هل ترى أن معظم من حولك ينعمون بالسعادة في حياتهم بينما أنت تعاني الحزن والاكتئاب؟، وربما تتصفح مواقع التواصل، كفيسبوك وتويتر، وتجد أصدقاءك ينشرون صورهم وهم يتنزهون ويلعبون ويمرحون أو يحتفلون بإنجازاتهم، بينما أنت تجد صعوبة في التكيف مع وضعك الحالي في العمل وتعود إلى البيت منهكا تماماً، وقد تعزي نفسك بأن هذا بسبب سوء الحظ أو هو مجرد قدر. ولكن مع الوقت تبدأ في التذمر من هذه الحالة، إلا أن هناك بصيصاً من الأمل، وهو أن الانتباه والتركيز على عملية التفكير يمكنك من تغيير مزاجك والتحكم في مشاعرك.
فبدلاً من اليأس والإحباط، يمكنك تركيز طاقتك بهدف النظر إلى الحياة من الناحية الإيجابية. فالسعادة تحتاج إلى مجهود وتغيير في طريقة التفكير، وإذا أردت أن تكون سعيداً، فتذكر هذه الأمور جيداً:
1- ركز على تطوير نفسك: لا تركز اهتمامك أبداً على نجاحات الآخرين، فلا تبالِ بما حقق أحد الأصدقاء هذا الشهر ولا كم ربح هذا الزميل خلال العام. فكل له لحظات صعبة يمر بها، فليس من المنطقي أن تقارن أسوأ أيامك بأفضل أيامهم.
اجعل جل اهتمامك على نفسك. نفسك وفقط. وحاول تطوير مهاراتك وقدراتك بكل الطرق الممكنة.
2- اعلم أن الثقة تنبع من الداخل: من الطبيعي أن تجد معارضين لك عندما تتخذ أي قرار مهم، خصوصاً لو كان جريئاً أو غريباً. فلا تدع آراء الناس تؤثر على قراراتك، ولكن تأكد فقط أنك تفعل ما هو أفضل لك ولمن حولك.
الشخص الناجح يعلم أن هناك من يكرهه لسبب من الأسباب، ولكن هذا لا يهم، المهم أن تفعل ما يعبر عن نفسك وما تراه صواباً.
الثقة بالنفس تنتج من قبول الذات بغض النظر عن آراء الآخرين فيك. الثقة تأتي عندما تفعل ما تؤمن به. وعندما تشعر بالثقة في نفسك سيرى الناس ذلك، وسيثقون بك أيضاً.
3- اتخذ قراراً واعياً لتكون سعيداً: السعادة مسألة عقلية بالأساس. فربما تقول إنك إذا حصلت على هذا الشيء ستصبح سعيداً، ولكن عندما تحصل عليه بالفعل لا تجد نفسك سعيداً.
السعادة تأتي نتيجة ممارسة الامتنان والاعتراف بالجميل. فالأشياء لا تسير غالبا وفق الخطط، فقد يبدو أمر ما جيداً في البداية، ولكن نهايته لا تكون كذلك، وقد يبدأ سيئاً وينتهي جيداً.
خذ من وقتك القليل لتتفكر فيما معك وحولك من نعم، ربما لا تشعر أنها موجودة.
السعادة لا تعني أن تبقى مكانك لا تبرحه أبداً، وألا تحاول التغيير فيما حولك، ولكنها تعني أنك في رحلة طويلة مليئة بالإنجازات والإخفاقات.
4- توقف عن التشبث بالماضي: لكل شخص لحظات قاسية أو محرجة مر بها في الماضي. وإذا أردت أن تكون سعيداً، فعليك أن تقرر كيف تتعامل مع الذكريات الأليمة.
هل تشعر بالضيق والمرارة بسبب الذكريات السيئة؟ ربما يعوقك هذا الشعور عن التقدم للأمام. وبدلا من ذلك، اعترف بهذه الذكريات واعتبرها شيئاً عادياً قد يمر به أي شخص وتعلم منها ثم ألقها خلف ظهرك.
وركز اهتمامك على اليوم، فهو الوقت الحقيقي الذي يمكن استغلاله لتحقق ما تريد.
5- اتخذ صديقاً داعما لك: الصاحب ساحب، كما قيل قديماً. فالأشخاص الذين تقضي وقتك معهم يؤثرون في طريقة تفكيرك ونظرتك للحياة. والبقاء وسط أناس لا يشجعونك ولا يدعمونك عندما تحتاج إلى ذلك، سوف يصيبك بالإحباط واليأس.
لا يمكن أن تتهاون في هذا الأمر: إذا كان الأصدقاء يؤثرون سلباً على نفسيتك، فلابد أن تبتعد عنهم وتبحث عن آخرين. والبقاء وحيداً خير من مصاحبة أشخاص يسببون الإحباط.
6- كن صادقا دائماً: في بعض الأحيان يكون قول الصدق سبباً للخوف من العواقب، لكنه بالفعل يحررك؛ فالكذوب يحمل عبء تذكر أكاذيبه، فكما قيل: إن كنت كذوباً فكن ذَكوراً. كما أنه قد يشعر بالذنب وتأنيب الضمير في بعض الأحيان.
وفوق كل شيء، كن صادقاً مع نفسك أولاً. اتخذ الاختيارات التي تناسبك، وعش الحياة كما تريدها أنت، وكافح للوصول إلى أهدافك وما تؤمن به.