نهاية الأسبوع الماضي، نشرت «نيويورك تايمز» مقالاً أوردت فيه تفاصيل معاملة دونالد ترامب الكارهة للعديد من النساء. وكان النقد الذي تعرض له المرشح فورياً.
ولكن المدافعين عن ترامب حصلوا أيضاً على دَفعة معنوية يوم الاثنين الماضي، من قبل «روان بريوار لين» التي اشتملت الفقرات الأولى من مقال «نيويورك تايمز» على قصة لقائها مع ترامب في حفل أقامه حول حمام السباحة في منتجعه «بالم بيتش» بفلوريدا. وكانت هذه المرأة قد أخبرت «نيويورك تايمز» بأن ترامب قد طلب منها أن تغير ملابسها وترتدي «مايوه بكيني»، ثم راح يستعرضها أمام الضيوف الآخرين، ولكنها في مقابلة أجرتها مع البرنامج التلفزيوني «Fox and Friends»، اعترضت على توصيف الصحافيين لما قام به بأنه «كان مهيناً».
وقالت برايوار لين في برنامج شبكة «فوكس»: «هو لم يجعلني أبداً أشعر بأنني قد أُهنت على أي نحو، ولم يسئ لي بأي شكل من الأشكال»! ولم تكتف تلك المرأة بذلك، بل ذهبت إلى حد وصف ترامب بأنه «جنتلمان».
ومن هنا فإن هذا الموضوع قد أغلق من وجهة نظر معسكر ترامب، وهو ما يتضح مما قاله كبير مستشاريه «باري بينيت» لصحيفة «بوليتيكو» السياسية اليومية: «من الواضح أنها لم تشعر بأنها قد أهينت، ولكنهم أرادوا إقحام رأيهم بشأن الكيفية التي كانت تشعر بها، وهو ما أراه ضرباً من الجنون».
ولكن الأمر ليس على هذا النحو، في الحقيقة. صحيح أن شعور الضحايا أنفسهم شيء مهم، ولكن رأي «برياور لين» حول المسألة ليس هو الشيء الوحيد، الذي يمكننا الاعتماد عليه، في قياس التأثيرات السلبية لمثل هذه الأشياء.
فالتحرش الجنسي ليس مجرد شعور غير مريح، غير قابل للوصف، تشعر به النساء كلما تعرضن للمضايقة من قبل رجل، وإنما هو تهمة محددة، ومعرّفة، من قبل «مفوضية فرص العمل المتساوية»، وهي تهمة تطورت وتكرست منذ قانون الحقوق المدنية الصادر في العام 1964، وبموجبه أصبح التمييز ضد شخص ما بسبب جنسه، فعلاً غير قانوني.
ويعرف موقع «مفوضية فرص العمل المتساوية» على الإنترنت التحرش بشكل أكثر تفصيلاً فيقول: «التحرش ليس مجرد تعليق عفوي يصدر هنا أو هناك، كما أنه لا يعني اعتداءً ما، أو طلباً لخدمات جنسية»! ويواصل الموقع: «فالتحرش يمكن أن يتضمن ملاحظات مسيئة عن جنس الشخص... فعلى سبيل المثال من المجرّم قانوناً مضايقة المرأة من خلال الإدلاء بتعليقات مسيئة لجنس النساء عموماً... وأي شخص يتأثر بهذه التعليقات - وليس بالضرورة المستهدف بعينه فقط - يصبح ضحية بشكل تلقائي»، (ويعني هذا التعريف ضمناً أن ترامب قد أساء للأمة الأميركية بأسرها في جزء كبير من حملته الانتخابية).
