يرى أن الدراما السورية تصارع لتبقى على قيد الحياة، وأن خروج مسلسل سوري إلىالنور الآن هو عمل بطولي، كما يتكلم عن إحساسه بالسجن ولو كان يعيش في قصر.النجم السوري جمال سليمان يكشف لنا أسباب حماسته لمسلسل «أفراح القبة»،ومصير الجزء الثاني من «حدائق الشيطان» و«أفراح إبليس»، وعلاقته بعابد فهد،وأزمته مع طوني خليفة، وضربه لحورية فرغلي في أحد البرامج، والنجوم الثلاثة الذينيتشوق لمشاهدة أعمالهم. كما يتحدث أيضاً عن علاقته بمواقع التواصل الاجتماعي،ورفضه أسلوب الاستدراج إلى مناطق لا يريد دخولها.
- ما الذي جذبك إلى مسلسل «أفراح القبة» لتعود به إلى الدراما التلفزيونية بعد آخرعمل لك «صديق العمر»؟
النص جذبني في البداية، لأنني أؤمن بأن أفضل طريقة لرفع مستوى الإنتاج الدرامي العربي تكون باللجوء إلى الرواية العربية. وأعتقد أننا نملك كماً وافراً من الروايات العربية التي تصلح لأن تكون مسلسلات. وفي الحقيقة، يساعد ذلك على أن نقدم للمشاهد شيئاً ذا قيمة، و«أفراح القبة» مقتبس عن رواية للأديب الراحل نجيب محفوظ، بالإضافة إلى أن هذا الاقتباس فيه عمق وابتكار وإبداع، والعمل لا يتوقف عند «أفراح القبة» فقط، بل يمتد إلى استلهام بعض الروايات والشخصيات والأفكار الأخرى لنجيب محفوظ.
- هل ارتحت نفسياً في التعاون مع فريق عمل «أفراح القبة»؟
بالطبع، فريق الممثلين أحد العوامل التي ساهمت في انجذابي للمشاركة في المسلسل، فهو عمل جماعي ضمّ عدداً كبيراً من النجوم بأدوار متساوية، وشخصيات كانت بالفعل مثيرة للاهتمام.
- كيف وجدت التعاون الأول مع المخرج محمد ياسين في المسلسل؟
بصدق، التعاون معه ممتع ومتعب في آن واحد، وأنا أحب ذلك النوع من المخرجين. فطالما أنك تبذل جهداً للوصول إلى مستوى فني جيد فليس لديَّ مانع، لأنك يمكن أن تتعب كثيراً وتأتي النتائج بدرجة أقل بكثير من الجهد الذي بذلته.
وفي أحيان أخرى، نجد أعمالاً فنية مثل «صقر قريش» و«صلاح الدين» و«أفراح القبة»، كان الجهد فيها مضنياً، وفي الحقيقة عندما تعرض هذه الأعمال للجماهير وتعيش في ذاكرتهم ووجدانهم، تشعر بأن تعبك لم يكن مجانياً، وهذه ميزة كبيرة، كما أن العمل مع محمد ياسين متعب، لأنه من المخرجين الذين تعني لهم كل جملة وإشارة الكثير، ولا شيء بالنسبة إليه بلا معنى، أي أنه يهتم بأدق التفاصيل، ويدرك جيداً الأفكار التي يريد إيصالها إلى المشاهد في كل لحظة، ورغم ذلك فإن العمل معه ممتع، بحيث تكتشف جوانب جديدة في شخصيتك وفي العمل ككل، وترى نفسك في إطار من الإبداع والابتكار، وأنك في أيدٍ أمينة، ومطلوب منك الكثير حتى تحقق نتيجة كبيرة في النهاية.
