دحلان والإخوان

thumbgen (8)
حجم الخط
 

لماذا ينتقد دحلان الإخوان؟!
سؤال برسم الجواب
في ندوة بجامعة السوربون تحدث – مؤخراً - النائب محمد دحلان (أبو فادي) عن الإخوان المسلمين، ووجه لهم – للأسف - اتهامات باطلة، كما سبق له في محاضرة ألقاها أمام "لجنة المشرق"؛ وهي إحدى اللجان السياسية الرئيسية في البرلمان الأوربي، أن ساق لهم نفس الاتهامات، وتعمد الربط بين ما يجري من إرهاب على مستوى العالم وبين الإخوان، وهي حالة من التجني والظلم تتعرض لها جماعة الإخوان المسلمين؛ كبرى الحركات الإسلامية في العالم، والمعروفة بوسطيتها واعتدالها، كما أنها الحركة صاحبة الفضل في صحوة المسلمين بعد سقوط دولة الخلافة العثمانية عام 1924، وما أعقب ذلك من تقسيم استعماري لبلادنا العربية، وشرذمة لأمتنا الإسلامية، وهي الحركة التي وضعت القضية الفلسطينية على خريطة شعوب المنطقة، باعتبارها قضيتهم المركزية الأولى.
السؤال الذي يطرح نفسه علينا - نحن الفلسطينيين - هو: لماذا يتصدر النائب الفلسطيني محمد دحلان حملة التشويه والتشهير والتحريض على الإخوان المسلمين؟! وما المصلحة من وراء ذلك؟! نعم؛ نحن نفهم أنه قريب من بعض أنظمة المنطقة التي لها خصومة مع الإخوان المسلمين، ولكن هذه إشكالية لا ناقة لنا فيها ولا جمل، وهي تضر بمصالحنا القومية، واستعداء الإخوان معناه خلق قطيعة مع الإسلاميين الذين ينتمون إلى هذه الجماعة في كل مكان، والإساءة لقضيتنا الفلسطينية، التي نسعى لحشد الدعم والتأييد لها، والحفاظ على موقف الإسلاميين الذين يضعونها على قمة أولوياتهم النضالية.
لقد أخطأت أيها النائب في انتقاد الإخوان، واتهاماتك لهم باطلة، وهي لا تخدم بأي حالٍ مشروعنا الوطني، فالإخوان هم خير ذخر لنا ولقضيتنا الفلسطينية، وما شهدنا عبر مسيرتنا الكفاحية إلا مواقف تستحق تقديم الشكر والتقدير لهم.
عرفتك ناشطاً شبابياً ورجل سياسة وأمن، وليس مفكراً في علم الاجتماع السياسي أو خبيراً في شئون الحركة الإسلامية، فلماذا هذا التعمد في خلط الأوراق والظهور بمقام لا أهلية علمية لك به؟!
وأنا أسمعك تتكلم - يا سعادة النائب - عن الإخوان وتحرض عليهم، أجد نفسي كمن يُنصت إلى برنارد لويس ودانيل بايبس أو جوديث ميللر وستيفن إيمرسون وآخرين، ممن يطلق عيهم في الأدبيات السياسية "أسلحة للإيجار" (Guns for Hire)، أي أولئك الذين كرَّسوا حياتهم، وبنوا شهرتهم على توجيه النقد للإسلام والإسلاميين، والتحريض على جماعة الإخوان المسلمين.!!
لا أعتقد أن هناك مصلحة لنا نحن الفلسطينيين من وراء هذا التجريح بحركة الإخوان المسلمين، أنا أتفهم أنه في سياق المناكفات السياسية والأيدولوجية يمكننا ممارسة النقد وتوجيه ضربات ضمن نطاق المنافسة وتظهير المكانة، أما تحميل حركة الإخوان ما ليس في أدبياتها وسلوكياتها الأخلاقية فهذا ليس عدلاً أو إنصافاً للحركة التي حملت قضيتنا على الأكف والمقل.. إن هذا – يا سيادة النائب - سيضعك أمام الإسلاميين بأنك تخدم أجندة غير وطنية حين تستدعي الغرب على أبناء جلدتك من العرب والمسلمين، وتحاول بلغة التحريض أن تضع الإخوان في كفة الإرهاب والإرهابيين، وهذا ما تعرضه - يا سيادة النائب - بغير حجة ولا كتاب منير.
