رئيس مكتب البيت الأبيض دنيس ماكدون قال أمام اللجنة السنوية "جي ستريت" في الـ (23 من مارس) ان على إسرائيل أن تعود الى حدود الـ 67 مع تبادل أراضٍ متفق عليه، طالب بأن يتخذ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطوات حقيقية تثبت التزامه بحل الدولتين، يفترض أن ماكدون ومثل أي مراقب له عينان في الرأس يفهم أن حدود الـ 67 بعيدة عن نتنياهو ابتعاد البيت الأبيض عن البيت في شارع بلفور، المطلوب ضغط شديد لكي يتغلب رئيس الحكومة فقط على ضغوطات المستوطنين ويوصل المدينة الفلسطينية الجديدة "روابي" بشبكة المياه، دونما ضغط خارجي أشك بأن نتنياهو كان ليفرج عن أموال الضرائب الفلسطينية في الأسبوع الماضي (27 مارس).
انتخابات الكنيست الـ 20 منحت الحكومة القادمة صلاحية إدارة الصراع، وليس العمل على حله، تجارب السنوات الأخيرة تقول ان إدارة معقولة للصراع تستوجب تعاون الحكومة الاسرائيلية مع حكومة الوفاق الفلسطينية بين حماس وفتح أو ما يسمى "حكومة الوفاق الوطني".
في الاستعراض الدوري الشامل لمجلس الأمن الذي قدمه الأسبوع الماضي (26 مارس) مبعوث الأمم المتحدة للعملية السلمية روبرت سيري دعا المجتمع الدولي الى التأييد "تأييداً كاملاً" لحكومة الوفاق الوطني من الناحية السياسية والاقتصادية، وبكلمات أخرى فإن الدبلوماسي الهولندي يقترح على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن تتجاهل معارضة إسرائيل لأي تعاون مع حماس وتعزيز الهدنة الثلاثية بين فتح – حماس – وإسرائيل.
في ذات الأسبوع (24 مارس) قالت تقارير ان وفداً دبلوماسياً سويسرياً وصل لزيارة قطاع غزة ورام الله وإسرائيل، ووفق التقارير فإن الوفد برئاسة القنصل السويسري السابق لدى السلطة الفلسطينية رولاند شتيننغر والقنصل السويسري لدى إسرائيل بول غارنييه، جاء الوفد الى المنطقة بهدف حل أزمة رواتب موظفي حماس الذين لا ينتمون الى جناحها العسكري، في المقابل قالت تقارير ان السويسريين يعملون بالتعاون مع سيري في محاولة لتحويل اتفاق الرواتب الى رافعة لاتفاق سياسي – أمني – اقتصادي واسع في غزة، في المرحلة القادمة من المتوقع ان ينهي الاتفاق المواجهة بين غزة والضفة ويحولهما ثانية الى كيان سياسي واحد كما هو مطلوب وفق اتفاقية أوسلو.
الدبلوماسي الهولندي، الذي أنهى هذا الشهر سبع سنوات من الخدمة في المناطق، نظر بإيجابية الى تصريحات الرئيس أبو مازن وإلى تصريحات حماس المؤيدة للوساطة السويسرية من أجل إصلاح الخدمات العامة في غزة، وتحدث سيري عن زيارة رئيس وزراء حكومة التوافق الثانية الى غزة رامي الحمد الله منذ توليه منصبه الرفيع، ووفق قوله فإن الزيارة أريد منها "تمهيد الطريق أمام تطبيق المسؤولية الكاملة لحكومة التوافق في قطاع غزة، وهو الأمر الذي حظي بتأييد فلسطيني ودولي واسع"، الطريق الى تعزيز وحدة الصلاحيات والسيطرة في الضفة وغزة قد بدأت وفق أقوال سيري بـ "هدنة الاعمار"، وأساس هذه الهدنة وقف إطلاق نار مستقر تحت مظلة حكومة الوفاق لمدة ثلاثة الى خمسة أعوام على الأقل؛ هذه الفترة الزمنية ستسمح بإعمار واسع وسريع للقطاع، بما في ذلك مشاريع بنى تحتية أساسية وإسكان ومد أنبوب للغاز للتزويد بالطاقة الرخيصة ومحطة تحلية، وستكون الخطوات التالية إقامة ميناء بحري في غزة وفتح جميع المعابر في غزة لحركة البضائع والأشخاص، وسيشمل ذلك وصل قطاع غزة بالضفة الغربية من جديد والسماح بالخروج منها.
في يوم الجمعة (27 مارس) وبعد أن تلقى كيري أوراقه وخرج من مبنى الأمم المتحدة في نيويورك بساعات قليلة؛ انطلق أكثر من 3000 رجل وامرأة في سباق الماراثون في بيت لحم، والذي يهدف الى الاحتجاج على القيود التي تفرضها إسرائيل على سكان المناطق، ومن بين المتسابقين كان موظفون من مكتب الأمم المتحدة في المناطق، في البيان الصحفي حول السباق وتحت شعار الأمم المتحدة قيل ان الجدار الفاصل والحواجز العسكرية في الضفة الغربية لها أثر تدميري على حياة الفلسطينيين، وكتب في البيان أيضاً ان حصار غزة يقيد بنفس الوتيرة حرية تنقل الأفراد والبضائع ويخنق تقدمها الصحي وتطورها الاقتصادي ويفصل بين العائلات والتجمعات، يعترف البيان بالاحتياجات الاسرائيلية الأمنية الشرعية؛ غير انه يؤكد أنها يجب ان تكون متناسبة مع احترام حقوق الانسان.
صيغة الهدنة من شأنها ان تجمع بين حق المواطنين الاسرائيليين بالأمن وبين حق الفلسطينيين في حرية الحركة، مصدر إسرائيلي مطلع عن قرب على المبادرة قال لـ "المونيتور" ان مستويات العمل (منسق أعمال المناطق) والمستوى السياسي أُطلعوا على تفاصيلها، وأنهم لا يعترضون طريقها، ولماذا يقومون بهذا العمل الأسود؟ الجانب الاسرائيلي أدرك أكثر من مرة ان حماس تقوم بذلك العمل أفضل وأسرع، ولذلك فإن حماس هذه المرة لن تفشل، اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للتنظيم في غزة أعلن انه لا يرفض المقترح، ولكنه يواجه جبهة رفض داخلية فالمسئول الحمساوي الكبير محمود الزهار قد أبدى معارضته للخطة بدعوى ان خارطة الطريق السويسرية ما هي إلا مدخل الى ترتيب سياسي على أساس حدود الـ 67، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق طالب بتصحيح الوثيقة بطريقة تقلل من تدخل الحكومة المشتركة وتبقي السيطرة في غزة بيد حماس.
أقوال الرئيس أبو مازن أمام القمة العربية التي انعقدت السبت (28 مارس) في شرم الشيخ أشارت الى هذه العراقيل "آمل من الدول العربية أن تتخذ نفس السياسة التي تتخذها تجاه اليمن مع جميع الدول العربية التي تعاني من الصراعات الداخلية مثل فلسطين وسوريا وليبيا والعراق" آمال أبو مازن هي مخاوف نتنياهو.