- هل تتوقع أن يشكل «أفراح القبة» إضافة كبيرة لك في مشوارك الفني؟
أتمنى أن يشكل إضافة جيدة لي في مسيرتي الفنية، وأشعر بأنه سيكون كذلك، رغم أن من الصعب الحكم عليه الآن، لأن في العمل الفني اعتبارات كثيرة تحكم النتائج، مثل مدى تقبّل المشاهد للعمل، فأحياناً يقبل أعمالاً فنية تكون غير راضٍ عنها، وأحياناً أخرى لا ينجذب إلى أعمال تكون أنت كفنان راضياً عنها، بالإضافة إلى أن كل ذلك لا يتوقف على العمل نفسه فقط، بل يشمل مواعيد العرض ومكانه ودعايته أيضاً، أي أن النجاح أو عدمه أصبح يخضع لمعايير وشروط كثيرة، منها جودة العمل، وباقي العناصر الفنية التي أصبحت تلعب دوراً بارزاً، لكنني متفائل بأنه سيكون من أعمال رمضان المميزة لهذا العام.
- هل ترى أن هذا المسلسل يعوض غيابك العام الماضي؟
بالفعل انقطعت العام الماضي عن تقديم مسلسل في مصر، لأنه كان معروضاً عليَّ مسلسل سوري، وكنت متحمساً كثيراً للمشاركة به، رغم تأجيلنا له أكثر من مرة، فمضمون العمل أعجبني، كما لم أتعاون منذ فترة طويلة مع حاتم علي، وهو بالنسبة إليّ مثل محمد ياسين، فللعمل معه أهمية كبيرة.
- ما هو مصير الجزء الثاني من مسلسلك «حدائق الشيطان»؟
كانت هناك فكرة لتقديم جزء ثانٍ من مسلسل «حدائق الشيطان»، لكن لم توفق الشركة في التوزيع، إذ طرأت ظروف معينة لها علاقة مباشرة بالتوزيع والعروض، وتم تأجيل العمل، كما أن أصحاب الشركة المنتجة لمسلسل «أفراح إبليس» تحدثوا معي بشأن تقديم جزء ثانٍ منه، وذلك ما كُتب في نهاية أحداث جزئه الأول، فالفكرة كانت موجودة لكنها تأجلت لأسباب مختلفة، منها مرض المؤلف صفاء عامر ثم رحيله المفاجئ... كل تلك الأسباب أبعدت الفكرة عن حيز التنفيذ، واتفقنا أخيراً على أن نبدأ تصوير الجزء الثاني من «أفراح إبليس» بعد انتهاء شهر رمضان، وتم بنتيجة ذلك تأجيل «حدائق الشيطان».
- كيف ترى نوعية الأعمال الدرامية مثل «ليالي الحلمية» التي يتم تقديم جزء جديدمنها بعد سنوات طويلة؟
مسلسل مثل «ليالي الحلمية» من كلاسيكيات الدراما التلفزيونية التي ترسخ في ذاكرة المشاهد العربي دائماً، والعمل يمكن تقديم أجزاء منه، لأنه يرصد التغيرات الاجتماعية التي تحدث نتيجة الظروف السياسية في البلاد، ويمكن متابعة ذلك من خلال أجزائه المتسلسلة، وشخصيات العمل غنية والدراما على مستوى عالٍ، فالأستاذ أسامة أنور عكاشة رحمه الله كان كاتباً من الطراز الرفيع، خاصة في بنائه للشخصيات وتناوله للبيئة من كل جوانبها، فقد كان منغمساً في الواقع المصري والعربي، وقادراً على أن يربط الواقع الحياتي والاجتماعي مع الواقع السياسي بطريقة غير مباشرة وغير فجة، وشكّل رحيله خسارة كبيرة، والآن يتم تقديم جزء جديد من مسلسله «ليالي الحلمية»، وأتمنى أن يكون مستواه جيداً من حيث منهجية التفكير وأسلوب العمل الذي اعتمده في الأجزاء السابقة، خصوصاً أنني من الأشخاص الذين يتحمسون للأعمال التي تحمل قيمة.
