قال رئيس الوزراء الأردني الأسبق عبد السلام المجالي، إن الكونفدرالية الأردنية - الفلسطينية الحل الأمثل والأكثر خيراً لفلسطين والأردن على حد سواء، موضحاً أنه مؤمن بالفكرة لكن ليس في هذا الوقت، بل بعد قيام الدولة الفلسطينية.
وأضاف المجالي خلال لقائه بعشرات الشخصيات الفلسطينية في نابلس، أن المملكة الأردنية لا تعيش من دون فلسطين، وفلسطين لا تعيش من دون الأردن، ولكن يجب الانتظار، لافتاً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد تطبيق الكونفدرالية في هذا الوقت، حيث أنه قام بطرحها مرات عدة بطرق مختلفة، لكن الرد الأدرني كان واضحاً وقاطعاً بالرفض.
وأكد المجالي على أهمية الكونفدرالية للبلدين بعد إقامة الدولة الفلسطينية، متهماً الأمة العربية بأنها تخلت بإصرار عن الفلسطينيين، ولا سيما أن الفلسطينيين غير مؤهلين تأهيلاً كافياً ليتحملوا المسؤولية، خصوصاً المالية، حسب تعبيره.
ويأتي حديث المجالي عن الكونفدرالية في وقت زاد فيه الحديث داخل أوساط الفلسطينيين والأردنيين عن إمكانية تنفيذها و تبادل الزيارات لمسؤولين بين عمان ورام الله، ودعم مشاريع اقتصادية وأمنية مشتركة، حيث أن زيارة المجالي تأتي بعد لقاءه رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله في مكتبه، ولقاء عدد من المسؤولين والأكاديميين، وزيارة وفد برلماني أردني إلى فلسطين.
وتعني الكونفدرالية، "إقامة مجلس تشريعي مشترك وحكومة مشتركة بالمناصفة، وتكون للسلطة العليا ثلاث مهمات، وهي الأمن والاقتصاد والخارجية، على أن تكون باقي السلطات من صلاحيات الحكومة المشتركة".
وقال البروفسور سري نسيبة، وهو أحد السياسيين الفلسطينيين الذين عملوا لوقت مع الزعيم الراحل ياسر عرفات، إنه "لا يرى أي حلول تلوح في الأفق أو أي مفاوضات قد تؤدي إلى أي حل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في هذا الوقت"، مؤكداً على أن الخيار الأردني يبقى هو الحل الوحيد والمخرج الذي يمكن أن يهرب إليه الفلسطينيون.
في ذات السياق، قال السياسي الإسرائيلي أوري سافير، إن التعثر المتزايد في تحقيق حل الدولتين، يدفع ببعض الأطراف في السلطة إلى التفكير مجدداً في طرح مبادرة سياسية من خارج الصندوق لتحقيق الاستقلال، تقوم على إعلان كونفدرالية أردنية - فلسطينية تعتمد على إقامة دولتين مستقلتين، بينهما علاقات قوية.
وأضاف سافير، أن فوائد الخيار الأردني الفلسطيني كثيرة، أولها أن حل الدولتين لن يكون منوطاً فقط بالحكومة الإسرائيلية، كما أن ملك الأردن عبد الله الثاني يحظى بدعم وتقدير من الغرب، وقواته الأمنية لديها مكانة مرموقة هناك، بالإضافة إلى حفظ الأمن على طول حدود نهر الأردن والحدود المشتركة مع إسرائيل، وتقوية العلاقات الاقتصادية والسياحية.
وأشار سافير إلى أن الحكومة الإسرائيلية ستدعم الخيار الأردني مع الفلسطينيين، وقد نقلت موقفها هذا إلى ملك الأردن، مما قد يشجع الولايات المتحدة على الدفع بقوة لطرح مثل هذا الخيار، رغم العقبات الماثلة أمام تحقيقه؛ لأن الأردن كفيل بأخذ دور كبير في المنطقة.
ولم يتوقف الأمر عند سياسيين، بل أظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة النجاح الوطنية الفلسطينية قبل أسبوع، تأييد نسبة كبيرة من العينة المستطلعة إجراء اتحاد كونفدرالي مع الأردن بصفته حلا لاحتلال إسرائيل الضفة الغربية، حيث أيد 42.3 في المائة من أفراد العينة إنشاء الاتحاد الكونفدرالي على أساس دولتين مستقلتين مع صلات مؤسسية قوية بينهما، فيما عارض 39.3 في المائة فكرة الكونفدرالية مع الأردن، بينما لم يبد الباقون رأيهم في الموضوع».
