كشف محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين هبة مصالحة، عن شهادات جديدة أدلى بها الأطفال الأسرى تعرضوا خلالها للضرب والتعذيب والتنكيل والمعاملة المهينة منذ لحظة اعتقالهم وخلال استجوابهم.
وجاءت شهادات الأطفال خلال زيارة مصالحة لهم في قسم الاشبال رقم 4 في سجن مجدو، الذي يضم 100 طفل، وذكرت مصالحة أن الطفل مجد سعيدة (16 عاما) قد نقل الى مستشفى العفولة ومن ثم الى مستشفى الرملة بسبب انفجار الزائدة في بطنه، ما أدى إلى إصابته بالتهابات حادة وارتفاع في درجات الحرارة.
وفيما يلي شهادات الأطفال الذين التقتهم المحامية مصالحة:
الأسير يزيد قادوس حشروه في كرفان مملوء بالمياه
أفاد الأسير يزيد عايش جبر قادوس (15 عاما)، من بورين في محافظة نابلس، المعتقل يوم 17/3/2016 بأنه اعتقل حوالي الساعة الثالثة فجرا، وقام عدد من عناصر مخابرات وجيش الاحتلال بتطويق البيت، وقسم منهم كسروا المدخل الرئيسي واقتحموا البيت. دخل على غرفته بعضهم وصاح به أحدهم ليستيقظ، أفاق من نومه مذعورا متفاجئا من عدد الجنود المقنعين المنتشرين في غرفته وبيته، يرفعون البنادق في وجهه، أمسكه أحد الجنود من بلوزته وجره ليقف، سأله ضابط المنطقة عن اسمه وبعض الأسئلة الشخصية، أخذوا هاتفه النقال، ثم بدّل ملابسه وأخرجوه من البيت.
خارج البيت قيدوا يديه الى الأمام وعصبوا عينيه، وأمسك به أحد الجنود من رقبته واضعا رأسه بالأرض، وتوجهوا مشيا على الأقدام الى بيته القريب، دخل عدد هائل من الجنود الى البيت فتشوه تفتيشا دقيقا وقلبوه رأسا على عقب، عاثوا بالأغراض وأثاث البيت فسادا وأتلفوا قسما كبيرا منها، حتى أنهم رموا أغلب الاثاث خارج البيت. في تلك الفترة أجبروا يزيد بأن يركع على ركبتيه على الحجارة ورأسه بالأرض.
بعد أن انتهوا من تخريب البيت، أمسكوه وادخلوه للسيارة العسكرية، وطول لطريق قام الجنود بمضايقته، صوروه وهم يضحكون ويسخرون منه، سبوه وشتموه بأسوأ الألفاظ، أنزلوه في معسكر جيش، فتشوه وأجروا له فحصا طبيا سريعا، وبقي هناك داخل "كرفان" أرضيته غارقة بالماء حتى ساعات العصر، وكلما تحرك يقوم الجنود بضربه بأقدامهم، ومن هناك نقل الى معسكر جيش آخر وبقي فيه حتى صباح اليوم التالي.
في اليوم الثاني صباحا، نقل الى المحكمة في معسكر سالم، لتمديد توقيفه، ومن هناك الى مركز التحقيق في بيتح تكفا، وبقي لمدة 12 يوما، أمضى العشرة الأولى منها في زنزانة انفراديه ونقل يوميا الى التحقيق الذي استمر لساعات طويلة.
من بيتح تكفا نقل الى سجن "هشارون" ليبقى هناك يومين، ثم نقل الى سجن مجدو في قسم الأشبال.
محمد تركمان: إصابة في الفخذ
أفاد الأسير محمد نصيف تركمان (17 عاما) من سكان جنين، والمعتقل منذ 11/4/2016 بأنه اعتقل من بيته حوالي الساعة الثالثة فجرا، حيث قام عدد من رجال المخابرات والجيش بتطويق البيت، وقسم منهم كسروا المدخل الرئيسي واقتحموا البيت. كان نائما في الصالون، أفاق على صوتهم ووجدهم منتشرين في الصالون وفوق رأسه، يحملون أسلحتهم ويوجهونها عليه.