- كيف ترى ماراثون رمضان لهذا العام بمشاركة فنانين جدد للمرة الأولى ومنهم محمدمنير ولطيفة وغيرهما، بالإضافة إلى النجوم الكبار مثل الزعيم عادل إمام ومحمودعبدالعزيز ويحيى الفخراني؟
أرى ذلك جيداً، فهذه الصناعة تقوم دائماً على النجوم الكبار الذين يملكون صدقية وقيمة لدى الجمهور، كما أنها تحتاج إلى وجوه جديدة، لذا يجب التوازن، وأتمنى التوفيق للجميع وأن نحافظ على مستوى الصناعة ونقدم أعمالاً بمستوى جيد، وفي النهاية المشاهد سيختار، ونسبة المشاهدة لم تعد تقتصر على موسم رمضان فقط، بحيث أعرف الكثير من الأشخاص الذين يستمتعون بالمشاهدة بعد انقضاء رمضان، فموسم رمضان أصبح بمثابة مهرجان درامي، وأحياناً في المهرجانات لا يمكن متابعة جميع الأفلام، لكن نسمع من أصدقائنا أنه كان هناك فيلم سينمائي جيد، وأؤكد أن أي عمل درامي جيد سيراه الجمهور حتى لو لم تتح له فرصة مشاهدته في رمضان.
- لماذا لم تفكر في تقديم مسلسل الـ 60 حلقة مثل بعض الفنانين؟
الدراما متعبة جداً، ونحن نعمل أكثر من 16 ساعة تقريباً في اليوم. أما تجربة الـ 60 والـ 90 حلقة فهي فورمات عالمية، وهناك 120 حلقة في التلفزيون، وهي أحد أشكال الإنتاج الدرامي، والأهم أن يحمل العمل قيمة معينة.
- كمشاهد، ما هي المسلسلات التي ستحرص على متابعتها في رمضان؟
(بابتسامة) «أفراح القبة» بالطبع، بالإضافة إلى أنني سأكون متشوقاً لرؤية مسلسلات النجوم الكبار، عادل إمام ومحمود عبدالعزيز ويحيى الفخراني، وسأهتم أيضاً بمتابعة ما يقدمه النجوم والمخرجون والكتّاب الشباب تحديداً، لأنني أرى أنه أصبح هناك كتاب جيدون في الدراما، ونقطة الضعف في التلفزيون هي الكتابة، ففي السنوات الأخيرة برزت أسماء كثيرة، منهم ياسر عبدالرحمن ومحمد أمين راضي وأيمن سلامة ومريم ناعوم، وأتمنى أن تحافظ هذه الأسماء على مستواها، وأن تقتحم أسماء جديدة مجال الكتابة أيضاً، لأننا نعاني مشكلة في الكتابة، ففي الوطن العربي يُقدم حوالى 100 مسلسل سنوياً، وهم يحتاجون إلى مئة كاتب درامي، أي أننا نحتاج إلى عشرين كاتباً مميزاً منهم، لكن السؤال: هل يوجد لدينا عشرون كاتباً درامياً عربياً مميزاً بالفعل! لا أعتقد ذلك.
- كيف ترى أحوال الإنتاج الدرامي السوري؟
هو مثل أي شيء في سورية يصارع لكي يبقى على قيد الحياة، والحقيقة أن الفنانين السوريين يبذلون جهوداً مضنية حتى يستمروا في ظل الظروف الصعبة، وما يتم تنفيذه يعتبر عملاً بطولياً، وأنظر إليه بتقدير واحترام.
