سياسات نتنياهو جعلت الغرب يفقد الثقة بإسرائيل

59b9af6b9a97abf2c5c53225993876f9
حجم الخط

جاءت التقارير والتحليلات، التي نشرت رداً على تصريح المستشارة انجيلا ميركيل، والتي كشفت النقاب عنها مجلة "دير شبيغل" وبموجبها فإنها تفهم توجه ابو مازن الى الامم المتحدة وعبرت عن انتقادها وقلقها بالنسبة للعلاقات الالمانية الاسرائيلية، لتشهد على سوء العلاقات التي نشأت مؤخرا بين اسرائيل والقوى العظمى الغربية، بما فيها الولايات المتحدة. وهكذا فان الاستناد الى تصريحات ميركيل التي نقلتها "دير شبيغل" حيث أعربت عن انتقادها للمستوطنات كدليل على العامل الذي يضعف العلاقات الاسرائيلية – الالمانية هو خطأ وتضليل. فالحديث يدور عن تشوش المجالات والخلط بين العلاقات الاساس لاسرائيل والبلدان الاوروبية المركزية والمؤثرة، وبين العلاقات بين زعماء هذه البلدان والحكومة السائدة في القدس، ولا سيما موقفها وسلوكها تجاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. من يتابع عن كثب تصريحات سفراء ودبلوماسيين كبار وقدامى في الامم المتحدة في مواضيع الشرق الاوسط واسرائيل لا يمكنه ألا يتأثر بعمق التعاطف مع اسرائيل بصفتها الدولة الديمقراطية والمتطورة التي هي  في مجالات معينة كالزراعة والتنمية العلمية نموذج للاقتداء. ولكن بينما تتمسك اسرائيل بحجة أنه "لا يوجد من يمكن الحديث معه" وأنه "لا شريك" للمسيرة السياسية فان الجهات التي تثني على اسرائيل من حيث حصانتها الديمقراطية وتمتدحها على انجازاتها التكنولوجية غير مستعدة لا تسلم بالجمود المتواصل في المسيرة، وهي تعرب عن استياء جارف من غياب كل مؤشر من جانب اسرائيل في اتجاه الحراك واستئناف الحوار مع الفلسطينيين وتلقي على اسرائيل – الدولة القوية والمتطورة التي هي في نظرهم قوة عظمى اقليمية – المسؤولية والذنب عما تصفه بأنه "انعدام ظاهر لكل ارادة ورغبة في التقدم نحو حل سياسي للنزاع". لم يعد الحديث يدور عن انتقاد أو إعراب عن استياء تجاه اسرائيل السياسية. فمحافل ومراقبون سياسيون في واشنطن وفي نيويورك يتحدثون بشكل فظ وجارف ضد ما يرونه ويصفونه بأنه العامل الذي بتقديرهم وبرأيهم يمنع، يخرب، ويصفي كل فرصة لتقدم حل سياسي والسبب هو – حكومة اليمين المتطرفة في القدس. وفي أحاديث في اوساط محافل سياسية رفيعة المستوى في نيويورك تسود في الاشهر الاخيرة تعابير نقدية على سلوك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يقترب بعضها من النفور والرفض. ودوما مع اضافة التفسير، "افهم، أنا مؤيد حقيقي لاسرائيل وحكومتي ايضا والمسؤولون عني يؤيدون اسرائيل". ويفهم من هذه الاحاديث عن رئيس الوزراء نتنياهو أنه فقد كل موقف ثقة وتقدير من جانب زعماء ورؤساء دول الغرب. ويروي دبلوماسيون في نيويورك انه في اللقاء الاخير الذي عقد في برلين بمشاركة المستشارة انجيلا ميركيل ورئيس الوزراء نتنياهو، قالت ميركيل له في الوجه كلمات "انا لا أصدق أي كلمة تقولها". ويقول محللون في واشنطن وفي نيويورك وهم ضالعون في علاقات اسرائيل – الولايات المتحدة انه لم يكن أي رئيس أميركي تولى منصبه في العقود الاخيرة على هذا القدر من السخاء، الانصات، والتعاون في مجال المساعدات الامنية، العسكرية والاستخبارية لاسرائيل مثل براك اوباما. ولكن اوباما، مثل انجيلا ميركيل ومثل كاميرون واولاند، ببساطة فقدوا ثقتهم برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. فمعارضة المستوطنات ليست جديدة. فهذه منصوص عليها في السياسة الخارجية الأميركية منذ ادارة رونالد ريغان، وهي جزء لا يتجزأ من سياسة القوى العظمى الغربية. ولكن هذه المعارضة تعاظمت مؤخرا ليس لانه اهتز الموقف الاساس المتعاطف مع اسرائيل، بل لان اسرائيل تعتبر في الاسرة الدولية كدولة تقاد بالانف وتجر الى مواضع سياسية نائية والى افق سياسي عديم الامل من قبل حكم يميني متطرف برئاسة رئيس وزراء يميني متطرف.