الفنانة بلقيس توجه رسالة إلى فضل شاكر!

بلقيس
حجم الخط

 تجيب الفنانة الشابة بلقيس بصراحة عما يطرح عليها من أسئلة، بوعي يتجاوز خبرتها المحدودة بمعيار الزمن، لكنها تعكس نشأتها في بيئة فنية قوامها والدها الملحن المعروف أحمد فتحي، ووالدة تقول عنها إنها «سر تميّزها».  لم تهرب بلقيس من أسئلة يمكن ان تصنّفها أخريات على أنها «حساسة» بعد طي صفحة خطوبتها من لاعب الكرة السعودي نايف هزازي. الفتاة الإماراتية ذات الأصل اليمني، منفتحة على الواقع الجديد الذي تعيشه غالبية الشعوب العربية بعد مزاعم «الربيع»، لكنها تدرك أيضاً المسافة الطويلة بين الفنان والسياسي، معتبرة أن «الأغنية» ليست هي الحل الدائم للتعبير عن الموقف.

أكدت فيه أنها لو لم تكن فنانة، لشقت طريقها في استكمال رسالة الدكتوراه في الخارج، لتصبح بروفيسورة في جامعة أبوظبي، وغير ذلك من الموضوعات الأخرى...


- سنبدأ بأكثر الموضوعات التي لا نحب أن نتطرق إليها في حواراتنا الفنية، باعتبارها مساحة شخصية، وتحديداً بالنسبة الى بلقيس بعد فسخ خطوبتك من لاعب الكرة السعودي نايف هزازي؟
كانت فترة الخطوبة ذاتها، وما شابها، مرحلة غير جيدة بالنسبة إلي على الصعيد الفني، ليس بسبب ما قدمته خلالها، أو لانشغالي وما إلى ذلك، بل لأن الجمهور كان يهتم بهذا الجانب ربما أكثر من اهتمامه بجديدي الفني.

- معنى ذلك أنك في مرحلة أفضل الآن؟
بكل تأكيد، لأنني تنفست الصعداء بعد قرار فسخ «الخطوبة»، ومضى على ذلك الآن نحو عامين ونصف العام، وشيئاً فشيئاً عاد الجمهور إلى المساحة الطبيعية لاهتمامه، وهو مشاركاتي الفنية.

- لكنك نشطة جداً على وسائل التواصل الاجتماعي، وتبدين مثيرة للجدل... وتصريحاتك تلقى دوماً تعليقات ومتابعة وإعادة تغريد وردوداً متباينة، ما يعني أنك تحافظين على هذا التفاعل مع الجمهور والمعجبين؟
أفرّق كثيراً بين حق الجمهور في معرفة تفاصيل عن الحياة اليومية لفنانه المفضل، وبين الدخول إلى المساحة الشخصية. فالكثيرون يبدون اهتماماً ببعض التفاصيل التي لا تقتحم «الخصوصية»، مثل اتجاهي في أزيائي وإكسسواراتي وآرائي، وبعض التفسيرات حول تصريحاتي، وحتى مضمون لقاءات تلفزيونية أو إعلامية لم تتح للكثيرين متابعتها، وغيرها... وحتى صوري في الحفلات والدعوات العامة، وأثناء تسجيل بعض الأغاني في الاستوديو، وصوري مع فنانين آخرين... كل ذلك تواصل صحي مع الجمهور، وهو دليل محبة متبادلة، وليس العكس.

- لكنك كنت رغم ذلك محوراً للكثير من الشائعات، فما الذي تعلمته من تلك الفترة؟
عرفت سبب تكتّم بعض الفنانين على حياتهم الخاصة، لدرجة أن الكثير من الزيجات في الوسط الفني تتمّ من دون أن يعلم أحد عنها شيئاً. وكنت أنتقد بداخلي كثيراً من يقوم بذلك، لكنني ادركت الآن أنهم معذورون. لذلك فأول قرار اتخذته بعد هذه التجربة هو أنني لو قدّر لي وتزوجت شخصاً غير معروف إعلامياً، بخلاف أسرتي وعائلتي، لا أحد سيعرف تفاصيل عنه أو عن حياتنا، ربما فقط اسم من يقدّر لي الاقتران به، وغير ذلك سأعتبره سراً حربياً.

- ألهذا الحد أزعجك الإعلام أثناء خطوبتك من «هزازي»؟
الاهتمام الإعلامي بهذه القضية يمكن أن يجعلني نجمة مجتمع، وهذا ما لا أريده، بل أريد أن أكون نجمة في مجالي، أي الطرب. ولا أريد الوقوع في «فخ» بالون الشهرة الكاذبة، وهي أن تكون الفنانة محط اهتمام وسائل الإعلام بسبب كثرة الشائعات حولها، وليس لنتاجها الفني، والرسالة التي يمكن أن أوجّهها إلى الجمهور هي: «أرجوكم لا تلتفتوا إلى الشائعات... وركّزوا على ما أقدمه في مجال الطرب».