- هناك أعمال سورية هامة ظهرت في السنوات الأخيرة مثل «باب الحارة» الذي يقدممنه جزء جديد في رمضان أيضاً، ما تعليقك؟
إنه عمل مهم، لكنني لا أعتبره تفاحة الدراما السورية، فهناك أعمال أهم، مثل «سنعود بعد قليل» الذي عُرض العام الماضي، وكان عملاً فنياً قيّماً ولافتاً، وثمة أعمال سورية أهم بكثير من «باب الحارة»، مع تقديري للعمل وزملائي والجمهور الذي أَحبه، فهو ناجح، وهناك إقبال كبير عليه بدليل تقديم جزء ثامن منه، لكنه لا يختصر أبداً الدراما السورية.
- هناك نجوم سوريون اقتحموا الدراما المصرية في السنتين الأخيرتين، مثل باسلخياط وقصي خولي وعابد فهد... هل تتابعهم فنياً؟
أرى أنها ظاهرة جيدة، وعابد فهد صديق عزيز وذو طراز رفيع ومن الفنانين المحترمين، وكذلك قصي خولي وباسل خياط، وقد قدمت الدراما السورية فنانين مميزين نفتخر بهم، وأمر طبيعي أن يكونوا هم وغيرهم من النجوم العرب في مصر، فهي هوليوود الشرق، لذا يجب أن نستوعب هذه العبارة جيداً: «هوليوود» لم تغلق نفسها على فنانين معينين في العالم، بل كانت تستقطب أشخاصاً من كل مكان، من تشيكيا وروسيا وأستراليا وجنوب إفريقيا، واستقطبت عمر الشريف من الوطن العربي، وهي منفتحة على أي موهبة وفنان يحبه الجمهور ويريده، وأرى أن هناك تفاعلاً كبيراً من الجمهور المصري مع تجاربي كفنان سوري وغيري من الفنانين السوريين والعرب في مصر.
- واقعة ضربك للفنانة حورية فرغلي في أحد البرامج التلفزيونية منذ فترة أثارت ضجةكبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما ردك؟
(يبتسم)، كنا نريد أن نكشف للمشاهد التقنيات التي نستخدمها في مشاهد الضرب والعنف في الأعمال الفنية، وأحياناً يندهش الناس من هذه المشاهد، وهل تتم في الحقيقة، فكنا في أحد البرامج على شاشة «سي بي سي»، وكان الحديث بيننا لطيفاً للغاية، وبصدق «أعطيتها علقة جامدة» في مسلسل «سيدنا السيد» الذي قدّمته، وأؤكد أنها ذهبت إلى منزلها بعد الحلقة وليس إلى المستشفى، ولم تصب بأي أذى.
- هل يستهويك تقديم شخصية معينة؟
أحب مشاهدة فيلم عن حياة يوسف وهبي، وأرى هذه الأعمال من منظور مختلف، لأن الناس تتخيل دائماً أنه حين تقدم عملاً عن فنان مشهور أو شخصية سياسية مثلاً، فإنك حتماً ستظهره ملاكاً بجناحين، وأنا لا تجذبني هذه النوعية من الأعمال لأمثل فيها أو أشاهدها، وليس معنى ذلك تشويه الشخصيات ذات القيمة وتهميش تاريخها، وقد شاهدت أعمالاً تجسد حياة مشاهير يحبهم الناس، ومع ذلك تذكر عيوبهم ومميزاتهم وقوتهم وضعفهم وصدقهم وكذبهم وفخرهم بأنفسهم وندمهم أحياناً... هذه هي الحياة، كما أعتقد أن أي شخصية مهمة في المجتمع، فناناً كان أو سياسياً، يكون نافذة حقيقية للحديث عن تاريخ بلده، فمثلاً شخصية عبدالحليم حافظ يمكن أن تتحدث عن تاريخ الوطن العربي خلال 40 سنة.