خارج البيت قيدوا يديه الى الأمام وعصبوا عينيه وأمسك به أحد الجنود وأدخله للجيب العسكري، وقام أحد الجنود في الطريق بضربه على كتفه.
أنزلوه على حاجز الجلمة، فتشوه وأجروا له فحصا طبيا، أدخلوه لكرفان بقي فيه حتى ساعات العصر من اليوم التالي. داخل الكرفان يوجد مكيف هوائي، أحيانا يضعه الجنود على البارد جدا وأحيانا على درجات حراره مرتفعة بهدف مضايقته وتعذيبه.
في ساعات العصر نقل الى مركز التحقيق في الجلمة، ادخلوه لزنزانة انفرادية وبقى فيها 10 أيام، خضع يوميا للتحقيق وهو مقيد اليدين الى الخلف بالكرسي، وكان يستمر التحقيق ساعات طويلة، وكان المحقق يضرب الكرسي التي يجلس عليها محمد بقوه فتهتز وتهتز ساق محمد بقوة، مسببا له آلاما شديدة.
داخل الزنزانة كان الشرطي يأخذ منه العكازات، فكان يضطر أن يقفز أو يدعس على قدمه المصابة ليستطيع دخول الحمام.
من سجن الجلمة نقل الى سجن مجدو، عند دخوله للسجن تم تفتيشه تفتيشا عاريا، ثم ادخلوه لقسم الأشبال .
وضعه الصحي: يعاني من إصابة في الفخذ اليسرى، فقبل حوالي الشهرين من اعتقاله خلال تواجده قريبا من مواجهات قباطية، أصيب بعيار ناري أطلقه أحد جنود الاحتلال، وقع أرضا ووصل الاسعاف الفلسطيني وتم نقله الى المستشفى الحكومي في جنين. تبين أن عظم الفخذ الأيسر تهشم، لذلك كان بحاجه لإجراء عملية لوضع بلاتين خارجي مكان العظم. بقي في المستشفى 22 يوما، ومن هناك نقل الى مستشفى رفيديا في نابلس، حيث أجريت له عملية أخرى، اخرجوا البلاتين الخارجي ووضعوا مكانه بلاتين داخلي، وبقي هناك 5 أيام، ورجع بعدها الى المستشفى الحكومي في جنين ليبقى فيه لمدة 15 يوما تقريبا، والبلاتين سيبقى في قدمه لمدة 3 سنوات.
طلب منه الطبيب المعالج بلا يدعس مباشرة على قدمه اليسرى لمدة سنة، لأنه سيؤثر سلبا على ساقه، لذلك حاليا يستعين بعكازين ليستطيع المشي والتنقل، كذلك عليه اجراء تمارين فيزوترابيا لشفاء ساقه وعودتها لطبيعتها.
يقول إنه حاليا في السجن يشعر بألم قوي مكان البلاتين، وهناك ورم مكان العملية، ذهب لعيادة السجن وفحصها الطبيب وأخبره بأنه احتمال كبير أن العملية غير ناجحة وهذا سبب الورم، وطلب منه إحضار الأوراق الطبية التي تخص حالته ليقوموا بتحويله الى مستشفى الرملة.
