هل تعتذر أمريكا لليابان ؟

297A0229
حجم الخط

يقوم الرئيس أوباما بزيارة تاريخية إلى اليابان حيث سيزور مدينة هيروشيما التي قصفها الأمريكيون ابان الحرب العالمية الثانية بالقنبلة الذرية . يطفو على السطح سؤال مهم... هل سيقوم الرئيس الأمريكي بالاعتذار للشعب الياباني على هذه الجريمة البشعة؟ الجواب لا لأن أمريكا تعتبر أن إلقاء القنبلة الذرية على اليابان أنقذ البشرية و أنقذ العالم أجمع من الاستبداد و النازية.. هذا هو المفهوم الأمريكي لقتل الشعوب.. لأنهم يحكمون العالم بعقلية رعاة البقر اللذين يعتبرون أن أسهل شيء في هذا العالم هو القتل.

هذه الدول العظمى لا تعتذر على ما اقترفه قادتها من قتل يصل إلى حد المجازر و لكنهم في نفس الوقت يدينون أن يقوم غيرهم بمثل ما يقومون .. الفرنسيون مثلاً اذاقوا الشعب الجزائري الويل في  احتلال دام أكثر من مائة عام ..قتلوا و ذبحوا أكثر من مليون شهيد جزائري باسم الدفاع عن حقوق فرنسا ولم يقدم الفرنسيون أي نوع من الاعتذار للشعب الجزائري.. لكنهم يطلبون من تركيا مثلاً أن تعتذر للأرمن و تعتبر تركيا أنها اقترفت مذابح بحق الارمن مع أنهم ارتكبوا أفظع منها وبرروا ذلك بالدفاع عن حق فرنسا في الوجود.

البريطانيون اللذين قاموا بمساعدة العصابات الصهيونية على طرد شعب بأكمله من فلسطين و إعطائه لليهود على أن يقيموا دولتهم على الأرض الفلسطينية الا يحتاج ذلك اعتذار من البريطانيين على ما قاموا به بحق الشعب الفلسطيني.. أم أن الشعب الفلسطيني لا يحق له طلب الاعتذار و حديثاً قام البريطانيون و الامريكان بغزو العراق وقتل مئات الالاف من المدنيين و دمروا كل مقدرات الدولة العراقية التي لحتي الأن تعاني من هذا الغزو البربري الغاشم ولم يعتذر لا الأمريكان و لا البريطانيين للشعب العراقي على المجازر البشعة التي قاموا بها.

سياسة الاعتذار تعتبر الاعتراف الضمني بأن الغازي والمحتل كان خاطي و أن صاحب الأرض هو من له الحق و ان السياسة الاستعمارية كانت سياسة غاشمة قامت بعمل المجازر من أجل ذلك لا تقوم الدول القوية بالاعتذار للشعوب الضعيفة، ولكن الدول القوية تعتذر احيانا عن أفعال قام بها أبناء جلدتهم و ليست دولتهم بعمل شنيع مثل اعتذار أمريكا للشعوب الافريقية عن تجارة العبيد التي قام بها الامريكيون عندما كانوا يتجارون بالعبيد في امريكا... وكذلك اعتذار سويسرا لليهود أبان الاحتلال النازي و اليابان اعتذرت عن ممارستها ضد سجناء الحرب البريطانيين خلال الحرب العالمية الثانية، و كذلك البابا اعتذر لليهود و للأرثوذوكس، و لكن نحن الامة العربية و الإسلامية التي تتعرض إلى ابشع المجازر والقتل  الجماعي في فلسطين وسوريا وليبا واليمن .. من يعتذر لهذه الشعوب على ما تتعرض له من اذلال ومهانه وقتل و من يعتذر للشعب الفلسطيني الذي فقد ارضه وأبناءه في عملية التهجير منذ عام 1948م و ما زالت قائمة لحتي اليوم بل زاد عليها القتل و المجازر البشعة التي ترتكب في حق ابناء الشعب الفلسطيني هل سيأتي اليوم و نعتذر تحن لإسرائيل على ما تقوم به من أجل تحرير بلادنا... أعتقد إذا بقيت الامور تسير على ما تسير عليه في هذه الأيام سوف يكون هذا اليوم ليس ببعيد.. لأن الحق أصبح باطلاً و  الباطل أصبح حقاً والظالم هو المظلوم و المظلوم هو الظالم حسب السياسات الامريكية الصهيونية الغربية.