تعهد مجلس الشيوخ البرازيلي بالمضي قدما في إجراءات التصويت على محاكمة رئيسة البلاد ديلما روسيف رغم قرار مجلس النواب ببطلان هذا الإجراء في وقت سابق.
وأعلن رينان كالهيروس، رئيس مجلس الشيوخ في البرازيل، رفضه محاولة القائم بأعمال رئيس مجلس النواب وولدير مارانهاو عرقلة هذا الإجراء.
وكان مارانهاو قد دعا إلى إجراء تصويت جديد على محاكمة روسيف في مجلس النواب.
لكن كالهيروس وصف هذا الإجراء بأنه "غير قانوني".
ومن المقرر أن يصوت مجلس الشيوخ الأربعاء المقبل على بدء إجراءات محاسبة روسيف تمهيدا لعزلها.
وقال رئيس لجنة المحاسبة في مجلس الشيوخ إن التصويت سوف يُجرى في الموعد المحدد له دون أي تغيير.
وحال اتخاذ القرار بمساءلة أكبر سلطة تنفيذية في البلاد، سيعلق عمل روسيف كرئيسة للجمهورية حتى نهاية الاجراءات لفترة قد تمتد لستة أشهر.
وتواجه روسيف وحكومتها اتهامات بخرق قوانين ميزانية الدولة.
وكان القائم بأعمال رئيس مجلس النواب قال إن هناك مخالفات حدثت أثناء التصويت على مساءلة روسيف، الذي انتهى بالتصويت بأغلبية الأًصوات لصالح بدء إجراءات المحاسبة.
وأضاف أن أعضاء مجلس النواب كان من المفترض ألا يفصحوا عن قرارهم قبل التصويت، كما أن بعض قيادات أحد الأحزاب أملوا على أعضاء المجلس المنتمين لهذا الحزب موقفا يصوتون لصالحه، داعيا إلى إعادة التصويت على محاسبة الرئيسة في مجلس النواب.
في المقابل، قال رئيس مجلس الشيوخ، في جلسة خاصة، إنه سيتجاهل تعليمات مارانهاو، وسوف يمضي قُدُما نحو التصويت، واصفا رئيس مجلس النواب بأنه "يتلاعب بالديمقراطية".
وتولى مارانهاو، الذي صوت ضد محاكمة روسيف، منصب القائم بأعمال رئيس مجلس النواب منذ أسبوع واحد فقط بعد وقف رئيس المجلس إدواردو كونها عن العمل.
وكانت رئيسة البرازيل قد وصفت إن الجهود التي تبذل من عزلها بأنها "محاولة انقلاب".
واتهمت كونها، رئيس مجلس النواب الموقوف عن العمل، ونائب الرئيس مايكل تامر بأنهما "قائدا الانقلاب".
ومن المتوقع أن يشغل تامر منصب الرئيس الانتقالي حال التصويت على محاسبة روسيف.
وفي مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي مع بي بي سي، قالت روسيف إنها "بريئة" وأنها سوف تقاتل حتى النهاية.
وتواجه رئيسة البرازيل اتهامات بالتلاعب في ميزانية الدولة قبيل إعادة انتخابها في 2014 في الوقت الذي تدافع فيه عن سياساتها المالية، وهو أمر اعتاد البرازيليون على قيام الرئيس به.
وتواجه روسيف أيضا انتقادات من قبل المستثمرين الذين يرون سياساتها الاقتصادية والمالية حافلة بالتدخلات من قبل الدولة في حين يرون أن سياسات تامر داعمة الأسواق.
وتمر البرازيل بأصعب حالة ركود تعرضت له البلاد في ربع قرن مع بلوغ التضخم أعلى المستويات في 12 سنة.
وتراجعت شعبية ديلما روسيف بين المواطنين، وتشير استطلاعات رأي إلى أن البرازيليين يميلون إلى تركها زمام السلطة.