فاز وزير الطاقة الأمريكي ارنست مونيز بجائزة رمزية طريفة حينما ألقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطابه المثير للجدل عن حالة الاتحاد، حيث نال بجدارة لقب صاحب أفضل تسريحة شعر، ولكن واشنطن تنظر للرجل هذه الأيام بجدية أكثر بعد أن تبين بأنه "دماغ" أوباما وسلاحه السري في الأيام الأخيرة من المفاوضات النووية مع إيران.
وقدم مونيز المشورة الثمينة لوفد الولايات المتحدة في المفاوضات، وخاصة فيما يتعلق بالتفاصيل التقنية عن تخصيب السلاح النووي، والأهم من ذلك كله، أنه كان الرجل الذي تقع عليه مهمة التأكد من عدم سقوط الطاقم الأمريكي في مصيدة "مكر" الطاقم الإيراني، فهو فيزيائي نووي كبير كان قد درس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لأربعة عقود قبل أن ينضم للإدارة الأمريكية ويصبح الساعد الأيمن لوزير الخارجية جون كيري.
الرحلة الأولى لمونيز الى طاولة المفاوضات كانت في أواخر شهرشباط/ فبراير، بعد شهر من حصوله على الجائزة الفريدة. ومن غير الواضح كيف أثرت تسريحة شعره على غرفة المفاوضات، ولكن معرفته العميقة بالبحوث الاتحادية بشأن الكيفية التي يمكن لإيران بها صنع سلاح نووي كانت كافية لملاحظة الرجل برهبة.
وقد استنجد الوفد الأمريكي بمونيز بعد أن أدرك وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، قد جلب معه علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية. وهكذا أراد الوفد خبيرا بهذا الحجم من طرفهم، وذلك وفقا لما قاله تريتا بارسي رئيس المجلس القومي الإيراني الأمريكي، مضيفا أن المحادثات تحولت الى تفاصيل تقنية وعلمية جداً، لذا كان من الواجب إحضار خبير قوي إلى الوفد الأمريكي.
والاختراق الأهم الذي أراد تحقيقه الوفد الأمريكي هو مقدار الوقت الذي ستستغرقه إيران لتخصيب ما يكفي من الوقود النووي لبناء سلاح، حيث تريد الولايات المتحدة الحد من قدرات طهران النووية إلى نقطة عدم قدرتها على تكرير ما يكفي من الوقود لصنع سلاح الى سنة كاملة على الأقل.
وتقع على مونيز مهمة عسيرة في واشنطن إذا تم التوصل إلى اتفاق نهائي هي محاولة إقناع أعضاء الكونغرس الأمريكي بالجوانب الفنية من الاتفاق وفوائدها فيما يتعلق بكبح جماح البرنامج النووي الإيراني.
والمفارقة أن صالحي قد حصل على درجة الدكتوراة في الفيزياء النووية من معهد ماساتشوستس عندما كان موينز يهم ببدء مهنة التدريس في المعهد نفسه، ولهذا حرصت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية على التأكيد أن صالحي وموينز لم يتشابكا قطعياً على الرغم من كونهما في القسم نفسه مع مصالح أكاديمية مشتركة. كما قالت إدارة اوباما أن التفاعلات بينهما كانت إيجابية خلال المحادثات، وأن مناقشاتهما كانت مهنية للغاية.
وأوضح البيت الأبيض أن وزارة الطاقة كانت مشاركة لسنوات في الجهود الرامية للحد من قدرات إيران النووية، وأن مشاركة موينز هي أحدث مثال على ذلك، وأضاف متحدث باسم البيت الأبيض أن وزارة الطاقة ساهمت في توفير مشاركات تقنية واسعة النطاق على مدى هذه المفاوضات، بينما قال بارسي إن المستوى العالي من الخبرة الفنية لموينز على طاولة المفاوضات تمنحه القوة للتوصل إلى اتفاق إيجابي له مغزى.