمر لجهود السلام يترتب عليه تحركًا وموقفًا، من المجتمع الدوليّ بالكف عن التحيّز والكيل بمكيالين. وقال إن سياسات نتنياهو وحكومته تشكل خطرًا على الحق الفلسطيني، وخطرًا على الأمن الإقليمي والدولي.
وردًا على ما كشفت صحيفة معاريف حول نية اليمين الإسرائيلي بقيادة نتنياهو تمرير مشروع قانون في الكنيست لضم مناطق "ج" إلى إسرائيل والتي تمثل 60 ٪ من أراضي الضفة الغربية، قال الرجوب إن هذا موقف سخيف، وفي حال تم ذلك الأسبوع المقبل، سيمثل تحديًا كبيرًا ليس للشعب والقيادة الفلسطينية فقط، بل للعالم بأسره.
وأضاف الرجوب أن "العالم بدأ يكتشف ألاعيب نتنياهو وتهرّبه، وسعيه للقضاء نهائيًا على حل الدولتين، والمضي في مشروع الابرتهايد المتخمّر في عقليته"، واستبعد الرجوب أن يقوم نتنياهو بهذه الخطوة التي "ستكشف للعالم الوجه الحقيقي لإسرائيل".