آدم أبو شمالة: ضرب حتى أغمي عليه
أفاد الاسير آدم خالد أبو شمالة (16 عاما) من سكان القدس، المعتقل يوم 10/2/2016، بأنه اعتقل من البيت حوالي الساعة الرابعة فجرا، حيث قام عدد من رجال المخابرات باقتحام البيت، ودخل عليه غرفته وهو نائم ضابط منطقة العيسوية وركله بقدمه ليستيقظ، أفاق من نومه وهو مصدوم من منظر الضابط وأفراد المخابرات الآخرين وهم يقفون فوق رأسه. صاح به الضابط ليقوم ويبدل ملابسه لأنه سيرافقهم لمركز التوقيف فهناك أمر باعتقاله، وفعلا بدل ملابسه، قيدوا يديه الى الأمام وأخرجوه من البيت وأدخلوه للسيارة العسكرية. أنزلوه في غرف تحقيق المسكوبية، وهناك فتشوه ثم أدخلوه مباشرة الى التحقيق الذي حوالي 3 ساعات، وبعد انتهاء التحقيق أخذوا منه عينة D.N.A ثم قيدوا يديه وقدميه وأخرجوه مشيا على الأقدام الى محكمة الصلح المجاورة لتمديد توقيفه.
بعد انتهاء المحكمة نقل الى سجن المسكوبية ليبقى هناك 14 يوما. ونقل من سجن المسكوبية الى سجن مجدو لقسم الأشبال.
يقول أبو شماله إن معاملة السجانين للأسرى في سجن المسكوبية سيئة جدا جدا، يقومون بإهانتهم والصراخ عليهم بالسب والشتم بأسوأ الألفاظ دون سبب يذكر، يدخلون غرف الأسرى ويطلبون منهم الوقوف في الزاوية ورؤوسهم بالحائط، ثم يسخرون منهم ويضحكون عليهم.
في إحدى المرات بعد أن دخل السجانون للغرفة وأنهوا عملية عد الأسرى، قام أحد السجانين بإخراج آدم من الغرفة وأدخله الى الحمام المجاور، دفعه بقوه فتزحلق على الأرض وسقط على رأسه، ثم أخذ يضربه بشكل تعسفي ويركله بقدميه وهو ملقى على الأرض. شعر ب دوران ووجع قوي، وعندما رجع للغرفة وهو جالس على شعر بدوخة قوية وأغمي عليه وأفاق وهو في عيادة المسكوبية.
يقول إن هذه التصرفات من قبل السجانين تتكرر يوميا ومع أغلب الاسرى، وكثيرا ما يخرجون الأسرى من غرفهم ويدخلونهم الى الحمام ويضربوهم هناك، لأن الحمام لا توجد فيه كاميرات ترصد تصرفاتهم العدوانية.
أكرم أبو سرحان: الضرب الشديد والدوس عليه وإصابته بجروح
أفاد الاسير اكرم توفيق أبو سرحان (17 عاما) من القدس بأنه اعتقل يوم 3/1/2016 من البيت في ساعات المغرب، فجأة قام عدد من رجال المخابرات باقتحام البيت، سأل الضابط عنه وبعدما تحقق من هويته اعتقلوه، وأخبره الضابط بأنه سيرافقهم لمركز التوقيف في المسكوبية، وهناك أمر باعتقاله، وفعلا قيدوا يديه الى الأمام وعصبوا عينيه ثم اخرجوه من البيت وادخلوه للسيارة العسكرية. أجلسوه بين اثنين منهم ورأسه بين رجليه بالأرض، وفي الطريق قاموا بضربه على وجهه وبطنه. انزلوه في غرف تحقيق المسكوبية، وهناك فتشوه ثم ادخلوه مباشرة الى التحقيق الذي استمر حوالي 3 ساعات وكان مقيد اليدين والقدمين، وكانت هناك سلسلة تربط قيود اليدين بقيود القدمين والتي كانت تعيق حركته وتؤلمه جدا. خلال التحقيق تعرض للضرب من قبل المحقق كل الوقت، كان يضربه على وجهه ورأسه وبطنه، وقع أكثر من مرة عن الكرسي بسبب قوة الضرب الذي تعرض له، كذلك لأنه عندما يضرب من قبل المحقق لا يستطيع أن يحافظ على توازنه بسبب القيود، لذلك كان يقع كثيرا ويرتطم جسمه بالأرض.
بعد انتهاء التحقيق نقل الى سجن المسكوبية، بقي هناك حوالي ساعتين ثم نقل مباشرة الى سجن هشارون. ومن هناك نقل 3 مرات الى غرف 4 في المسكوبية لإكمال التحقيق معه.
