هرتسوغ يفاوض نتنياهو لدخول الائتلاف الحكومي و الطلب بين "الرغبة و التمتع"

2016051165300
حجم الخط

ينكبّ مؤخّرًا، رئيس حزب 'المعسكر الصّهيونيّ' وزعيم المعارضة في إسرائيل، يتسحاق هرتسوغ، على ضمّ حزبه للائتلاف الحكوميّ برئاسة بنيامين نتنياهو، خلال الأيّام القليلة القادمة، بعد تقدّمه في مفاوضات الدّخول للائتلاف، وذلك دون أي تغيير جوهريّ في إستراتيجيا حكومة اليمين، التي واصل هرتسوغ انتقادها بشدّة حتّى الآن، لتبدو خطوته الأخيرة، كمن يبدي تمنّعًا في الانضمام لخصمه القويّ، بينما الرّغبة هي التي تسيّره.

وفسر أعضاء كنيست من داخل حزب 'العمل'، مساعي هرتسوغ بالانضمام للائتلاف الحكوميّ، على أنّها خطوات تنمّ عن يأس وإحباط، ليصفه أحدهم على أنّه 'حصان ميّت'، مضيفًا 'الخطوة الأخيرة حوّلته إلى قياديّ دون حزب. فهو لا يعلم أيّ لهب سيستقبله في الجلسة القادمة للكتلة'.

وأشارت مصادر في حزب 'العمل'، إلى أنّه 'عمليًّا، لم يتغيّر أيّ شيء خلال الأيّام الأخيرة، في الصّيغة المقترحة التي استلمها هرتسوغ، لا من ناحية الخطوط الرّئيسيّة ولا من ناحية كميّة الوظائف التي سيستلمها الحزب'.

وأضافت المصادر ذاتها أنّ هرتسوغ 'يرغب بهذه الخطوة، بشكل مطلق ويائس. وهو يفحص الآن، كم من أعضاء حزبه سيوافقون الانضمام له في نهاية المطاف'.

وأوضح قياديّ في حزب الليكود، أمس الثّلاثاء، أنّ حزب الليكود سيكتفي بضمّ 10-15 عضو كنيست من بين الـ 24 عضوًا من المعسكر الصّهيونيّ 'من ناحيتنا، أيضًا 10 داعمين جدد يعتبرون تعزيزًا للائتلاف'، مشيرًا إلى أنّ التّعزيز هذا سيزيد من تمكين 'صورة' الائتلاف ومن زيادة عدد الأصوات التي تصوّت لصالح قرارات الائتلاف الحكوميّ.

إلّا أنّ مقرّبي هرتسوغ أوضحوا أمس الثّلاثاء، أنّه 'لا يوجد اتّفاقيّة، لا توجد مفاوضات، هناك علاقة غير متواصلة، دون انطلاقة'. وتجدر الإشارة إلى أنّ غالبيّة من التقاهم هرتسوغ في الأيّام الأخيرة، عارضوا الانضمام للحكومة الحاليّة برئاسة نتنياهو.

والتقى هرتسوغ، أوّل أمس، بزعيمة المعارضة سابقًا ورئيسة حزب العمل السّابقة، شيلي يحيموفيتش، وليجتمع بالأمس بشريكته في 'المعسكر الصّهيونيّ'، تسيبي ليفني، رئيسة حزب 'هتنوعاه' (الحركة)، وقد عبرّت كلا القياديتين، يحيموفيتش وليفني عن رفضهما الانضمام للائتلاف.

وأشارت ليفني إلى أنّ انضمام 'المعسكر الصّهيونيّ' إلى الائتلاف الحكوميّ، سيحكم على الائتلاف بين حزبي 'العمل' و 'هتنوعاه' (مكوّنا 'المعسكر الصّهيونيّ') بالانفصال، إذ أنّ الاتّفاقيّة بين ليفني وهرتسوغ تلزم الأخير تلقّي موافقة ليفني على كلّ انضمام للائتلاف الحكوميّ.

ووجّه عضو الكنيست عن حزب 'العمل'، ميكي روزنتال، نقدًا لاذعًا لرئيس حزبه، واصفًا مساعي الانضمام إلى الائتلاف الحكوميّ، على أنّها 'صفقة تصفية'، مضيفًا أنّ هرتسوغ 'مستعدّ للزحف، تقريبًا دون أيّ شروط لحكومة نتنياهو'.

وعبّر روزنتال عن غضبه من هذه المساعي لأنّها ستحبط من قدرة أعضاء الحزب على انتقاد سياسات حكومة نتنياهو، متسائلًا عن مصداقيّة الحزب المستقبليّة، في ظلّ الإقبال على خطوة الانضمام، مبديًا تخوّفه من تحوّل يئير لابيد إلى زعيم المعارضة.

وكان كلّ من أعضاء الكنيست، ليفني، يحيموفيتش، روزنتال وأعضاء 'هتنوعاه'، إضافة إلى عمير بيرتس، ستاف شبير، ميراف ميخائيلي، إيتسيك شمولي، أرئيل مرغليت، يوسي يونا وزهير بهلول؛ قد عبّروا جميعًا عن رفضهم الانضمام إلى ائتلاف حكوميّ برئاسة بنيامين نتنياهو، عدا عضو الكنيست إيتان بروشي، الوحيد الذي أيّد خطوة هرتسوغ.

وأعلن حزب الليكود، أنّه لم يغيّر شيئًا في مقترحه لهرتسوغ: 15 وظيفة تمنح لأكثر من نصف أعضاء 'المعسكر الصّهيونيّ'، من بينها 7-8 وظائف وزاريّة، 3 وظائف نوّاب وزراء، و 3 رؤساء لجان، بينما اقترح على هرتسوغ استلام منصب وزير خارجيّة إسرائيل ومسؤول التّواصل والتّفاوض مع السّلطة الفلسطينيّة.

وأدرجت مصادر في حزب العمل ثلاثة أهداف من أجل الدّخول إلى الائتلاف، أوّلها وأهمّها بالنّسبة لهم هي استلام قيادة العمليّة السّياسيّة التّفاوضيّة، وهو أمر مستبعد، ما من شأنه أن يزيد من النّقد تجاه هرتسوغ، لأنّ نتنياهو لم ولن يوافق على إخلاء مستوطنات، ولا على تجميد البناء فيها.

ثاني أهداف انضمام حزب 'المعسكر الصّهيونيّ' إلى حكومة اليمين برئاسة نتنياهو، يكمن بـ'خلق فاصل بين نتنياهو وبين حزب البيت اليهوديّ، خطوة ستضعف من قوّة رئيس الحكومة قبيل الانتخابات'، برغم تقديرات أنّ نتنياهو لن يتنازل عن 'البيت اليهوديّ'، إذ أنّه 'لا يريد أن يتخاصم مع مصوّتي اليمين، ولا يرغب بأن يكون بينيت، عن يمينه في المعارضة'.

ويشكّل ملّف وزارة القضاء، المتواجد بيد 'البيت اليهوديّ' محطّ خلاف في سياق التّفاوض بين هرتسوغ ونتنياهو، إذ أنّ بينيت قد أوضح مؤخّرًا أنّه في حال تسليم ملفّ وزارة القضاء لحزب هرتسوغ، فسوف يستقيل من الحكومة.

والهدف الثّالث يتعلّق بالهستدروت، إذ أنّ حليف هرتسوغ، رئيس الهستدروت، آفي نيسانكور، يحثّ هرتسوغ على الدّخول إلى الائتلاف الحكوميّ، من أجل تمرير المشاريع الاجتماعيّة والاقتصاديّة الملحّة بنظره.