يعتقد بعض الناس أن الكاريزما مجرد منحة وهبة، وأن الشخصية القوية والكاريزمية لا يمكن أن تُصنع أو تُنمى، أما الصواب فهو أن الكاريزما تتطلب عدة مهارات يمكن اكتسابها وتنميتها بالتعلم والتدريب المستمر.
بالطبع لا ننفي منطق الهبة كلياً، فهناك أشخاص يمتلكون كاريزما خاصة بدون بذل مجهود، بل هي تكوين في شخصياتهم. ولكن هناك أيضاً النوع الثاني الخاص بالتعلم والتدريب والتنمية الذاتية، إليك 6 صفات أساسية أثبتت الأبحاث أنك لابد أن تتصف بها حتى تمتلك كايزما خاصة:
1- التقمص العاطفي: القدرة على رؤية الأشياء من وجهة نظر شخص آخر، وتفهم شعور هذا الشخص في موقف ما. ولن تكون قادراً على فعل ذلك إلا إذا كنت تهتم بهذا الشخص اهتماماً كبيراً؛ أي أنك موجود معه.
2- مهارات الاستماع: القدرة على الإنصات الجيد لشخص يريد أن يوصل لك فكرة ما. بالطبع تتذكر شخصاً ما قاطعك أثناء حديثك، هل تتذكر كيف شعرت وقتها؟ مَن يقاطع المتحدث غالباً ما يفكر في نفسه أكثر مما يفكر بغيره، ويعتقد أنه سيبهر المستمعين بكلامه الذي لا مثيل له. فإذا كنت مشتت الذهن، أو تفكر فيما ستقوله بعد انتهاء محدثك من كلامه، فأنت لا تنصت جيداً.
3- التواصل بالعين: القدرة على الالتقاء بالعين والمحافظة على النظرة. ويعد التواصل بالعين واحداً من أهم أشكال التواصل الإنساني وأكثرها تأثيراً. فنحن بالسليقة نشعر عندما يحول شخص نظره عنا أنه أيضاً لم يعد ينتبه لنا. وقد أثبتت الدراسات أن الإنسان عندما يجول ببصره يستخدم نفس مناطق المخ التي يستخدمها عندما يجول بعقله بين أشياء متعددة. فبعد أن شعر من أمامك بأنه مسموع، بسبب التقمص العاطفي ومهارات الاستماع، الآن هو يشعر بأنه أيضاً مرئي.
4- التحفيز: القدرة على الرفع من الروح المعنوية لشخص آخر؛ عبر المدح والثناء على أعماله وأفكاره. ومن الصعب أن تتصنع الحماس والتحفيز، ولن تستطيع فعله إلا إذا كنت فعلاً تهتم لأمره وتشعر بإخلاص تجاهه. مرة أخرى يجب أن تكون موجوداً معه ومنخرطاً في أعماله وتقدّر مشاعره وتتفهمها.
5- الثقة في النفس: القدرة على التصرف بطلاقة بدون القلق بشأن آراء الناس في هذه التصرفات. فكثير من الناس يهتمون بما يفكر به الناس بشأنهم، حتى ينتهي بهم الحال إلى أن يكونوا متوترين ومتصنعين. ولكي تكون واثقاً في نفسك، عليك ألا تركز عليها وألا تضعها في بؤرة الاهتمام، بل ركز على الآخرين. انظر إلى الخارج ولا تنظر إلى الداخل وتصرف بتلقائية.
6- مهارات التحدث اللبق: القدرة على التواصل العميق مع الآخرين، فمن الضروري أن تعرف مستعميك جيداً؛ إذا كنت تود أن تكون ذا تأثير عليهم. والطريق الوحيد لفعل ذلك هو الاستماع إليهم والتواجد معهم، ما يعني أن ستكون قادراً على فهم ردود أفعالهم وتفسير كلامهم وإشاراتهم. وبعدها عليك أن تختار كلمات مؤثرة ومناسبة للموقف. فعندما تتحدث بلباقة، حتماً سيستمعون إليك.
الكاريزما ببساطة هي الوجود المطلق، أنك هنا، أنك معنا، أنك تركز على من حولك وتوليهم الاهتمام.