في التحقيق الثاني له كان في الغرفة محققان، هجما عليه خلال التحقيق وأوسعاه ضربا، أحدهم ضرب رأسه بالحائط بقوة والآخر أوقعه على الارض بعدما وجه له ركله قوية. وهو ملقى على الارض، انهالا عليه بالضرب بشكل تعسفي بأيديهم وارجلهم، دعسا على جسمه بأقدامهم واحذيتهم، وكلما وقع على الأرض أمسكه أحدهم ودفعه بقوه على الكرسي.
في التحقيق الثالث، حقق معه محقق يدعى علاء، سبه وشتمه وصاح به ليعترف ثم أمسك رأسه وضربه بقوة في حائط الجبصين عدة ضربات. شعر أكرم بوجع قوي ودوخة وسالت الدماء من أنفه بغزارة. بعد انتهاء التحقيق أخرجه المحقق من الغرفة وأوقفه في الممر وهو مقيد اليدين والقدمين، وكل شرطي أو محقق مر من جانبه أعطاه نصيبه من الضرب والشتم.
بقي حوالي الشهرين في سجن هشارون ثم نقل الى سجن مجدو على إثر اغلاق القسم هناك، وهو موجود حاليا في قسم 4 للأشبال.
حذيفة طه: إصابة بالرصاص وعدم تلقي العلاج
أفاد الأسير حذيفة إسحق طه (17 عاما) من سكان القدس، المعتقل يوم 4/1/2016 بأنه اعتقل من محطة القطار القريب من باب العامود في ساعات العصر. كانت مواجهات في المنطقة بين مجموعه من الشباب ورجال الشرطة الإسرائيلية، كان متوجها لبيته خاف من المواجهات ركض بسرعه ثم فجأة أصيب بأربع رصاصات، واحدة في ساقه اليسرى واثنتين في ساقه اليمنى، وواحدة في يده اليمنى. سقط على الأرض مباشره وفقد وعيه، أفاق من غيبوبته وهو في مستشفى "شعاري تسيدك" في القدس، وجد نفسه نائما على سرير المستشفى ومقيد بالسرير من يده اليسرى وقدمه اليسر المصابة كذلك، وكان بجواره 3 رجال شرطة.
وفهم بأن الرصاص الحي دخل ساقيه ويده وخرج تاركا مكانه جروحا عميقه في العضلات، لكنه لم يصب العظم، لذلك في المستشفى عقموا له مكان الجروح ولفوها فقط، وثاني يوم صباحا أخرجوه من المستشفى الى سجن المسكوبية.
عندما وصل لسجن المسكوبية فتشوه ثم ادخلوه مباشرة الى غرفة التحقيق، حقق معه خلال ساعتين وكان المحقق يصرخ عليه يسبه ويشتمه ويمسكه كل الوقت من يده المصابة ويشد عليها بقوة صارخا به بأن يعترف.
بعد انتهاء التحقيق، نقل الى المحكمة لتمديد توقيفه وبعد انتهاء المحكمة نقل مباشرة الى سجن هشارون وهو ما زال يرتدي زي المستشفى. عندما وصل سجن هشارون كانت ساقه تنزف دما.
عندما دخل للقسم ورآه ممثل الأسرى أخذه الى عيادة السجن وهناك لفوا له الجروح واعطوه لفافات ومطهرا للجروح وطلبوا منه أن يقوم هو أو اسير آخر بتبديل اللفافات عن الجروح يوميا (أي أن هذا الاسير رغم اصابته بثلاث رصاصات، الا انه لم يعالج في المستشفى الا لعدة ساعات فقط، وبعدها نقل الى السجن ليقوم هو وزملاؤه بمعالجة جروحه).
وضعه اليوم مستقر، لكنه ما زال يعاني من أوجاع في ساقيه ويأخذ المسكنات. من سجن هشارون نقل الى سجن مجدو على إثر اغلاق القسم هناك.