بعيداً عن اشتعال الميركاتو الصيفي، والتنافس الشديد بين عمالقة القارة الأوروبية على تدعيم صفوفها استعداداً لترتيب الأوراق قبل انطلاق الموسم الجديد، فإن سخونة الصيف لا تتوقف فقط على الصفقات المنتظرة، ولكنها تذهب بعيداً إلى الارتباطات الدولية التي ستؤدي إلى المزيد من الإرهاق للنجوم المنهكين من موسم طويل وشاق.
ففي الصيف الجاري، سيكون العالم على موعد مع 3 أحداث مهمة، بطولة الأمم الأوروبية في فرنسا، كأس كوبا أمريكا في الولايات المتحدة، وأخيراً دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو بالبرازيل.
ستشهد تلك الأحداث بطبيعة الحال مشاركة نجوم كرة القدم العالميين مع منتخباتهم، سواءً الوطنية أو الأولمبية، وهو ما يعني تقليص فترة الراحة السلبية التي يتعين حصول اللاعبين عليها للتخلّص من إرهاق موسم طويل، وهو ما سينعكس بالسلب على مستوياتهم في مطلع الموسم الجديد مع أنديتهم، التي ستتابع تلك البطولات بقلق شديد خوفاً من لعنة الإصابات التي يمكن أن تضرب نجومها.
لكل فريق في أوروبا نصيبه من المشاركين في تلك الأحداث العالمية الثلاثة، ولكن ربما يكون برشلونة الإسباني بطل الليجا هو النادي الذي سيراقب تلك البطولات بحالة من التوتر الشديد، فناهيك عن مشاركة الكثير من نجومه في أمم أوروبا، فإن التركيز الأكبر سيكون على الثلاثي الرهيب ميسي وسواريز ونيمار المعروف بMSN، حيث سيخوض ميسي وسواريز بطولة كوبا أمريكا المئوية مع منتخبي الأرجنتين وأوروجواي، كما سيلعب نيمار في أولمبياد ريو دي جانيرو بعد قرار استبعاده من كوبا أمريكا.
التركيز على تأثير الإرهاق بالنسبة لـMSN يعود في الأساس للأرقام القياسية التي سجلها الثلاثي مع برشلونة هذا الموسم، وبشكل خاص في الليجا الإسبانية.
بحسبة الأرقام، أحرز الثلاثي 90 هدفاً لبرشلونة في الدوري من إجمالي 112 هدفاً أحرزه الفريق في كل مباريات البطولة، وهو ما يعني أن نسبة تسجيل الثلاثي الرهيب للأهداف تفوق 80%، وهي نسبة تفوق ما أحرزه BBCثلاثي ريال مدريد كريستيانو رونالدو وبنزيمة وجاريث بيل، حيث سجلوا 78 هدفاً من إجمالي 110 أهداف أحرزها الملكي في الليجا، بنسبة 71% تقريباً، علماً بأن بنزيمة لن يشارك في يورو 2016 مع فرنسا لأسباب سلوكية تتعلق بفضيحة فالبوينا الشهيرة.
وفي دوري أبطال أوروبا التي ودّعها البارسا من دور الثمانية على يد أتلتيكو مدريد، فإن الثلاثي الرهيب أحرز 17 هدفاً، 8 لسواريز، و6 لميسي، و3 لنيمار.
وفي هذا السياق، فإن برشلونة، الذي يواجه تحديات اقتصادية ضخمة ستؤثر دون شك على صفقاته في الموسم الجديد، يتعين عليه إبرام صفقات من العيار الثقيل لتعويض احتمال غياب أحد أعضاء فرقة MSN أو تعرضهم للإجهاد، وهو الأمر الذي وضح تأثيره بشدة على الفريق في نهاية الموسم الجاري، حيث تراجع أداء البارسا مع هبوط مستوى الثلاثي الرهيب.
وحتى اللحظة، فإن ميركاتو برشلونة الصيفي لا يضم أسماء رنانة، فهناك اتفاق على استعادة اللاعب الإسباني الشاب دينيس سواريز من فياريال، وهناك أيضاً المهاجم كيفين جامييرو لاعب إشبيلية الذي أحرز 16 هدفاً في الليجا في الموسم المنقضي، إضافة إلى لاعب نيس الفرنسي حاتم بن عرفة الذي ترددت شائعات حول انضمامه للعملاق الكتالوني.