استقالـة يعلـون .. بدايـة النهـايـة لحكـم نتنياهـو؟

20162205212936
حجم الخط

يستطيع بنيامين نتنياهو أن يبدأ العد التنازلي لنهايته، بوغي أسقط بيبي. اللحظة التي أخذ فيها وزير الدفاع الميكروفون وأعلن عن استقالته كانت لحظة يعلونية بامتياز. مباشر وواضح مثل المسطرة، بدون كاريزما، باستثناء كاريزما التصميم. هذه هي اللحظة التي من المفترض أن تشير الى انتهاء حقبة نتنياهو، الساعة تتكتك، الوقت الزمني الدقيق غير معروف. ممنوع ان يطول كثيرا. لن تكون هناك فرصة افضل. وقد لا تكون هناك فرصة اخرى أصلا. يتصرف رئيس الحكومة كدكتاتور فقد الصلة مع المنطق والواقع؛ ومن داخل الحصن المنيع يصدر الاوامر الكارثية، محاطا بالمشوشين الذين يفصلون بينه وبين العالم الحقيقي في الخارج. ان عمله كمسؤول عن امن الدولة افقده الحواس، وانتقل للاحابيل العائلية، يشعر بالملاحقة والهلع ويركز فقط على بقائه الشخصي. لقد اقترح وزارة الدفاع لشخص قال عنه إنه كذاب وغشاش. وقبل شهر فقط قال انه لا يصلح ليكون مراسلا عسكريا، هذه علامات الموت، ويجب التأكد فقط من أنه ليس موتنا جميعا. المسألة طبعا ليست مسألة يسار ويمين. يعلون ليس شخصا من اليسار، ولن يكون كذلك ابدا. مواقفه عسكرية، على الاكثر هو يمثل بقايا تاريخية لـ»احدوت هعفوداه»، بدون الابداعية السياسية ليغآل ألون. ولا حاجة ايضا الى المبالغة في مديح استقالته، بغض النظر كم كانت مدوية. فقد يعلون الثقة برئيس الحكومة، واصبح يخاف على مستقبل الدولة فقط عندما تم الحديث عن نقله من وظيفته. وايضا مخاوفه حول انتهاء «الليكود» التاريخي تبدو فجائية، قبل عدة اسابيع خرج بالطبول والجوقات مع ميري ريغيف. عربيته المشهورة كبحت في معظمها بالخط الاخضر، انه اعمى عندما يتعلق الأمر باضرار مشروع الاحتلال والمستوطنات، او على الاقل تجاه عمقها. ان مغادرته قد تشكل نوعا من انكسار التساوي والتعادل. اختار يعلون طرفا ومن المفترض ان يشكل هذا تحولا نوعيا مهما. يمكن اسقاط نتنياهو وسلطة حفلة الشاي فقط من خلال اتحاد اليمين الرسمي. وهذا أمر يبعث على الانكسار، ولا يمكن هضمه احيانا. ولكن هذا هو بالضبط ثمن سلطة نتنياهو. سنوات من التخويف، والتحريض، والافساد، والجمود السياسي وكل هذا فعل فعله. مطلوب الآن معارضة طبيعية من اجل الاصلاح والتعافي. لا يوجد لمعسكر الوسط - اليسار مستقبل تحت قيادة قادة فاشلين ومفرغين مثل يائير لابيد واسحق هرتسوغ، لابيد عضو في حكومة نتنياهو – بينيت السابقة وهرتسوغ استجدى ليكون في الحكومة الحالية. وبدون التوجه الى العرب، هكذا لا يمكن بناء بديل. انها ليست معارضة حقيقية. لدى يعلون على الاقل استقامة، للسلب والايجاب. حين خرجت من مكتبه في الكريا بعد احد الحوارات معه في السنوات الاخيرة، رغبت بيني وبين نفسي ان اضرب رأسي بالحائط، لكنني امتنعت عن ذلك خوفا من التسبب باتلاف الممتلكات العسكرية. لكن يعلون ايضا يتميز بالقيادية والمسؤولية. طوال حقبته منع بجسده واحيانا كان وحده، حدوث خطوات عسكرية مغامرة من شأنها اغراق اسرائيل بالدم والوحل. كان شريكا بافشال موضوع ضرب ايران. وعارض اقتراحات اعادة احتلال قطاع غزة. منذ اطلاق النار في الخليل قام بدعم القيم الاخلاقية والتربوية لهيئة الاركان ومن يخضع لها بالمستويات العسكرية الاخرى. سوف يفي بوعده ويعود من اجل المنافسة امام نتنياهو وطريقه اللاصهيونية، انها منافسة واضحة: مسؤولية امام اهمال، عقلاني امام الجنون، دمقراطية امام الفاشية. لا اكثر ولا أقل.