باب الارتباط مفتوح

- بعض الفنانات وبعد مرورهن بتجربة ارتباط غير ناجحة، يعلنّ أنهن لا يفكرن في الارتباط، ماذا عنك؟
ما لم تذكره أنهن يغيّرن رأيهن بسرعة أيضاً ويفكرن بمشروع ارتباط جديد. وبالنسبة إليّ، لا يمكن أن أقول إنني أغلقت باب الارتباط بعد هذه التجربة. فالفتاة العربية تتفجر فيها عاطفة الأمومة في العشرينات وحتى الثلاثينات، وتلح عليها. ومن المؤكد أنها العاطفة الأهم على الإطلاق، ولا أريد أن يأتي يوم اشتاق فيه لتلبية هذه العاطفة، ويكون ذلك متأخراً، لأن الأمومة أبقى من الشهرة ومن الثروة ومن أي نجاح شخصي.

- ما هو أهم شرط في فارس الأحلام المنتظر؟
لا أعتقد بمنطق فارس الأحلام والحصان الأبيض. فمع أن اشتياقي إلى الأمومة جارف، خصوصاً أن صديقاتي وحتى أختي الصغرى صِرْن أمهات، وتقرّبت من خلالهن من هذه النعمة الكبيرة، إلا أنني لست متعجلة في هذه الخطوة، وأفضّل أن أنتظر من يقدّر الأبوة والحياة الزوجية بمقدار اشتياقي إلى الأمومة، على المرور بتجربة زواج فاشلة.


سر التحدي

- ما أكثر ما يشدّك في وسائل التواصل الاجتماعي؟
هي بالطبع أظهرت الوجه الخفي للكثيرين. فالفنان أصبح أكثر قرباً من جمهوره، وهي بالفعل عرّفتني إلى جوانب مهمة في شخصيات لم أكن أتصور أن هذه هي صفاتها. وبالنسبة إلي، أحرص على أن أكون متواصلة مع الجميع، وحتى «ستايل» ما أرتديه من ملابس أضعه على «إنستغرام»، خصوصاً أن بعض الفتيات الخليجيات يبحثن عن ذلك، وليس سلباً أن يكون هناك تواصل مع بنات جيلي في هذا الخصوص، لا سيما أن هناك ندرة في الفنانات اللواتي يوائمن بين عادات المجتمع وقيمه، وبين أزيائهن وخياراتهن من عالم الموضة والأزياء، لكن أهم ميزة اكتسبتها من وسائل التواصل الاجتماعي هي القدرة على التحكّم في أعصابي. فالجميع ليسوا على درجة الوعي ذاتها. وكما نرى الجانب الإيجابي في تلك الوسائل، هناك أيضاً المراهقون والمتلذذون بإزعاجك. لذا عليك أحياناً أن تتجاهل الإساءة تماماً، وكأنك تقود سيارتك في محيط لا يتمتع فيه الجميع بالصفات ذاتها.

- كانت والدتك تدفعك دوماً إلى استكمال دراساتك العليا، هل ما زال هذا الأمر سارياً؟
والدتي هي سرّ كل نجاح حقّقته في حياتي، إذ غرست في داخلي منذ الصغر حب التحدي، وألا أكون مجرد رقم في أي عمل أقوم به. وحتى عندما شاركت نحو 50 فناناً قديراً في أوبريت «ولاء وانتماء» في حب الإمارات، كانت تشدّد على أن أكون مختلفة، سواء في إجادة فقرتي، او من حيث الطلة والملابس والإكسسوارات، لذلك كان حلمها أن أتخرج بأعلى تقدير جامعي. وبالفعل حصلت على الامتياز مع مرتبة الشرف من جامعة أبوظبي التي رشحتني بعد ذلك إلى وظيفة معيدة، ودرست بعدها الماجستير في استراليا، ولم يفصلني عن تحضير رسالة الدكتوراه سوى أنها تتطلب تفرغاً تاماً. وبكل تأكيد، فلو لم أكن فنانة لديها التزامات فنية ومشوار لا يزال في بداياته، لكنت الآن بروفيسورة في الجامعة، وتحديداً في جامعة أبوظبي.


حفلات الزواج تساعدني

- ما هي الأغاني التي تحتفظين بها، ومن هم المطربون الذين تفضلين الاستماع إلى أعمالهم؟
أحتفظ بمعظم أغاني فنان العرب محمد عبده على جهاز «الآي باد» الخاص بي، وأستمتع بكل أعماله، وحتى جمهوري في الحفلات الخاصة والأفراح كثيراً ما يطلبون مني الغناء له، كما أحب الاستماع الى قديم فضل شاكر، ورسالتي إليه أن يصحح أفكاره ليعود إلى فنّه الجميل، وأيضاً شيرين وصابر الرباعي. كما أحب كثيراً أفكار حسين الجسمي واختياراته المبدعة.