- ما معنى ذلك؟
عبد الحليم لم يكن يمثل مصر فقط، بل الوطن العربي كله، لأنه كان يسافر إلى كل مكان ويغني للجمهور العربي والرؤساء والملوك، وكان يمزح أحياناً مع سائق سيارته، ويتسامر أيضاً مع أحد الرؤساء، كما أثار مرة غيرة مسؤول أو ضابط كبير فكرهه وحاول أن يؤذيه (من دون ذكر أسماء معينة)، أي أن حياته كانت غنية جداً، ويمكن أن تطل من خلالها على حياة مجتمع بأكمله، فهو الصبي الذي جاء من بيئة فقيرة جداً، محرومة ومهمشة، وأصبح من نخبة النخبة ومن أشهر الشخصيات في الوطن العربي، فهذه رحلة غنية جداً، ولا يكفي أن نختصرها في كلمات بسيطة تفيد بأن عبدالحليم كان مطرباً جيداً ولطيفاً ولديه إحساس... فذلك كله نعرفه، لكن الإعلام الفني بشكل خاص يخلق دائماً إشكالية لدى المشاهد، وقد واجهنا تحدياً كبيراً أثناء تقديم مسلسل «صديق العمر»، بحيث كانت هناك أقلام صحافية لا تقبل أن نذكر عيباً معيناً أو خطأً للزعيم الراحل عبدالناصر، وهذا جزء من «لا ديموقراطية» المجتمع العربي.
- هل ما زلت حزيناً لعدم تقبل الجمهور تقديمك شخصية الزعيم الراحل جمال عبدالناصرفي مسلسل «صديق العمر» منذ سنتين؟
أبداً، أريد أن نترك الجمهور في حاله، لأننا حين نتحدث عنه نفتري عليه ونصادر آراء عشرات الملايين من الناس. الأفضل أن نتحدث عن أنفسنا كفنانين وصحافيين ونقاد فقط، وأرى أنه من الأعمال الفنية القيّمة في مشواري الفني، وإن كنت أتمنى أن يتم تنفيذه بطريقة أخرى، ويستغرق وقتاً أطول مما توافر له وتكون له ميزانية مختلفة، لأنه كان عملاً يستحق أن يأخذ اهتماماً كبيراً، لكنني سعدت بالمنهجية التي قُدم بها، لأنه لم يهدف إلى تقديم قصائد مجانية للأشخاص، بل كان يرصد فترة زمنية هامة في التاريخين المصري والعربي، ولم يقل كل الحقيقة، فهذه الفترة كانت لها وجهات نظر مختلفة، ولا يحق لي التأكيد أن ما قدمناه فيه هو الحقيقة فقط، وما عداها كذب وافتراء، فهناك شخصيات في التاريخ والأحداث لا نملك الحقيقة الكاملة عنها، ويمكن تقديمها بتقييمات مختلفة.
- قمت في الفترة الماضية بزيارة هامة إلى جمعية الأطباء السوريين في أميركا«SAMS»... ما إحساسك بهذه الزيارة؟
هي جمعية كبيرة للغاية، وتمثل بالفعل جميع الأطباء السوريين في مختلف الولايات الأميركية، وتجمع عدداً ضخماً من الأطباء المميزين في أميركا، وبعضهم من أهم الأطباء هناك وأكثرهم نجاحاً، كما أنهم أسسوا هذه الجمعية منذ سنوات، وقد زرتهم منذ عشر سنوات تقريباً، وهذه زيارتي الثانية، وهم يعيشون في أميركا وناجحون ويقومون بجمع التبرعات، ولم ينسوا وطنهم سورية يوماً، فمنذ أكثر من عشر سنوات وهم يجمعون التبرعات ويرسلونها إلى سورية، ويخصصونها مرة للأطفال الذين يفقدون السمع، ومرة أخرى لخدمات تخص أمراض السرطان، ومرة ثالثة لأمراض القلب، وهم أشخاص محترمون ومخلصون، وقاموا بدعوتي هذه السنة لجمع التبرعات للسوريين الموجودين في المخيمات، وقمنا بجمع ما يقرب من مليونين ونصف المليون دولار في عشاء خيري، وتذهب هذه التبرعات مباشرة إلى الخدمات الطبية. كانت زيارة ناجحة جداً وفرصة جميلة بالنسبة إلي لألتقي السوريين الذين يعيشون في أميركا منذ 40 سنة تقريباً.
