سيطر مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" على معظم أجزاء مخيم اليرموك في جنوب دمشق. وقال مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية إن هؤلاء "اقتحموا اليوم المخيم واستولوا على غالبيته".
يبدو ان اسوأ كوابيس الفلسطينيين المقيمين في مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية قد تحققت وفقا للتقارير الواردة اليوم " الأربعاء" من الأراضي السورية والتي أشارت على لسان من أسمته بالمسؤول الكبير في منظمة التحرير الفلسطينية إلى احتلال تنظيم"داعش" غالبية مناطق وأحياء المخيم الفلسطيني الأكبر من حيث المساحة وعدد السكان.
ويضم أكثر من 170 ألف لاجئ فلسطيني يضاف إليهم آلاف من فقراء سوريا ولاجئي العراق ليصل عديد سكانه ما ينوف عن النصف مليون نسمة اختاروا " اليرموك" الواقع 8 كلم جنوب دمشق وتبلغ مساحته 2:11 كلم مربع.
" سيطر مسلحون جهاديون على غالبية احياء مخيم اليرموك" قال المسؤول الكبير في منظمة التحرير الذي لم تذكر المصادر اسمه أو صفته القيادية .
ونقلت وكالة الإنباء الفرنسية " AFP " عن " انور عبد الهادي " الذي عرف نفسه كمسئول عن الدائرة السياسية للمنظمة التحرير في دمشق قوله" سيطر مقاتلو داعش على غالبية المخيم لقد دخلوا اليوم للمخيم ولا زال القتال مستمرا بينهم وبين خصومهم المسلحين الآخرين".
ومن المعلوم أن تنظيم داعش يسيطر منذ سنوات على حي الحجر الأسود جنوب دمشق الذي لا يفصله عن المخيم سوى شارع " الثلاثين" الذي فصل أطراف المخيم عن منطقة الجزيرة التابعة لحي الحجر الأسود ما سمح لهذا التنظيم اذا صحت الأنباء بالتسلل بسهولة كبيرة للمخيم المحاصر منذ اكثر من عامين ويعاني دمارا هائلا وحصارا خانقا تفرضه قوات الجيش السوري وحصار داخلي يفرضه المسلحين التابعين لجبهة النصرة قبل ان ينضم لهم اليوم مسلحو داعش حسب الأنباء الواردة. ويعاني المخيم وفقا لتقارير منظمة التحرير وكالة الغوث من نقص شديد في الأدوية والتجهيزات الطبية ومياه الشرب والاحتياجات الأساسية الأخرى.
واستشهد في أزقته خلال الأشهر القليلة الماضية فقط 200 شخص نتيجة سوء الأحوال المعيشية ونقص المستلزمات الإنسانية وذلك إضافة للشهداء الذين سقطوا جراء المعارك الدائرة في وحول المخيم منذ بدايات الأزمة السورية والذين تقدر أعدادهم بالمئات .
ويتساءل الكثيرون فيما اذا كان الإعلان عن سيطرة داعش على المخيم المذكور يشكل مقدمة وتوطئة لمعركة قادمة تدور رحاها بين وفوق بيوته المتهالكة وقد تؤدي إلى تدمير ما بقي منه وتشريد أهله الباقون الذين تقطعت بهم السبل داخله وبين النيران التي تتبادلها أطراف الصراع في سوريا .