لم تكن إسرائيل ترغب في إطالة الحرب.. ولكن

Screen-Shot-2014-07-10-at-12.28.05-PM
حجم الخط

مسودة تقرير مراقب الدولة عن عملية "الجرف الصامد" يجب ألا تكون سببا للمشادة الكلامية التي نشأت بين بنيامين نتنياهو وبين يوسف شبيرا. يبدو أن الخلاف بينهما يرتبط بأمور اخرى. لكن ذلك يشير الى الحساسية السياسية التي ترتبط بالعملية التي استمرت خمسين يوما دون أن ترغب اسرائيل أو "حماس" بذلك. التقرير بصيغته الأولية ليس خطيرا كما يحاولون وصفه. فيه ملاحظات صحيحة والى جانبها اخطاء جوهرية. موضوع الانفاق يغذي الانفعال السياسي منذ 2014 حتى هذا الصباح، وقد صبّ تقرير مراقب الدولة المزيد من الزيت على النار. إذا كان افيغدور ليبرمان يزعم أن نتنياهو ويعلون وغانتس لم يُطلعوه عما يحدث في الانفاق لأنه لم يشارك في كل جلسات الكابنت أو أنه كان يغادر قبل انتهاء النقاش أو أنه لم يقرأ المواد التي كانت تنتظره في سكرتاريا الحكومة، فان وزراء آخرين اختاروا معرفة التفاصيل. ليبرمان واحيانا نفتالي بينيت فضلا توجيه اللوم. وعلى هذه الخلفية فان الادعاءات بأن الكابنت لم يكن مطلعا على كل شيء، ليست دقيقة، لأن الكابنت اتخذ القرارات الاستراتيجية وأعطى الصلاحية للثلاثة لتنفيذها. وقد تم استدعاء الوزراء للنقاش عندما كان الوضع يتغير. هكذا ايضا، هذا الاسبوع، عندما اجتمع الكابنت لأن "حماس" اطلقت النار للمرة الاولى نحو اسرائيل من اجل افشال تدمير الانفاق، وقد حدث نقاش خاص ولم يتم اتخاذ أي قرار لأنه لم تكن ضرورة لذلك. لقد ادارت الحكومة عملية "الجرف الصامد" بشكل صحيح، لكنها لم تفسر خطواتها أمام الجمهور بالشكل الصحيح لأنها ليست استعراضية ولا تسعى إلى انتصار كامل بل إلى اتفاق مؤقت طويل المدى. الجواب الملائم لتقرير مراقب الدولة هو باختصار: اسرائيل لا تريد احتلال القطاع. إن احتلالا كهذا سيقلل من الأمن ومكانة اسرائيل الدولية وسيزيد من عدد المصابين. اهداف عمليات كهذه هي اطالة مدة وقف اطلاق النار وردع "حماس"، ومن يعد الجمهور بانجازات اخرى دون الاحتلال الكامل، يضلل الجمهور بالديماغوجية. إن السعي الى اهداف معينة، يفضل فيه تقليص دخول المقاتلين وزيادة الهجمات من الجو والبحر. الآباء الثكالى يجب أن يعرفوا أن جمهورهم كان سيكبر لو تم اتخاذ قرار سياسي كما يريد بينيت وليبرمان، ولكانت النتائج غير جيدة. اضافة الى ذلك، هناك حاجة جوهرية لتجنيد التأييد السياسي، لا سيما من قبل الولايات المتحدة ومصر. ولسوء الحظ فان جون كيري تدخل في المساعي لوقف اطلاق النار من زاوية خاطئة، وشجع "حماس" على الاعتقاد أنها ستحصل على حل افضل (مبادرة قطر – تركيا). كان هناك مبرر لانتظار خمسين يوما، والجنود ينتشرون في ميدان المعركة، وليس اغلاق الباب في وجه دول صديقة. منذ عملية "الجرف الصامد" حدثت تهدئة لسنتين و"حماس" تريد الاستمرار في ذلك. التصعيد في الاسبوع الاخير كان نتيجة العمل الذي يقوم به الجيش الاسرائيلي، حيث بادر الى هدم الانفاق التي يتم الكشف عنها بوسائل تكنولوجية جديدة. إن احداث هذا الاسبوع لا تبشر بانتهاء وقف اطلاق النار، بل العكس، يمكن أن تطيل عمرها.