- كيف ترى الأوضاع في سورية؟
أراها مزرية للغاية والمنطقة كلها على مفترق طرق، والخيارات أصبحت صعبة، هذا بالإضافة الى الاضطرابات الاجتماعية والأزمة الاقتصادية نتيجة انخفاض أسعار النفط. نحتاج إلى حوار مجتمعي واسع وغير إقصائي، وإلى أن يدرك المواطن العربي الوضع واحتمالات المستقبل، ويشارك في صنع الحلول، فتلك هي المشكلة التي يواجهها الوطن العربي.
- كيف تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي في حياتك كفنان؟
أستخدمها بشكل محدود للغاية، ويمكن أن يكون ذلك غير جيد بالنسبة إلي كفنان، لأن هذه المواقع أصبحت اليوم مهمة جداً، لكن ثمة نقطتان تجعلانني أستخدمها بحدود ضيقة، فهي تحتاج إلى وقت وصبر وذلك غير متوافر لدي، بالإضافة إلى أنها لا تعوض عن العمل الجيد، فلو خُيّرت بين أن أتواصل مع مئات الآلاف من الناس من خلالها، أو أقدم أعمالاً فنية جيدة، فسأختار أن أقدم أعمالاً مميزة ويكون تواصلي محدوداً، لأنني كفنان أتواصل مع مجتمعي من خلال فني وما أقدمه للجمهور، وليس من خلال «تويتة» أو«بوست»، لكن هذا لا يمنع إن كانت لديَّ فكرة أو رأي معين من أن أعبّر عنه عبر صفحتي الشخصية، وإنما ليس بالنشاط الذي يستخدمه فنان آخر، كما لا أملك حساباً على «تويتر» مثلاً، ونشاطي على «فايسبوك» مقبول، لكن مقارنة بفنانين آخرين، أعتبر نفسي كسولاً للغاية.
- هناك فنانون يقومون بنشر صورهم أثناء كل نشاطاتهم اليومية، هل تعارض هذهالأفعال؟
لا أُعارض ذلك ولا أؤيده، فهذه خيارات شخصية، وهناك أشخاص يسعدون بذلك ويرونه جميلاً، ولديهم «فانز» يحبون رؤية ذلك من فنانيهم المفضلين، وأنا لست ضده أو لديَّ تحفظ عليه، فمثلاً لو اشترت فنانة مشهورة حقيبة جديدة ونشرت صورها معها عبر «إنستغرام»، وأُعجب الناس بذلك، ليس لديَّ مشكلة أبداً، لكنني لا أستطيع فعل ذلك.
- ما حقيقة الأزمة التي نشبت بينك وبين الإعلامي طوني خليفة؟
لم تحدث أزمة بيني وبين طوني خليفة، هو طلب استضافتي في أحد برامجه التلفزيونية في الفترة الماضية، وبالفعل لبّيت دعوته، لكنني وجدته يريد توجيه الحلقة كما يريد هو، وأنا لا أسمح بأن يمرر الأشخاص ما يريدون وأبقى مكتوفاً، وكل ما حدث وقتها أنني رفضت إكمال الحلقة، لأن هذا النوع من الأسلوب الصحافي لا يناسبني.