والتحرش فعل مخاتل، لأنه لا يكتفي بالإساءة للمرأة المستهدفة به في اللحظة التي يقع فيها، وإنما يجبرنا جميعاً، معشر النساء، على أن نفكر في الطريقة التي يتحدث بها إلينا الرجال الذين يعملون معنا، والتمعن في أي إساءة محتملة، والتفكير فيما يتعين علينا القيام به، إذا ما كان هناك شيء من هذا القبيل، فنحن قد نتردد ونقول لأنفسنا، ربما كان الشخص الذي نظنه مسيئاً حسن النية، وقد يكون قصده مما قاله الثناء وليس الإساءة، ولكنه أخطأ الأسلوب فقط! ونغدو في حيرة من أمرنا: هل نتغاضى عما حدث ونواصل عملنا، أم أنه يجب أن نتقدم بشكوى رسمية تمر بكل تلك الإجراءات المعقدة التي حددها نظام الشركة التي نعمل بها، والتي يتطلبها القانون.
وهناك أوقات قد نجد أنفسنا مضطرين لأن نقرر هل يجب علينا التدخل بالنيابة عن نساء أخريات، شاهدنا بأعيننا التحرش الذي تعرضن له، ولكنهن كن خائفات للغاية إلى درجة جعلتهن، لا يجرؤن على أن يقلن أي شيء عما حدث لهن.
والضحايا اللائي لا نعرف أسماءهن في نظري، هن النساء اللواتي شاهدن سلوك ترامب مباشرة، عبر السنين، وانتابهن القلق من أن يأتي الدور عليهن ذات يوم.. وهن أيضاً النساء اللائي يردن أن يعملن في مؤسسة مثل المؤسسات التي يملكها ترامب، ولكنهن يضطررن للتفكير مرتين قبل أن يتقدمن بطلب للتوظيف فيها، وهن أيضاً النساء اللائي يتساءلن مثلما أتساءل: كم ترامب يختبئ هناك؟ ويكتسب الجرأة مجدداً من خلال تصرفاته العلنية الدنيئة التي يمارسها كل يوم.
عالم ترامب هو عالم أصغر، وأكثر دناءة.. إنه عالم يعوق النساء ويحول بينهن وبين التقدم.. وهو عالم تجد النساء أنفسهن مضطرات فيه لعدم الإقدام بدافع الخوف، وهذا في رأيي يهم بدرجة أكبر بكثير، من الكيفية التي تشعر بها أمرأة ما، بشأن حدث وقع في حفل واحد أقيم حول حمام سباحة في منتجع شخص مثل ترامب.
ولكن المدافعين عن ترامب حصلوا أيضاً على دَفعة معنوية يوم الاثنين الماضي، من قبل «روان بريوار لين» التي اشتملت الفقرات الأولى من مقال «نيويورك تايمز» على قصة لقائها مع ترامب في حفل أقامه حول حمام السباحة في منتجعه «بالم بيتش» بفلوريدا. وكانت هذه المرأة قد أخبرت «نيويورك تايمز» بأن ترامب قد طلب منها أن تغير ملابسها وترتدي «مايوه بكيني»، ثم راح يستعرضها أمام الضيوف الآخرين، ولكنها في مقابلة أجرتها مع البرنامج التلفزيوني «Fox and Friends»، اعترضت على توصيف الصحافيين لما قام به بأنه «كان مهيناً».
وقالت برايوار لين في برنامج شبكة «فوكس»: «هو لم يجعلني أبداً أشعر بأنني قد أُهنت على أي نحو، ولم يسئ لي بأي شكل من الأشكال»! ولم تكتف تلك المرأة بذلك، بل ذهبت إلى حد وصف ترامب بأنه «جنتلمان».
ومن هنا فإن هذا الموضوع قد أغلق من وجهة نظر معسكر ترامب، وهو ما يتضح مما قاله كبير مستشاريه «باري بينيت» لصحيفة «بوليتيكو» السياسية اليومية: «من الواضح أنها لم تشعر بأنها قد أهينت، ولكنهم أرادوا إقحام رأيهم بشأن الكيفية التي كانت تشعر بها، وهو ما أراه ضرباً من الجنون».
ولكن الأمر ليس على هذا النحو، في الحقيقة. صحيح أن شعور الضحايا أنفسهم شيء مهم، ولكن رأي «برياور لين» حول المسألة ليس هو الشيء الوحيد، الذي يمكننا الاعتماد عليه، في قياس التأثيرات السلبية لمثل هذه الأشياء.