لقد أعجبتني تلك المعالجة الاصطلاحية التي قدَّمها السفير عبد الله المعلمي؛ المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة، بتاريخ 12 مايو 2016 في مقر المنظمة بنيويورك، وهو الشرح الواقعي لظاهرة الإرهاب، حيث أشار قائلاً: "إن الإرهاب لا مبرر له في أيِّ مكان وتحت أي ظروف، وأن مواجهة الفكر الإرهابي يجب أن تكون مواجهة شاملة متناسقة، وأن مكافحة الإرهاب تتطلب مكافحة الخطاب المتطرف العنيف الموجه ضد الإسلام والمسلمين، وإنهاء الاحتلال، والامتناع عن دعم النظم القمعية الطائفية، وعدم السماح بالترويج للمليشيات الطائفية وفكرها المتطرف، والعمل على تحقيق التنمية الشاملة لكل الشعوب، حيث خلَّفت السنوات الماضية تركة ثقيلة على صعيد الخسائر البشرية وانتهاكات حقوق الإنسان منبعها انتشار ظاهرة وفكر التطرف والعنف والإرهاب، ولا تزال الأسباب المؤدية لهذا الانتشار قائمة، وإن معالجة هذه الظاهرة تتطلب مستوى عاليًا من الشجاعة وتحمل المسؤولية وتغليب صوت الضمير على المصلحة السياسية الضيقة".
ولا يجرمنَّكم شنآن قومٍ على ألا تعدلوا..
أنا أعرف - يا صديقي - بأنك خصم سياسي لحركة حماس، وأنك متحامل على الإخوان منذ بداية الثمانينيات، حيث كنت مسئول الشبيبة الفتحاوية في قطاع غزة، وكانت بينكم خلافات وصراع داخل أسوار الجامعة، وكان دامياً أحياناً، ولكن ما يجمعنا في الحركة الوطنية الفلسطينية – يا سيادة النائب - هو الاحترام والتقدير لحركة الإخوان المسلمين؛ وكان الأخ القائد ياسر عرفات (رحمه الله) في زياراته للقاهرة يتعمد اللقاء بالمرشد العام للحركة، في إشارة منه ولفتة كريمة لمكانة هذه الحركة الإسلامية ودورها التاريخي في حشد طاقات الأمة وتعبئتها تجاه خدمة شعبنا وقضيتنا الفلسطينية .
إن الإخوان المسلمين – يا سيادة النائب – بالنسبة لما قدَّموه لقضيتنا، وتفانيهم لأكثر من ستة عقود بالعمل على نصرة شعبنا، هم بمثابة شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، حيث التلازم الذي أقاموه بين الإخوان وفلسطين؛ فلا تذكر فلسطين إلا ويذكر الإخوان المسلمين، والعكس.
دحلان على ألسنة الصحافة والناس
لقد تعودت في أحاديثي أن أبتعد عن أسلوب الإساءة لأحد، وأن أحفظ لكل ذي حقٍ حقه، وحيث إن اسمك – يا سيادة النائب – دائم التداول إعلامياً، فلقد أحببت أن أعرض بعضاً مما يقوله صحافيونا فيما يتعلق بشخصك وأحاديثك السياسية، بعيداً عن لغة التشهير، بل في سياق التساؤل المسئول لبعض ما تفعل وتقول، وبهدف استكمال جوانب هذا الرأي والتحليل.
