احتفل مُحرك البحث الشهير «جوجل »، اليوم الخميس، بعيد ميلاد «هيرثا أيرتون»، التي ولدت في 28 أبريل 1854 في إنجلترا، باسم «فيبى سارة ماركس»، كانت ابنة للخياطة أليس ثيرسا، ووالدها «ماركس ليفى» كان مهاجراً من بولندا القيصيرية، وكان يعمل بائعاً متجولاً في تجارة الساعات، ويصارع من أجل لقمة العيش.
وفى سن التاسعة، دعاها شقيقات والدها للتعلم مع أولادهن، حيث كن يمتلكن مدرسة في شمال غرب لندن، ودرست الرياضيات والعلوم، ثم التحقت بجامعة «كامبردج» في سن السادسة عشرة، وأثناء دراستها صنعت جهازًا لقياس نبضات الوريد «مسجل نبضات»، وقادت أسرة الكورال، وأسست وحدة إطفاء، كما أسست مع شارلوت سكوت ناديًا للرياضيات.
وفى عام 1880 اجتازت أرتون ترايبوس الرياضيات، لكنها لم تمنح درجة، لأنه في ذلك الوقت، كانت جامعة «كامبردج» تمنح شهادات فقط للنساء وليس درجات، وأنهت بنجاح اختبارًا خارجيًا ونالت بكالوريوس العلوم من جامعة لندن عام 1881.
وفي عام 1884 سجلت أيرتون براءة اختراع لمقسم خطوط، وهى أداة رسم هندسى لتقسيم الخطوط إلى أي عدد من الأجزاء المتساوية ولتصغير وتكبير الأشكال، كان مقسم الخطوط أول اختراعاتها الكبرى، وكان الفنانون هم مستخدموه الرئيسيون، إذ كان مفيدًا في تصغير وتكبير الأشكال، كان أيضًا مفيدًا للمعماريين والمهندسين، ودعمت الناشطتان النسويتان «لايدى جولدسمد» و«باربارا بوديكون» تقديم براءة اختراع «أيرتون» وقدمتا لها المال الكافى لاستخراج براءات الاختراع، وعُرضت اختراعاتها في معرض صناعات النساء.
وسجلت أيرتون 26 براءة اختراع، 5 منها في المقسمات الرياضية، و13 حول مصابيح القوس الكهربى والأقطاب الكهربائية، والبقية حول دفع الهواء.
وفي عام 1884 بدأت حضور فصول مسائية عن الكهرباء في كلية «فيشبرى التقنية»، وكان مقدم هذه الفصول البروفسور «ويليام إدوارد أيرتون» وهو رائد في الهندسة الكهربائية وتعليم الفيزياء وزميل الجمعية الملكية، وفي 6 مايو 1885 تزوجت معلمها السابق، ومنذ ذلك الحين، أخذت تساعده في تجاربه الفيزيائية والكهربائية وبدأت تحقيقها اختراعها الخاص في خواص القوس الكهربائي.
وفي عام 1895 نشرت «هرثا أيرتون» سلسلة من المقالات في مجلة الكهربائى، موضحة أن هاتين الظاهرتين هما نتيجة اتصال الأوكسجين مع القضبان الكربونية المستخدمة لإنتاج القوس، وفي 1899 كانت أول امرأة تقرأ بحثها الخاص أمام أعضاء مؤسسة المهندسين الكهربائيين، بعدها بوقت قصير، انتخبت لتكون أول أعضاء المؤسسة من الإناث، وظلت العضو الوحيدة فيها حتى 1958، وفي عام 1906 أول امرأة تنال ميدالية «هيوز» من مؤسسة المهندسين الكهربائيين، تكريمًا لبحثها في حركة التموجات في الرمال والماء وعملها في مجال القوس الكهربي 1899 نال عمل هيرثا المتعلق بالهندسة الكهربائية المزيد من الاعتراف محليًا ودوليًا في المؤتمر الدولى للنساء الذي عقد في لندن.
وترأست في 1900 قسم علم الفيزياء في المؤتمر الدولي للكهرباء الذي عقد في باريس، وبعد نجاحها دفع الجمعية البريطانية لتقدم العلوم إلى السماح للنساء بالخدمة في اللجان العامة والفرعية، ونشرت في 1902 القوس الكهربائى، وهو ملخص لبحثها وعملها على القوس الكهربائى، مع أصول من مقالاتها المبكرة التي نشرت في مجلة الكهربائى بين 1895 و1896.
وتوفيت «أيرتون» في 26 أغسطس 1923 نتيجة تسمم في الدم، وبعد عامين من وفاتها، قام صديق عمرها «عطيل هانكوك» بعمل منحة تعليمية للأبحاث العلمية باسمها في كلية «جيرتون» بجامعة كامبريدج، لتخليد ذكراها.
