ها هم الأبطال الجدد – القدامى قادمون: الذين يطلقون الرصاص ويبكون، الذين يبكون ويطلقون الرصاص. حوار محاربي 2016. في حرب "الايام الستة" كانوا هم الجنود الذين أطلقوا الرصاص وبكوا، لذلك اعتبروا أخلاقيين. بعد الانتفاضة الثانية كانوا الأولاد القدامى الذين وعوا فجأة واعتبروا أصحاب ضمائر. والآن هم القادة الحاليون الاكثر رفعة وهم الذين يدركون ويحذرون. وزير الدفاع، رئيس الاركان ونائبه، في وظيفة الثلاثة الذين يحافظون على الختم. كان يمكن أن يكون هذا لافتا ويثير الاحترام لولا مشكلة واحدة صغيرة وهي أن الثلاثة لا يفعلون أي شيء من اجل تغيير الوضع الذي يعترضون عليه. الضباط الجميلون والاخلاقيون محبو اليسار – الوسط الذي يحلم دائما بجنرالات اخلاقيين جيدين في خطابات "يوم الكارثة"، لكنهم ليسوا أكثر من مدعي الضمير للقبيلة التي تدعي الحضارة. موشيه يعلون، غادي آيزنكوت، ويائير غولان قالوا عدة اشياء مدوية. يعلون حذر من الجيش الذي يتحول إلى بهيمي، آيزنكوت لا يريد أن يُفرغ جندي مشط الرصاص بطفلة تبلغ 13 سنة، وغولان اكتشف في اسرائيل امورا مشابهة لما في المانيا في حينه. يصعب عدم تقدير شجاعتهم. ولكن لا يمكن تجاهل كونهم ليسوا مراقبين. الثلاثة يتحملون المسؤولية المباشرة والثقيلة عن الوضع الذي ينتقدونه. الثلاثة ساهموا في نشوئه خلال سنوات، إنهم يقفون على رأس الجيش الاسرائيلي الذي هو وكيل من وكلاء الافساد الاكبر للمجتمع الاسرائيلي. وهم يقودون الجيش الذي معظم نشاطه هو صيانة الاحتلال من خلال القوة الفظة. ومن يقف على رأس جيش احتلال ومن قاد عددا من العمليات الفظيعة لا يملك الصلاحية الاخلاقية من اجل تقديم النصيحة، إلا اذا تغير فعليا. يحذر يعلون من الجيش البهيمي؟ لقد وقف وما زال على رأسه، في السابق كرئيس للاركان والآن وزيرا للدفاع. من يستطيع اذا لم يكن هو تغييره. آيزنكوت لا يريد أن يُفرغ الجنود مشط الرصاص على طفلة؟ يستطيع منع ذلك. غولان يلاحظ امورا شديدة؟ بعضها ولد في الجيش الاسرائيلي الذي هو نائب رئيس اركانه. تذكير قصير حول ماضي أنبياء الغضب الجدد في اسرائيل: يعلون كان رئيس اركان "السور الواقي" في الضفة الغربية و"ايام الرد" في غزة، وهي عمليات زرعت القتل والدمار. بهيمية الجيش بدأت هناك كما يبدو. فقبل بضعة ايام قبل اقواله الحكيمة هاجم يعلون منظمة "نحطم الصمت" واتهمها بـ "الخيانة"، وحتى لو تراجع، فان اقواله ساهمت في البهيمية وليس في الصراع ضدها. آيزنكوت وغولان كانا في السابق قادة ألوية "يهودا" و"السامرة". وهما يعرفان جيدا كيف يبدو الاحتلال وما الذي يتسبب فيه لمن يقع تحت الاحتلال والمحتل. آيزنكوت، الذي لا يريد الآن افراغ مشط الرصاص على طفلة، تفاخر بـ "نظرية الضاحية" التي أفرغ في اطارها الجيش الاسرائيلي أكثر بكثير من مشط رصاص على فتيات في لبنان. لماذا لا يستمر جنوده في تطبيق نظريته في الخليل ايضا؟ وما الذي فعله من اجل وقف الاعدامات في الضفة الغربية؟ إنه هو ونائبه يعرفان جيدا كم من الاشخاص قتلوا هباء مؤخرا على أيدي الجيش الاسرائيلي في الحواجز وفي الشوارع – كان يمكنهما وقف ذلك منذ وقت، لكنهما لم يفعلا ذلك. غولان يذكر بالتأكيد عملية "قانون ونظام" في ميدون في لبنان، التي شارك فيها بصفته قائدا، ألم تزعزعه هذه العملية؟ و"السور الواقي" الذي شارك فيه بصفته قائد كتيبة، ألم تزرع بذور السم التي يشاهد ثمارها الآن؟. لا داعي للبكاء بعد وقوع الامر. لن يكون متأخرا أن يصحو الشخص ويدرك ويقوم بالتصحيح ويُكفر عن ذنبه. ولكن قبل أن يتحول هؤلاء القادة الى ابطال ضمير وفرسان الضمير الاسرائيلي، يفضل فحص دورهم في التدهور الاخلاقي للدولة وللجيش الاسرائيلي وما الذي يفعلونه الآن، وهم في الاماكن الاكثر رفعة، من اجل إحداث التغيير. إن التحذير هو شيء جميل، الوقت ذاته يتم اغلاق ملف ضد قائد كتيبة اطلق النار على ظهر فتى هارب.
سرايا القدس "كتيبة طوباس" تستهدف الاحتلال بصلياتٍ من الرصاص
27 سبتمبر 2023