يعتبر ارتفاع ضغط الدم أحد الأمراض الأكثر شيوعاً وخطورة على الإنسان، نظراً لأن هذا المرض المعروف بـ”القاتل الصامت” يصيبنا من دون أية أعراض ظاهرة ويمكن أن تمتد به الإصابة لسنوات دون أن يدرك المريض ذلك، وفي حال عدم علاج ارتفاع ضغط الدم فإن المريض قد يتعرض في أسوأ الحالات للسكتة الدماغية والنوبات القلبية، بالإضافة إلى الأمراض الخطيرة في العين والكُلى.
أوضح البروفيسور مارتن هاوسبيرغ، الرئيس التنفيذي للجمعية الألمانية لارتفاع ضغط الدم، قائلاً: “تتراوح قيم ضغط الدم الطبيعية من 140 إلى 90 ملليمتر زئبق، أما جميع القيم الأعلى من ذلك فتندرج ضمن ضغط الدم المرتفع”.
ومع ذلك، يخضع ضغط الدم لتقلبات مرتبطة بأوقات اليوم، ويعتبر ذلك من الأمور الطبيعية تماماً. وأوضح البروفيسور الألماني أن ارتفاع ضغط الدم في إحدى المرات، لا يعني الإصابة بالمرض، نظراً لأن النشاط البدني والتوتر والضغط النفسي يكون له تأثير على ضغط الدم أيضاً.
ويعد ارتفاع ضغط الدم من أمراض العصر المنتشرة على نطاق واسع، وقد يتسبب الارتفاع الطفيف في ضغط الدم إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والتي تؤدي في نهاية المطاف إلى الوفاة.
ونظراً لأن مرض ارتفاع ضغط الدم ليس له أية أعراض ظاهرة، فإن الصيدلانية أورسولا زيلربيرغ تنصح بقياس ضغط الدم بصورة منتظمة لدى الطبيب أو الصيدلاني، حيث يتمكن المرء من خلال القياسات المتكررة من التعرف على تقلبات قيم ضغط الدم، واتخاذ الإجراءات اللازمة عند الضرورة.
تغيير نمط الحياة
أضاف البروفيسور الألماني مارتن هاوسبيرغ قائلاً: “في البداية يتم مع الأشخاص الأصحاء خفض قيم ضغط الدم إلى المستويات الطبيعية من خلال تغيير نمط الحياة اليومية”، من خلال عدة أساليب منها إنقاص الوزن والإقلاع عن التدخين وممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة، كرياضات قوة التحمل مثل المشي والجري والسباحة وركوب الدراجات الهوائية لمدة ثلاث مرات أسبوعياً، بحيث تبلغ مدة الحصة التدريبية 30 دقيقة.
بالإضافة إلى ضرورة اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، يحتوي على القليل من الأملاح والدهون الحيوانية، والإكثار من الخضراوات والفاكهة والزيوت المعصورة على البادر ومنتجات الألبان منخفضة الدسم.
علاج دوائي
إذا لم يؤدِ تغيير نمط الحياة إلى خفض قيم ضغط الدم إلى مستوياتها الطبيعية خلال ست شهور، فيمكن اللجوء إلى العلاج بالعقاقير والأدوية الطبية. وأضافت الصيدلانية أورسولا زيلربيرغ أن أدوية ارتفاع ضغط الدم يجب أن يتم تناولها مدى الحياة.
وهناك العديد من العقاقير، التي تعمل على خفض ضغط الدم، ولكن يصحبها بعض الآثار الجانبية المزعجة مثل الأرق واضطرابات النوم أو جفاف الفم. ويتعين على المرضى استشارة الطبيب المعالج لتحديد نوع العقار المناسب لكل حالة مرضية على حدة.
ونظراً لأن الحد من التوتر والضغط العصبي يساهم في الوصول إلى المستويات الصحية لضغط الدم، فإن أورسولا هيلبيرت، خبيرة الطب البديل، تنصح مرضى ارتفاع ضغط الدم بتعلم تقنيات الاسترخاء، مثل تدريبات تاي تشي تشوان، وبشكل عام يتعين على مرضى ارتفاع ضغط الدم المواظبة على ممارسة الرياضة والاسترخاء واتباع نظام غذائي متوازن.