- على ذكر الأغاني الخاصة، البعض يرى أنك من أكثر المطربات اللواتي يشاركن في إحياء حفلات الزواج تحديداً؟
أعتقد أن هذا الأمر ظاهرة صحية، وليس العكس. فالناس يحبون أن أشاركهم فرحة أهم يوم في حياتهم. وأعتقد أنه من الصعب أن يكون في مقدوري فعل ذلك وأتأخر عنه. هذا على المستوى المعنوي. أما على المستوى المادي، فعائدها يساعدني في إنتاج الجديد والمميز دوماً، إذ أصبحت كلفة الانتاج باهظة للغاية، وأعمال القرصنة والنسخ جعلت معظم شركات الإنتاج تحقق خسائر من مبيعات الألبومات الفنية، وليس العكس، بعدما كانت أهم وسيلة لتحقيق الأرباح، ومن ثم مواصلة الإنتاج.

- لماذا غبت عن مهرجان «هلا فبراير» لهذا العام؟
دُعيت الى النسخة الأخيرة من المهرجان، على الرغم من أنني كنت موجودة في النسخة التي سبقتها. لذلك فالغياب هذه المرة مع سبق الإصرار، لأنني اعتذرت وفضلت المشاركة في العام المقبل بجديدي الفني، خصوصاً أن انشغالي بالتحضير للألبوم الجديد جعلني بعيدة من طرح أعمال جديدة في المرحلة السابقة، والحمد لله، فمعظم المهرجانات الكبرى أُدعى إليها، ويبقى الفيصل في قبولي لها من عدمه هو مدى وجود جديد يمكن أن أقدّمه خلالها.

- يدخل الفنانون طرفاً في الكثير من القضايا، سواء السياسية أو الاجتماعية أو حتى الرياضية، ويدلون بدلوهم فيها، ما رأيك بهذه الظاهرة؟
الفنان في كل الأحوال هو فرد في المجتمع، لكنه ليس خبيراً اقتصادياً ليتحدّث في الاقتصاد، وليس سياسياً أو ديبلوماسياً ليتطرق بالتفصيل الى الشأن السياسي، وهي بكل تأكيد ظاهرة غير صحية، خصوصاً أننا غير معتادين بعد على قبول آراء الطرف الآخر. فلو أعلنت على سبيل المثال أنني أشجع نادياً رياضياً بعينه، لأثار ذلك حفيظة منافسيه، لذلك يضطر الفنان في بعض المواقف إلى «تمييع» آرائه، ويقول إنه يشجع الجميع، لكن هذا أيضاً غير صحي.


أسوأ مشاهد العام

- لكن هذا لا يمنع أن تكون لدى البعض تعليقات ما في صفحته أو حسابه أو حتى في وسائل التواصل الاجتماعي؟
بكل تأكيد، ولكن باعتباره فرداً في المجتمع، فليس كل حالة يستطيع الفنان التعبير عنها بأغنية، فمشهد حرق الشهيد معاذ الكساسبة على سبيل المثال أحرق قلبي وأعجز لساني، فهو أسوأ مشاهد هذا العام، ولم أستطع التعبير عن انفعالي به سوى بعبارة مكتوبة هي «الله يرحمه. حرام عليكوا».

- أخيراً، ماذا عن جديدك الفني؟
أعكف على التجهيز لأغاني ألبومي الجديد، وهو ما يضطرني إلى أن أبيت أحياناً حتى الصباح في استوديو التسجيل في دبي. وقد أوشكت بالفعل على الانتهاء منها، وستكون جاهزة في غضون أيام، لكنني سأرجئ طرحها، نظراً الى أن هناك زحمة في جديد سوق الألبومات الفنية في الوقت الحالي مثل ألبوم أصالة، ورابح صقر وغيرهما، لذلك سأنتظر قليلاً، فتوقيت الطرح غاية في الأهمية.

- وما الذي يمكن أن تكشفيه لنا في ما يتعلق ببعض مضمونه؟
سيتضمن الألبوم عدداً من الأغاني المتنوعة ما بين الكلاسيكية والإيقاعية، ومنها أغنية «دي جي» التي حقّقت حوالي 5 ملايين مشاهدة على «يوتيوب»، رغم أنني لم أطرح الأغنية المصوّرة الخاصة بها التي انتهيت من تصويرها. وبكل تأكيد فإنني أتعاون بشكل رائع مع الفنان فايز السعيد، ولكن على نحو جديد تماماً، وسيكون مفاجأة للجمهور، وكأنهم يكتشفون إمكانات جديدة في هذا الملحن الجدير بلقب «سفير الألحان».

- تعرضتِ لهجوم كبير بسبب الإحتفال بالحب؟
كل ما فعلته أنني كتبت رأيي بأنني لا أعتقد بوجود يوم محدد للحب. العيد عندي مختصر في عيدين اثنين هما الأضحى والفطر، وحتى المناسبات الوطنية هي أيام للاحتفاء. وغير ذلك، هو اختراع ترويجي تجاري يحقق فيه تجار الهدايا أهدافهم التسويقية، لكن هذا الرأي لم يعجب الكثيرين على ما يبدو، لدرجة أن بعضهم قال: «أنت لست فنانة»، وهو أمر يعود إلى حقيقة أننا لا نزال غير معتادين على تقبل الرأي الآخر المختلف معنا.