هرتسوغ يواصل مساعيه للانضمام الى حكومة نتنياهو ويحاول اغراء حزب ليفني بمناصب وزارية

9998689472
حجم الخط

 

كتبت صحيفة "هآرتس" ان رئيس حزب المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ، يواصل دفع انضمام كتلته الى الائتلاف الحكومي. وأوضحت مصادر مقربة من هرتسوغ، في نهاية الأسبوع، بأنه على الرغم من الانتقادات التي وجهت اليه من قبل قيادة حزبه، فانه لا يزال معنيا بالانضمام الى الحكومة. وقالوا ان "هذه الخطوة يمكن ان تتحقق، رغم ان فرص احتمالها ليست عالية".

وكجزء من محاولات توسيع الدعم لهذه الخطوة، ينوي هرتسوغ اقتراح منصبي وزير ومنصب نائب وزير رفيع على ممثلي حزب "الحركة" في اطار كتلة "المعسكر الصهيوني". لكن رئيسة "الحركة" ونواب حزبها اوضحوا لهرتسوغ معارضتهم الشديدة للانضمام الى الحكومة، الا ان مصادر مطلعة على التفاهمات بين هرتسوغ ونتنياهو، اعربت عن أملها بأن يسهم هذا الاقتراح بتخفيف حدة معارضتهم. وقال مقربون من ليفني ان "موقف الحركة تحدد بشكل مبدئي، ولا يرتبط بالمناصب".

ويعتقد هرتسوغ ان دعم الانضمام الى الحكومة بين نواب العمل سيتسع بعد المصادقة على الاتفاق في مؤتمر الحزب، حيث يسود التقدير بأنه سيحظى بالأغلبية هناك. واوضح هرتسوغ انه "يتوقع بأن يلزم قرار المؤسسات الديموقراطية في الحزب الجميع".

لكنه في هذه الاثناء تتواصل معارضة قيادة الحزب للتحالف مع نتنياهو، وتعرض هرتسوغ الى هجوم شديد في نهاية الأسبوع من قبل النائبين شيلي يحيموفيتش وميكي روزنطال. فقد كتب روزنطال على صفحته في الـ "فيسبوك" ان "الضرر الضخم الذي سببه بوغي غير قابل للتصحيح طالما بقي في منصبه"، فيما قالت يحيموفيتش خلال مشاركتها في برنامج "واجه الصحافة" التلفزيوني، امس، ان هرتسوغ "لا يملك حق القاء كل قيمنا وايديولوجيتنا لصالح شراكة تعتبر مقاولا منفذا لدى نتنياهو".

وتظاهر عشرات نشطاء حزب العمل المعارضين للخطوة امام منزل هرتسوغ، امس. وقالت نعمي لزيمي، احدى منظمات التظاهرة ان "بيبي يجب استبداله وليس خدمته". واضافت لزيمي التي تنافس على رئاسة "الحرس الفتي" في الحزب، بدعم من عمير بيرتس وشيلي يحيموفيتش، ان "الانضمام الى حكومة اليمين المتطرفة والمتوحشة سيؤدي الى فقدان ثقة الجمهور ويوجه ضربة قاسمة للحزب".

وقدر مصدر في الائتلاف مطلع على الاتصالات بين الجانبين، بأنه "يمكن التوصل الى اتفاق مقبول على هرتسوغ ونتنياهو، لكن المشكلة حاليا هي قدرة هرتسوغ على ضم حزبه الى الحكومة". وحسب اقواله فان "غالبية المطالب التي طرحها هرتسوغ في الاسبوع الماضي قابلة للحل. لقد صاغها بشكل غامض، لكي يتسنى تجاوز الفجوات. مثلا، يمكن منح المعسكر الصهيوني حرية التصويت على مخطط الغاز وتمرير المعارضة له في الحزب".

وحسب التقديرات فانه يمكن لنتنياهو وهرتسوغ التوصل الى اتفاق مشابه يمنح المعسكر الصهيوني حرية التصويت في مسائل حساسة اخرى، لا يتفق فيها موقف الحزب مع موقف الحكومة. وبالنسبة للصلاحيات التي طرحها هرتسوغ في مسألة الدفاع عن المحكمة العليا وصد قوانين عنصرية، فان هذه الصلاحيات تخضع في كل الأحوال لحزب كلنا.

واعرب احد اعضاء المعسكر الصهيوني عن احباطه في ضوء مطالب هرتسوغ، وقال: "كل مطالبنا الأساسية التي يفترض ان تكون مفهومة ضمنا، ليست مذكورة بشكل مفصل في تصريح هرتسوغ – تجميد البناء في المستوطنات، سن قانون الاخلاء والتعويض، وحتى التصريح بشأن الدولتين للشعبين او الالتزام باستئناف العملية السلمية. هرتسوغ لا يصر على نيل حق الفيتو في موضوع مخطط الغاز وانما على "تدخل في الموضوع".

اما رئيس حزب "يوجد مستقبل" يئير لبيد، الذي يتوقع ان يكون الرابح الكبير من دخول المعسكر الصهيوني الى الحكومة، فقد انتقد الاتفاق وقال: "السياسة القديمة منشغلة فقط في نفسها وفي كراسيها وتشريفاتها والوظائف التي سيحصل عليها الرفاق".

في المقابل يعمل مسؤولون كبار في الليكود على عرقلة الاتفاق. وقد حذر الوزير زئيف الكين من ان دخول المعسكر الصهيوني الى الائتلاف يمكنه جر الحكومة الى انتهاج سياسة مشابهة لليسار وابعاد البيت اليهودي. وكتب على صفحته في "فيسبوك": "بوغي ورفاقه سيحاولون ترميم ثقة اليسار وتبرير وجودهم في الحكومة. ولذلك سيحاولون كل يوم جرنا الى اليسار والمطالبة بالدفع للملك: انجاز يساري اخر، والا فانهم سيبكون وسيهددون بأنهم لن يستطيعوا البقاء في الداخل والامساك بالرفاق".

اما نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبيلي فكتبت: "اما نحن واما هم لم تكن مجرد شعار انتخابي. هذه مقولة تعكس الفجوات في المفاهيم. الجمهور اختارنا وعلينا اخذ هذا التفويض وقيادة حكومة المعسكر القومي حسب الاجندة التي انتخبنا وفقا لها".