كتبت صحيفة "هآرتس" ان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بعث يوم الاربعاء الماضي، برسالة الى رؤساء الجالية اليهودية الفرنسية، ادعى فيها ان دعم بلاده للقرار المضاد لإسرائيل الذي بادر اليه الفلسطينيون في اليونسكو، والذي يشطب الصلة بين اليهود بالحرم القدسي، نجم عن سوء فهم. والتزم هولاند بعدم دعم فرنسا في المستقبل لقرارات مشابهة.
وجاءت رسالة هولاند في اعقاب سلسلة من الاحتجاجات الشديدة من جانب الحكومة الاسرائيلية في الأسبوع الأخير على خلفية الغليان الكبير في الجالية اليهودية الفرنسية.
وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قد بعث في بداية الأسبوع الماضي، برسالة الى هولاند احتج فيها بشدة على دعم فرنسا لقرار اليونسكو. وكتب نتنياهو في رسالته ان اليونسكو، التنظيم التابع للأمم المتحدة والمسؤول عن حماية التراث الانساني "تدهور الى حد اعادة كتابة جزء اساسي من التاريخ الانساني غير المتنازع عليه".
وكتب نتنياهو انه "لا توجد لدى اسرائيل اوهام بشأن الأمم المتحدة والتزاماتها بإجراءات عادلة"، لكنه أضاف: لقد صدمنا قيام اصدقاءنا الفرنسيين برفع ايديهم تأييدا لمثل هذا القرار المخجل". وادعى نتنياهو ان المجتمع الدولي يجب ان لا يساعد محاولات الفلسطينيين انكار التاريخ اليهودي ونشر الاسطورة التي تقول ان اسرائيل تعمل بشكل عدواني في الحرم القدسي، لأنه، حسب اقواله "هذا ليس فقط غير اخلاقي وانما خطير".
في المقابل طلب قادة الجالية اليهودية الفرنسية اجراء لقاءات عاجلة مع مسؤولين في الحكومة الفرنسية وحولوا رسائل احتجاج الى الرئيس هولاند ورئيس الحكومة مانويل فالس ووزير الخارجية جان مارك أيرو. ويوم الاربعاء بعث هولاند برسالته الى رئيس المجلس الديني اليهودي في فرنسا، جويل مارجي، حاول فيها توضيح قضية التصويت في اليونسكو.
وكتب هولاند: "اريد التوضيح بأن موقف فرنسا في مسألة القدس لم يتغير – الدفاع عن حرية الوصول والعبادة في القدس، المدينة الهامة للديانات التوحيدية الكبرى، التابعة لكل المؤمنين اليهود والنصارى والمسلمين". واضاف: "بودي تكرار تمسك فرنسا بالوضع الراهن في الاماكن المقدسة في القدس. هذا حيوي في الوضع الحالي في ضوء ازدياد التوتر".
وكتب هولاند أن "أيرو"، الذي وصل الى إسرائيل امس، وسيجتمع بنتنياهو اليوم، ورئيس الحكومة المتوقع قيامه بزيارة اسرائيل في 22 ايار، سيوضحان ذلك خلال المحادثات في إسرائيل والسلطة الفلسطينية. كما وعد هولاند بأن فرنسا لن تدعم نص القرار المشابه الذي يتوقع التصويت عليه في اليونسكو في تشرين الاول القادم. وقال: "فرنسا لن توقع على نص يبعدها عن المبادئ التي اشرت اليها".
وقال مسؤول رفيع في القدس ان رسالة هولاند، وتصريح فالس في البرلمان قبل عدة ايام، ووزير الداخلية خلال لقائه مع رؤساء الجالية اليهودية في بداية الأسبوع الماضي، تدل على ان حكومة باريس فهمت بأنها ارتكبت خطأ خطيرا عندما دعمت مشروع القرار الفلسطيني في موضوع القدس وجبل الهيكل. وقال ان هولاند وأيرو يؤمنان بأن التصويت في اليونسكو مس بشكل بالغ بمحاولاتهما اقناع اسرائيل بالتعاون مع المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام حتى نهاية السنة.
وعلى خلفية التوتر بين اسرائيل وفرنسا يأتي اجتماع أيرو ونتنياهو اليوم لمناقشة المبادرة الفرنسية للسلام. ومن المتوقع ان يسمع أيرو انتقادا شديدا من قبل نتنياهو للموقف الفرنسي في اليونسكو وللمبادرة، بينما سيحاول أيرو اقناع نتنياهو بعدم رفض الاقتراح نهائيا.