فالتحرش الجنسي ليس مجرد شعور غير مريح، غير قابل للوصف، تشعر به النساء كلما تعرضن للمضايقة من قبل رجل، وإنما هو تهمة محددة، ومعرّفة، من قبل «مفوضية فرص العمل المتساوية»، وهي تهمة تطورت وتكرست منذ قانون الحقوق المدنية الصادر في العام 1964، وبموجبه أصبح التمييز ضد شخص ما بسبب جنسه، فعلاً غير قانوني.
ويعرف موقع «مفوضية فرص العمل المتساوية» على الإنترنت التحرش بشكل أكثر تفصيلاً فيقول: «التحرش ليس مجرد تعليق عفوي يصدر هنا أو هناك، كما أنه لا يعني اعتداءً ما، أو طلباً لخدمات جنسية»! ويواصل الموقع: «فالتحرش يمكن أن يتضمن ملاحظات مسيئة عن جنس الشخص... فعلى سبيل المثال من المجرّم قانوناً مضايقة المرأة من خلال الإدلاء بتعليقات مسيئة لجنس النساء عموماً... وأي شخص يتأثر بهذه التعليقات - وليس بالضرورة المستهدف بعينه فقط - يصبح ضحية بشكل تلقائي»، (ويعني هذا التعريف ضمناً أن ترامب قد أساء للأمة الأميركية بأسرها في جزء كبير من حملته الانتخابية).
والتحرش فعل مخاتل، لأنه لا يكتفي بالإساءة للمرأة المستهدفة به في اللحظة التي يقع فيها، وإنما يجبرنا جميعاً، معشر النساء، على أن نفكر في الطريقة التي يتحدث بها إلينا الرجال الذين يعملون معنا، والتمعن في أي إساءة محتملة، والتفكير فيما يتعين علينا القيام به، إذا ما كان هناك شيء من هذا القبيل، فنحن قد نتردد ونقول لأنفسنا، ربما كان الشخص الذي نظنه مسيئاً حسن النية، وقد يكون قصده مما قاله الثناء وليس الإساءة، ولكنه أخطأ الأسلوب فقط! ونغدو في حيرة من أمرنا: هل نتغاضى عما حدث ونواصل عملنا، أم أنه يجب أن نتقدم بشكوى رسمية تمر بكل تلك الإجراءات المعقدة التي حددها نظام الشركة التي نعمل بها، والتي يتطلبها القانون.
وهناك أوقات قد نجد أنفسنا مضطرين لأن نقرر هل يجب علينا التدخل بالنيابة عن نساء أخريات، شاهدنا بأعيننا التحرش الذي تعرضن له، ولكنهن كن خائفات للغاية إلى درجة جعلتهن، لا يجرؤن على أن يقلن أي شيء عما حدث لهن.
والضحايا اللائي لا نعرف أسماءهن في نظري، هن النساء اللواتي شاهدن سلوك ترامب مباشرة، عبر السنين، وانتابهن القلق من أن يأتي الدور عليهن ذات يوم.. وهن أيضاً النساء اللائي يردن أن يعملن في مؤسسة مثل المؤسسات التي يملكها ترامب، ولكنهن يضطررن للتفكير مرتين قبل أن يتقدمن بطلب للتوظيف فيها، وهن أيضاً النساء اللائي يتساءلن مثلما أتساءل: كم ترامب يختبئ هناك؟ ويكتسب الجرأة مجدداً من خلال تصرفاته العلنية الدنيئة التي يمارسها كل يوم.
عالم ترامب هو عالم أصغر، وأكثر دناءة.. إنه عالم يعوق النساء ويحول بينهن وبين التقدم.. وهو عالم تجد النساء أنفسهن مضطرات فيه لعدم الإقدام بدافع الخوف، وهذا في رأيي يهم بدرجة أكبر بكثير، من الكيفية التي تشعر بها أمرأة ما، بشأن حدث وقع في حفل واحد أقيم حول حمام سباحة في منتجع شخص مثل ترامب.