كتبت الصحفية الفلسطينية؛ بثينة حمدان، ضمن مقالها التهكمي: "بلد عايشة ع نكشة: دحلان"، قائلة: حاسة إنه "دحلان" عم يمشي وراي وين ما أروح، وين ما أنكش بشوفني، حتى لما نكشت فقر اللاجئين بتيجي سيرته، وفي غزة صوت وظل! هو ليس شخصية عامة ولا خاصة، يمكن محبوب ويمكن مكروه، والأكيد أنه "منكوش" النكشة العاطلة! بغض النظر مين نكشه ولَّا كيف؟
وأضافت: دحلان ليس "إله" أو "غفير"، هو حالة واسم جدلي متداول... هو خط أحمر وأزرق يُمنع الاقتراب منه... وأشارت في مقالها قائلة أيضاً: إن "الحق مع القيادة.. فدحلان هو سبب أزمة سيناء، وانقلاب غزة، والتآمر على ليبيا، له يد في سوريا وأخرى في العراق، ورِجِل في اليمن، وأخرى في فلسطين، ويوزع الدولارات على اللاجئين في الداخل والشتات، وهو سبب أزمة السير في رام الله – لدي دليل!- وتراجع أسعار البيض البلدي... القضاء الفلسطيني برّأه من قضية وغرّمه في أخرى. لكن مسلسل "دحلان" هل هو تركي أم هندي؟ وطبعاً الفرق كبير؛ التركي لا ينتهي وهاي مشكلة، فالكل يصبح معرضاً ليكون "منبوذاً" أو "مفصولاً". وإذا كان هندي فهذا يعني أن دحلان قد يكون الأخ "التوأم" للرئيس..."!!
أما الصحفي الفتحاوي هشام ساق الله، فقد تساءل أيضاً في مقال له بعنوان: "كلمتين وبس.. سؤال بأي صفة يتحدث محمد دحلان؟"، وذلك بنفس الأسلوب التهكمي، قائلاً: من حقي أن أتساءل حين يتحدث وينصح محمد دحلان؛ النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، يتحدث بأي صفة؟ هل يتحدث كنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني؟ أو يتحدث بصفته رجل أمن مجرب يقوم بتصدير خبراته العسكرية الأكاديمية للعالم كي يستفيدوا منها؟ أو يتحدث بتجربته كمستشار لأبن الشيخ زايد أبن نهيان؛ حاكم الامارات العربية سابقاً؟!! . يتحدث في جامعة السوربون، ويتحدث أمام الرئيس الروسي بوتين ويتحدث امام البرلمان الاوربي ويتحدث امام محافل دولية مختلفة ويتم التعامل معه كخبير في حركات الارهاب وحركة حماس والإخوان المسلمين يتحدث بأي صفة؟! وأي منصب يتوجب أن يتم ادراج صفته في الخبر، الذي يتم توزيعه بوسائل الإعلام؟! فلا يجوز أن يخلط بين كل الأدوار المختلفة .!! إن الخلط بين الأدوار والمواقع والمسميات شيءٌ مزعج، حتى ولو مارسها نفس الشخص، ولكن الذين يدققوا في تلك التصريحات ويحللوها، يريدوا أن يعرفوا من أي منطلق يتحدث المتحدث".!!
وفي سياق مشابه، طرح الكاتب الإسلامي؛ إبراهيم المدهون، في تغريدته على الفيسبوك تعليقاً، يتضمن الرأي والنصيحة لسعادة النائب محمد دحلان، قائلاً: "ما هو دور السيد محمد دحلان؟، ولماذا يحاضر دوماً في مؤتمرات أمنية دولية ضد الإخوان؟!، ولماذا يُصر على استعداء الإخوان والتحريض ضدهم؟، وهل له دور فعلي في حربه عليهم أم يجيد (أبو فادي) تصدر المشهد، فيبدو أنه مولع بالإعلام والصورة والظهور وتضخيم دوره؟!، ألا يعلم أن استعداء الإخوان سيضر علاقته مع حماس، وسيعقِّد أي مصالحة بينهما.. صحيحٌ؛ إن حماس لا تنتمي تنظيمياً للإخوان، إلا أنها رأس حربة المشروع المقاوم والرافض للهيمنة الغربية، كما أنها تنتمي للمدرسة الفكرية الإخوانية.. لو أني ناصح لدحلان، فعليه تخفيف حضوره المستفز لشعبنا ومقاومتنا من جهة، وعليه التركيز في القضايا الوطنية الفلسطينية، فمهما أخذ دوراً كبيراً أو صغيراً وهو بعيد عن فلسطين فهو خاسر ومتراجع ولا يساوي شيء، فمحافظ في فلسطين خير له من وزير في دولة خليجية، وكوخ في مخيم خانيونس أفضل له من عزبة في الإسماعيلية أو قصر في دبي.. ففلسطين بوابة للعالم والمجد والفخر، والقوى الدولية والتحالفات الأمنية لن تكون بوابة إلا للخسران والضياع والندم".
