إبقاء الجيش الإسرائيلي بعيداً عن الأقطاب السياسية

6_1382622517_9651
حجم الخط

تعيين ليبرمان وزيراً للدفاع، وهو ما من شأنه تقوية حكومة يمينية فعلا، لا يستحق التأييد اليميني الاوتوماتيكي. احيانا يجب اسماع الصوت العقلاني في اليمين، وللاسف الشديد فانه باستثناء بيني بيغن فقد صمت الجميع. يشبه الامر انتخاب عمير بيرتس لرئاسة حزب العمل في حينه، حيث ترافق الحدث مع التفكير الخاطئ بأن على الشرقيين التصويت له ولحزب العمل. فقط لأن الحزب وضع على رأسه قائدا شرقيا. وكأن الشرقية هي شرط كافٍ. اليوم ايضا من الافضل الا يحتفل اليمين بتعيين ليبرمان فقط لأنه «يميني». نحن لسنا قطيعاً ضالاً، لنا ايضا توجد مجموعة من القيم والمبادئ ونريد رؤية ممثل رفيع في الحكومة. ليس من المفترض أن يكون وزير الدفاع قادما من الجهاز العسكري. لكن من الضروري أن تكون لديه خلفية أمنية. موشيه آرنس مثلا جاء وهو يحمل تجربة غنية من لجنة الخارجية والامن، وعمير بيرتس رغم اخفاقات حرب لبنان، اسمه موقع على «القبعة الحديدية». ليبرمان بمواقفه العسكرية يعتقد أنه يعرف أكثر من الجيش كيفية ادارة الحرب. صحيح أن ليبرمان يصور على أنه من اليمين، ولكن نحن لا نقتنع بذلك، فهو الذي كانت ستسقط حكومة اولمرت بسببه بعد حرب لبنان الثانية. ولم يعترض على تقسيم القدس. وهو ليبرمان ذاته الذي عانقه اليسار قبل الانتخابات الاخيرة لأنه رفض تأييد نتنياهو، وكان يبدو للحظة انه سينضم الى الائتلاف برئاسة هرتسوغ. اضافة الى ذلك حتى وان كان ليبرمان يمينيا خالصا ويمثل ايديولوجيا واضحة، فان وظيفة وزير الدفاع تتطلب أكثر من ذلك، بل عكس ذلك – مطلوب الكثير من الرسمية واللاتسييس من اليمين او اليسار. مر الجيش الاسرائيلي بتغيرات كبيرة في العقود الاخيرة، ومكانته في المجتمع الاسرائيلي ليست مضمونة كما كان الاعتقاد في العقود الاولى لقيام الدولة، خاصة بعد أزمة حرب لبنان الاولى. لقد تصدعت السيطرة العليا من اليمين واليسار سواء من قبل من صرخ ضد العسكرة أو من قبل من كانوا على النقيض. في جميع الاحوال فان الهوية الرسمية القومية للجيش التي تشدها المواقف السياسية المختلفة قد ضعفت. وبعد الحرب يبدو أن لبنة اخرى سقطت من الجدار القوي. بالاضافة الى الانتقادات الشرعية تجاه المستوى السياسي تزداد محاولات تسييس الجيش. لذلك فان من يهمه الجيش لا يجب أن يحوله الى أكثر يمينية. لأن هذا سيكون عدم انتصار. الساحة الخاصة ستتحول الى الساحة السياسية للآخر غداً، وفوق كل شيء فان ثقة غالبية الشعب، الغالبية الصهيونية الرسمية، بالجهاز الامني ستضعف. وفي نهاية المطاف سيقدم اليمين الخدمة الاضافية للعناصر اليسارية المتطرفة التي تسعى لالحاق الضرر بشرعية الجيش الاسرائيلي في اسرائيل والعالم.