شعور بالقلق الشديد لدى الاهل في غزة من امكانية حدوث عدوان جديد على غرار ما حدث قبل عامين تقريبا .
من الناحية الاحصائية الشعور مبرر حيث تواجه غزة عدوان كل عامين ، و العدوان الاخير كان في صيف ٢٠١٤ كما هو معروف. و الشعور مبرر لان المقدمات التي سبقت الحرب و اسبابها ما زالت قائمة ، و التي اهمها الذريعه الاسرائيلية في الكشف عن الانفاق. و مبررات الانفجار من الجانب الفلسطيني ايضا ما زالت قائمة حيث الظروف الانسانية اسوء ما كانت عليه عشية العدوان السابق، و الحصار اشد بكثير مما كان عليه اضافه الى ما خلفته من دمار لم يتم ترميمة و جروح لم تلتئم بعد.
التوتر الاخير، والذي ما زال قائما ناتج عن التوغل الاسرائيلي لعدة مئات الامتار في المناطق الفلسطينية الحدودية بحثا عن انفاق عابرة للحدود على غرار النفق الذي تم اكتشافه قبل حوالي اسبوعين. و كذلك رد فعل فصائل المقاومة وخاصة حماس على هذا توغل من استدهاف بقذائف الهاون و اطلاق النار ، اسرائيل تدعي انه من باب التشويش على عملها الذي يحرز تقدم ايجابي في عملية الكشف عن هذه الانفاق.
مع ذلك هناك عوامل اخرى قد تبدد الخوف من ان يتدحرج هذا التوتر الى حرب رابعه ، و الاكتفاء بتبادل اللكمات الخفيفة و ذلك للاسباب التالية:
اولا: حتى الان لا يوجد استراتيجية جديدة لدى اسرائيل في تعاملها مع غزة و الوضع الامني و السياسي القائم هناك . و بالتالي اي مواجهه ستكون هي مواجهه ذات اهداف استراتيجية غير موجودة حتى الان ، هذا لا يعني ان لا يحدث تغيير في هذا الموقف في المستقبل.
ثانيا: بعكس حالة الرعب و القلق التي كانت سائدة عشية عداون ٢٠١٤ من الانفاق و التي كانت مبرر كافي بالنسبة لهم لشن العدوان ، الان يدعون بأن لديهم الوسائل التكنلوجيه التي تجعلهم اكثر اطمئنانا. قد لا يكون هذا الادعاء صحيح و قد يكون جزء من الحرب النفسية لكي يقول لحماس كل جهدكم و تعبكم بدون فائدة ، وقد يكون امر حقيقي .في كل الاحوال اسرائيل لا تهيء الاجواء لعدوان واسع بسبب الانفاق كما حدث في السابق.
ثالثا: هذا الشهر هو شهر اعياد و مناسبات لدى الاسرائيليين ، اليوم ذكرى ما يسمونه الكارثه و البطولة و الاسبوع القادم ذكرى اعلان الدولة ، وهي ذكرى نكبتنا كفلسطينيين.
رابعا: الحرب القادمة لن تكون متدحرجة و بعد تسخين و مناوشات و توجيه لكمات كما يحدث الان . عندما تقرر اسرائيل شن عدوان جديد سيكون مباغت و عنيف بحيث لا يستمر طويلا. هذه هي اهم الاستخلاصات من تقييمهم لعدوان ٢٠١٤ .
خامسا: تقديراتهم ان حماس و الفصائيل الاخرى غير معنيين بالانجرار الى معركة في الوقت الحالي رغم ادراكهم ان هذا الامر قد يتغير نتيجة لعوامل عديدة، اهمها حالة الضغط التي يعيشها قطاع غزة نتيجة الحصار و ما يسببه من ازمات انسانية و اقتصادية.
لذلك ، ان لم يحدث شيء ما خارج عن السياق فأن كلا الطرفين سيكتفون بتوجيه الصفعات دون التسرع في الذهاب الى حد الانجرار الى موجهه شاملة.