- ما سبب انزعاجك الشديد منه؟
هو قال لي: «بعد اعتقالك في مطار القاهرة»... فقاطعته قائلاً له: «لم يحدث اعتقال»، لكنه أصر وقال: «معلش سنتحدث في هذا الموضوع بعدين»، ثم قال «خليني أسألك دلوقتي بعد خروجك من المعتقل عملت إيه»، وأرى أن العيب ليس عليه، وإنما على الضيف الذي يسمح له بذلك، لذلك لم أسمح له بمخاطبتي بهذه الطريقة، كما أرفض أن أظهر مع أي مقدم برامج يعتبر نفسه قاضي تحقيق، ويقوم بإطلاق الأحكام ويخضعك لمحاكمة، فهذه الطريقة لا تناسبني ولا أستسيغها، سواء مع طوني خليفة أو غيره، فمن أعطاهم هذه الصلاحية والقدرة على أن يفعلوا ذلك مع ضيوفهم! كما لا أقصد أن يستضيفني أحد ليمجّدني ويلمّع صورتي، بل أحب البرامج التي تقوم على الجدال والنقاش وإن احتدم الأمر.
- هل تطمح إلى منصب سياسي معين من خلال آرائك التي تدلي بها في العديد منالمواقف؟
المشكلة أننا نتعامل مع الفنانين بمنطق أن لا حقوق لهم، ويكفي أننا نحبك كفنان، وليس من حقك أن تضحك أو تحزن أو تعبّر عن رأيك، وأعتقد أن المواطن العربي لا يحترم الفنان الذي يكتفي بالصمت تجاه قضايا وطنه، والفنان في الأساس مواطن، بمعنى أنه لو وقع زلزال في بلد معين، أو أزمة اقتصادية، هل سيتأثر كل الناس ما عدا الفنان؟ بالطبع لا، هل كل الناس سوريون ما عدا الفنان؟ فالهدف من هذا الكلام إخراج الفنانين من دائرة إبداء الرأي، فهم لهم حقوق وعليهم واجبات، ومن حقهم التعبير عن رأيهم، ولو عبرت عن رأيك فليس معنى ذلك أنك تطمح للوصول إلى أي منصب سياسي، ولو أحب الفنان العمل في السياسة فلا عيب في ذلك، ولو لم يحب فلا مشكلة أبداً، وأعرف فنانين سوريين عبّروا عن رأيهم من دون أن تكون لديهم رغبة في أن يتقلدوا أي منصب، حتى لو كان مدير مسرح، فسورية تحترق الآن، وما زلنا نقول «نحن فنانون لن نعبر عن رأينا ونزعج الناس»، أعتقد أنني سأكون في نظرهم شخصية ضعيفة وانتهازية، والتاريخ سيلعننا لو لم نقل رأينا.
- أشعر في حديثك بمرارة، ما السبب؟
لأن من حقي أن أقول رأيي، وذلك حق الناس الذين أحبوني والتقطوا صوراً لأولادهم معي، ولو استطعت أن أفعل شيئاً فسأفعله، ولن أكتفي بإبداء رأيي فقط.
- ما هي أمنيتك على المستوى الشخصي؟
هناك أمنية واحدة، أن نعود إلى بلادنا وتعود إلينا، ونرى سورية دولة بلا حرب، حرة وديموقراطية،والناس يعيشون فيها متساوين ومطمئنين، ولا يسيطر عليها الاستبداد والتطرف والإرهاب، أتمنى أنأراها حرة من التنظيم الإرهابي والمقاتلين الأجانب، الذين يأتون من كل مكان.
أحلم ألا أرى على أرضها مقاتلاً أجنبياً واحداً هذه هي أمنياتنا في الوقت الراهن. والأمنياتالشخصية تفقد قيمتها في غياب وطن لا نعيش فيه، حتى الحياة الجيدة والنجاح وكل هذه المعانيتفقد قيمتها. كنت أشعر بحرقة أصدقاء فلسطينيين بفقدان الوطن في سن العاشرة، لكنني لمأدرك صعوبة هذه الحرقة إلا حين جربتها. أؤكد أنه يمكنني أن أغيب عن بلدي عشر سنوات، وأعلمجيداً أنني سأعود إليه، لكن حين أعيش في قصر لسنة، وأعلم أنني لن أستطيع العودة الى بلدي،عندها أشعر وكأنني في سجن... أتمنى أن تعود سورية وطناً سالماً آمناً.