لقد أحببت هنا اختيار بعض من كتبوا بلغة ليس فيها تجريح أو تشريح، وابتعدت عما فيه الكدر؛ لأن الهدف – يا سيادة النائب - هو تقديم النصيحة، وليس تسجيل مواقف لا تخدم أحداً بل تضر بقضيتنا الوطنية.
في الحقيقة، كنت دائماً اتحرى الصدق حتى مع من يعتبرهم البعض خصوماً لنا في الفكر والسياسة، فعندما أطل علينا سيادة النائب محمد دحلان بمبادرته - قبل عام تقريباً - رحبنا بها، وقلت في ذلك الوقت إنها "تضمنت بنوداً من الجدير أن نتملاها، وأن نتعاطى معها، كأفكار لسياسي فلسطيني ما زال في يده الكثير من الأوراق ليلعبها، خاصة في ظل أوضاع سياسية كئيبة، أهم ملامحها في قطاع غزة هي أن حكومة د. رامي الحمد الله قد تخلت عن أمانة المسئولية وواجب الالتزام تجاه سكان القطاع، كما أن الانطباع السائد بين السياسيين والمفكرين داخل القطاع وخارجه هو أن كل ما يجري من حصار وتهميش لقطاع غزة ليس بعيداً عن رغبات الرئيس (أبو مازن)، وما تخطط له بطانته، والملأ من حوله من أعمال كيدية هدفها كسر شوكة المقاومة في قطاع غزة، والضغط باتجاه أن يأتي أهلها صاغرين".
إن هذا الجانب هو الذي نريد لدحلان أن يتحرك فيه، وليس إشغال نفسه كقيادي فلسطيني لا شغل له ولا مشغلة إلا توجيه الانتقاد لحركة الإخوان المسلمين.!!
إننا ننظر لتياره الإصلاحي داخل فتح بروح من يريد أن يجمع الصف، ويستدرك لمرحلة ما بعد الرئيس، وليس الذي يعمل كسهم في كنانة الآخرين، وضمن أجندة لا علاقة لها بالوطن أو بالمشروع الوطني.
إننا نريد من النائب محمد دحلان أن تظل إطلالته في سياق ما نشاهده من حضور له في أفراحنا وأتراحنا ومناسباتنا الوطنية، تمثله هذه الكوادر الشبابية التي تحرص على الظهور بانضباطية عالية مع كل فعالية اجتماعية أو سياسية أو وطنية، نريده الشخصية الاعتبارية التي تجمع كوادر فتح خلف رؤية وطنية وحدوية، كما نرغب في رؤيته دائماً الرجل الذي يعمل على خدمة قضيته، بتسهيل تقديم الدعم المالي والإغاثي والإنساني لأهلنا في قطاع غزة، وليس الفلسطيني الذي يظهر في المشهد الإقليمي والدولي مكرِّساً القطيعة مع التيار الإسلامي الأهم في ساحتنا العربية والإسلامية.
ويبقى التحدي: قل هاتوا برهانكم؟
إنني أسجل اعتراضي على كل ما ذكره النائب محمد دحلان بخصوص الإخوان، وأطالبه بتعديل بوصلة خطابه بالتركيز على موضوعات ذات صلة بقضيتنا وهموم شعبنا، والابتعاد - ما استطاع إلى ذلك سبيلاً - عن سياسة "التحريض على الإخوان، والخوض في أعراضهم السياسية والفكرية"؛ لأن الإخوان حركة كبيرة ولها رصيدها الجماهيري والحزبي، كما أن المتعاطفين معها كثر في عالمنا العربي والإسلامي وحول العالم، وأن هناك أحزاباً سياسية كثيرة وحكومات في دول المنطقة تحمل فكر هذه الحركة ورؤيتها السياسية والدينية.. لذلك، فإن مثل هذا الخطاب الذي تكرر فيه – يا سيادة النائب - التشهير والاتهام للحركة لن يلقى قبولاً على مستوى الشارع، وفيه إضرار كبير بقضيتنا الفلسطينية، ووحدتنا الوطنية.
