صــيــف ساخــــن ينـتـظــــر إســرائــيـــل فــي الجــنــوب

تنزيل (16)
حجم الخط

 

 
 


كان التصعيد في قطاع غزة مكتوباً على الجدار، مثل الكليشيه. 
يستعد الجيش الاسرائيلي لذلك و»حماس» ايضا، ومع ذلك، لا يريد الطرفان ذلك بشكل فعلي.  استمرار التصعيد وقوته يرتبطان الآن بعدة أسباب ستحدد اذا كنا سنذهب الى جولة اخرى من عملية «الجرف الصامد».
احداث أول من أمس بارزة على خلفية معطيات العامين الاخيرين. 
أقل من 40 قذيفة تم اطلاقها اثناء هذا الزمن نحو اسرائيل، وعدد المصابين في الجانب الاسرائيلي كان الأقل على الاطلاق. 
ايضا لسكان غلاف غزة كانت هذه فترة هادئة: البلدات الاسرائيلية استوعبت عشرات العائلات الجديدة، والمزارعون فلحوا الاراضي حتى المتر الاخير وملأ السياح المنتجعات.
تحت هذه المدينة الفاضلة حفرت «حماس» باهتمام: لقد فشلت فوق الارض وفي الجو، لكن لا يوجد لاسرائيل اجابة على التحدي الذي تحت الارض.  لقد أعطي مشروع الانفاق أولوية عليا، فعدد الحفارين زاد بشكل كبير، وكذلك الميزانيات. 
كان الهدف حفر عشرات الانفاق الهجومية الى داخل الاراضي الاسرائيلية، وايضا مئات الانفاق الدفاعية في اراضي القطاع التي يمكن الاختباء فيها اثناء الحرب.
لا يخفى هذا الجهد على اسرائيل التي اعتبرت أن تهديد الانفاق هو التهديد الرئيس للسنة الحالية.  الجهود الاستخبارية («الشاباك» والاستخبارات العسكرية) زادت، وايضا الجهود التكنولوجية.  وكان واضحا أن هذا سباق مع الزمن: الكشف عن الانفاق قبل استخدامها من قبل «حماس». 
في الشهر الماضي تم الكشف عن النفق الاول في جنوب القطاع. «حماس»، لاسباب تخصها، قررت التنازل عن النفق. وفي اعقاب هذا الكشف زادت الجهود من اجل الكشف عن انفاق اخرى.  ويمكن القول إن هذه ايضا هي خلفية تبادل النار، أول من أمس، وهي أن الجيش الاسرائيلي يحفر من اجل الكشف عن الانفاق و»حماس» تقوم باطلاق النار للتشويش والتحذير.
في الوقت الحالي، هذه الاحتكاكات محدودة جدا. «حماس» تطلق النار فقط على الاهداف العسكرية بذريعة أن الجيش الاسرائيلي يتجاوز الحدود، ويدخل الى اراضي القطاع، واسرائيل ترد بشكل محدود نحو اهداف عسكرية لـ «حماس» والسعي الى سقوط أقل عدد ممكن من الاصابات من اجل ضمان عدم حدوث رد على الرد (اغلاق الشوارع في منطقة ناحل عوز يهدف الى ابعاد المدنيين عن الخطر، عندما حدث توتر مشابه في السابق تم اطلاق صاروخ مضاد للدبابات نحو حافلة نقلت اولاد).
إن التصعيد المحدود يشير إلى أن الطرفين لا يريدان توسيع الدائرة، ولكن امكانية حدوث ذلك كبيرة. المعطيات الاساسية في القطاع أصعب من تلك التي دفعت «حماس» الى الخروج الى الحرب قبل عامين: البطالة ازدادت والانتاج انخفض ولا توجد منازل لعشرات الآلاف، والكهرباء تتوفر لثماني ساعات في اليوم فقط والمياه مالحة ومئات الآلاف يعتمدون على جمعيات المساعدة لتقديم الدواء والغذاء لهم، والاصعب من كل ذلك هو أن غزة محاصرة؛ لا أحد يخرج منها أو يدخل اليها، وقرار مصر فتح معبر رفح لا يبدو في الأفق.
ويضاف الى ذلك تجاهل الدول العربية (المشغولة بـ «داعش» وايران) والتوتر بينها وبين السلطة الفلسطينية، موجة «الارهاب» في الضفة الغربية والتهديد الذي تشكله جهات متطرفة في القطاع.  كل ذلك اضافة الى التهديد الحالي من قبل اسرائيل لمشروع الانفاق، قد يدفع «حماس» الى اتخاذ قرار بأنه ليس لها ما تخسره.
يحتمل أن ذلك لن يحدث في الغد، لكن محظور علينا الخطأ: نوجد في ديناميكية سلبية، حيث إن مستوى الاشتباه يزداد، وتزداد معه امكانية التصعيد. 
في ظل هذا الوضع يجب ألا تكون متنبئا كي تدرك أن الجنوب ينتظره صيف ساخن في هذه السنة.

عن «إسرائيل اليوم»

-