تتواصل عملية فرز الأصوات في الانتخابات النيجيرية في أجواء يشوبها التوتر مع تقدم مرشح المعارضة الرئيس الأسبق محمدو بوهاري على منافسه الرئيس الحالي غودلاك جوناثان في الولايات الشمالية.
لكن فرز الأصوات في الولايات الجنوبية كثيفة السكان التي يتمتع فيها جوناثان بشعبية قد يغير السباق لصالح الرئيس الحالي.
السباق أبعد ما يكون عن الحسم بعد.
ويرى محللون أن التقارب الشديد بين فرص المرشحين غير مسبوق في تاريخ نيجيريا وأن نتائج الانتخابات الحالية التي وصفت بعالية المخاطر ستؤثر في مستقبل أغنى دول أفريقيا وأكثرها تعدادا.
وفرضت السلطات النيجيرية حظرا للتجوال في مدينة بورت هاركورت في منطقة دلتا النيجر بسبب مخاوف من اندلاع أعمال عنف عقب اعلان الفائز.
وقالت اللجنة المشرفة على النتخابات الرئاسية النيجيرية إنها تتوقع أن تتمكن الثلاثاء من اعلان نتائج الانتخابات التي جرت السبت الماضي.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا أعربتا في تصريح مشترك عن قلقهما من احتمال وقوع "تدخل سياسي" في عملية فرز الأصوات.
وقال وزيرا خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا جون كيري وفليب هاموند في تصريح مشترك "لم نر أي دليل إلى الآن عن وقوع تلاعب ممنهج في العملية الانتخابية، ولكن ثمة مؤشرات مثيرة للقلق لاحتمال تعرض عملية فرز الأصوات إلى تدخل سياسي."
وشابت عملية التصويت عدة اعطال فنية، كما شهدت البلاد احتجاجات واعمال عنف مرتبطة بحركة بوكو حرام.
وكانت اللجنة المشرفة على سير الانتخابات قد قررت تمديد فترة التصويت ليوم ثان في بعض الدوائر نظرا للمشاكل التي اصابت نظام قراءة بطاقات التصويت الالكتروني شملت حتى الرئيس جوناثان نفسه.
وكان النظام الجديد قد أدخل لمنع التزوير.
ووصف حزب الشعب الديمقراطي الذي يتزعمه جوناثان - والذي عارض اعتماد النظام الالكتروني - الصعوبات التي شابته بأنها "فضيحة وطنية كبرى."
ولكن رئيس اللجنة الانتخابية الطاهرو جيغا قال من جانبه إن نسبة صغيرة جدا من أجهزة قراءة البطاقات الـ 150,000 لم تعمل كما ينبغي.
وكانت الانتخابات الرئاسية والنيابية قد أجلت لمدة ستة اسابيع بسبب الهجمات التي تشنها حركة بوكو حرام.
وكان مسلحو الحركة قد هاجموا مراكز التصويت في الولايات الشمالية الشرقية. ففي ولاية باوشي اضطرت السلطات إلى فرض حظر للتجوال بعد اندلاع اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحي بوكو حرام.
ولكن الأمم المتحدة عبرت عن تفاؤلها بسير عملية التصويت، وأثنى أمينها العام بان كي مون يوم الأحد على "تصميم ومرونة" الناخبين النيجيريين رغم الهجمات التي شنتها بوكو حرام.
وقال بان في تصريح إن التصويت "كان سلميا ومنتظما بشكل عام."
وعبرت مجموعة ايكواس الاقليمية عن مشاعر مشابهة، وحثت النيجيريين على قبول نتائج الانتخابات.
واتسمت عملية التصويت في ولاية الأنهار الجنوبية بالتوتر، حيث احتج الآلاف على عمليات اغتيال مزعومة طالت ناشطي المعارضة وما يقولون إنه غش شاب عملية التصويت.
ومن المتوقع أن تبدأ نتائج الانتخابات بالظهور الليلة المقبلة، ولكن لم تظهر الى الآن أي مؤشرات الى الطرف المتقدم.
وكان حزب الشعب الديمقراطي قد هيمن على الحياة السياسية في نيجيريا منذ عام 1999، ولكن حزب المؤتمر التقدمي الذي يتزعمه بوهاري ينظر إليه بوصفه تحديا جديا لهذه الهيمنة.