إني أناشدك كفلسطيني جمعتني به ساحات الوطن، وكانت لنا لقاءات خلال عملنا الحكومي، أو في إطار العمل الخيري لخدمة أهلنا وشبابنا في قطاع غزة، تجنب الخوض في أعراض الإخوان، فهذا مركب صعب، وهو سيؤدي بالتأكيد إلى تعقيد العلاقة مع حركة حماس، وقطع الطريق أمام أيِّ تحالفات مستقبلية مع التيار الإسلامي في فلسطين، اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد.
إن من الجدير ذكره هنا، هو الإشارة بأن تقديم ملف النائب دحلان أو التفكير به كشريك في المستقبل ليس من السهل تسويقه - الآن – للإسلاميين، حتى ولو على مستوى الفكرة، وأن هناك الكثير من كوادر وقيادات حركة حماس من لديهم مخاوفهم وتوجساتهم من دحلان؛ لاعتبارات خاصة بسنوات طويلة من الخلاف السياسي معه، والتشكيك في أجندته ونواياه، وهؤلاء لهم كامل الحق في الحذر من التعامل معه، وهذا حق لا ننازعهم فيه، ولكن علينا – وكما سبق لي القول - أن نتفهم في الوقت ذاته، بأن السياسة ليست حالة عشق ووئام بين حبيبين، وإنما هي مصالح تلتقي بحيث تحميك من الخسارة، وتؤمن لك شيئاً من الربح، الذي يحفظ استمرارية وجودك في سوق المنافسة إلى جانب شهبندر التجَّار.
فخلال السنوات التي أعقبت الأحداث المأساوية عام 2007م، جرت الكثير من المياه في نهر العلاقة مع حركة فتح، وكانت هناك إشارات إيجابية يمكن البناء عليها، حتى مع أشد الخصوم مثل النائب محمد دحلان.
إن علينا كإسلاميين أن ندرك بأن السياسة في إحدى وجوهها هي حسبة مرحلية، قد تمنحك بعض أوراق القوة والقدرة إذا تعاملت معها بذكاء وفطنة، وخاصة في تلك اللحظات التي تشعر فيها بأن هناك من خصوم السياسة من يتداعى للإجهاز عليك، وتغييبك من ساحة الحضور ومشهد الحكم والسياسة.
نحن نريد للنائب دحلان أن يثوب إلى فلسطينيته وانتمائه الوطني، والذي جاء به من المخيم بكل أوجاعه ومعاناته إلى مواقع القيادة في حركة فتح، نريده أن يعاود مراكمة رصيده الوطني من جديد، والأخذ بيد حركة فتح وخاصة في قطاع غزة، وشدَّها باتجاه اجتماع الصف مع إخوانهم في حركة حماس، ولا نريد لدحلان أن يظل مغرداً خارج سربنا الفلسطيني، يحلق بعيداً في مناطق الغير، وتُفهم إطلالته هناك بأنها تحدياً، وتعدياً على فضاءات تكثر فيها النسور، فالإخوان المسلمون ومن على هديهم سائرون، هم واقع قائم بكل ما يمثله من تاريخ ومؤسسات وحركات وأحزاب وحتى حكومات، وأن من يتعرض لهم هو أشبه "بناطح صخرة يوماً ليوهنها..."، والباقي عندك.
ختاماً: تساؤلات بأمل الإجابة
أتمنى على النائب محمد دحلان أن يقول لنا - بصراحة - لماذا كل هذا التحامل على الإخوان من ناحية، ولماذا يتعمد – دائماً – الربط بينهم وبين الإرهاب؟!
كما أرجو من سيادته أن يقدم لنا تصوره في كيفية إنهاء الانقسام، ومن ثمَّ بناء شراكة سياسية قادرة على الدفع بمشروعنا الوطني إلى الأمام؟
وما هي رؤيته لشكل العلاقة المستقبلية مع حركة حماس؟ وكذلك أفكاره باتجاه إصلاح حركة فتح، وتوحيد صفوفها، في ظل ما نراه من حالة تشرذم أضعفت الحركة وأذهبت ريحها؟
وبانتظار الإجابة تبقى ساحة الحوار مفتوحة بيننا للمزيد من الأسئلة والنقاشات.