الخامس عشر من آيار "يوم النكبة"

thumb
حجم الخط

يصادف اليوم الخامس عشر من أيار , ذكرى يوم النكبة الفلسطينية اليوم الذي اقتلع الشعب الفلسطيني من أرضه وأصبح لاجئاً في جميع أصقاع الأرض, اليوم الذي بكى فيه الآباء والأجداد والأولاد على ضياع فلسطين.

مرّ الشعب الفلسطيني منذ ذلك اليوم من عام 1948 بمراحل عديدة من نضاله الوطني والتحرري لإعادة أرضه السليبة وكان أمله كبير في أمته العربية بمناصرته لتحرير فلسطين , فبعد النكبة مباشرة تشكلت وحدات فدائية بقيادة أحد الضباط المصريين وهو مصطفي حافظ , لتأخذ قضيتنا الفلسطينية منذ يومها الأول بعدها القومي وبدأت هذه المجموعات عملياتها الفدائية في داخل الأرض المحتلة حتى جاء العدوان الثلاثي عام 1956 واحتلت غزة , ولكن بعد الانسحاب عادت العمليات الفدائية كما كانت الى أن تم اغتيال القائد مصطفي حافظ بعد ذلك تم تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية وجيش التحرير الفلسطيني 1964 ثم انطلت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح عام 1965 , ثم جاءت نكسة حزيران عام 1967 بعدها انطلق العمل الفدائي في الأردن وكانت الفصائل الفلسطينية وخاصة فتح والجبهة الشعبية التي انطلقت في عام 1967 يقومون بعمليات بطولية على طول نهر الأردن ثم جاء ايلول الأسود عام 1970 والاشتباكات الفلسطينية الاردنية مما أدى الى نقل الوجود الفلسطيني المسلح من الأردن الى لبنان , وبدأ العمل المسلح من جنوب لبنان في اتجاه الأرض المحتلة وبدأ الجنوب اللبناني كله تحت سيطرة منظمة التحرير حتى ان الاسرائيليين أطلقوا على الجنوب اللبناني كلمة فتح لاندر , هذا الأمر لم يعجب كثير من القوى العميلة مما أدي الى التآمر على الثورة الفلسطينية واجتياح اسرائيل للبنان وخرج القوات الفلسطينية من هناك الى الشتات عام 1982 الأمر الذي جعل الشعب الفلسطيني ينتفض في عام 1987 انتفاضته المباركة التي تمخض عنها اتفاقية اوسلو اللعينة , لقد كان الأمل يحذو بالشعب الفلسطيني بكل أطيافه السياسية , ان تحرير فلسطين قريب وان الشعب الفلسطيني قادر على تحرير أرضه ولكن اوسلو بعد تجربة المفاوضات العبثية لمدة عشرين سنة لم تصل الى شيء بل حولت جزء كبير من الشعب الفلسطيني الى موظفين ينتظرون رواتب آخر الشهر وهذه بالضبط ما حاولت به الأمم المتحدة بعد عام 1948 بعمل كرت تموين شهري للشعب الفلسطيني كي يأكل وينسى فلسطين, وها نحن الآن نعيش حالة انقسام شديد لا يعرف أحد الى أين سيوصل الشعب الفلسطيني ولا يعرف أحد متى سينتهي هذا الانقسام البغيض لدرجة أن معظم الشعب الفلسطيني ينتظر انتهاء الانقسام وأصبح أمل تحرير الوطن بعيد.. جداً.

ثم ها نحن نحتفل بذكرى النكبة ونقوم بصرف مبالغ ضخمة على الاحتفالات واللقاءات والندوات السنوية في ذكرى هذا اليوم اللعين لدرجة أن القوى الوطنية الاسلامية تتسابق في المصروفات الكبيرة , في مثل هذا اليوم كنت اقترحت سابقاً أن نقوم في مثل هذا اليوم بالجلوس في بيوتنا ونرفع علم أسود كلٌ على بيته ونبكي فلسطيني , نبكي بضياع فلسطين في ظل هذا الانقسام البغيض وهذا الحصار الجائر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة.

فالعمل من أجل فلسطين ومن أجل التحرير لا يحتاج الى احتفالات بل يحتاج الى عمل متواصل وعمل سري وليس علني ومظاهر والاستعداد الجيد كي يأتي يوم يقوم فيه كل الشعب الفلسطيني للانتفاض على هذا الوضع اللعين كي تكون البداية لتحرير فلسطين.