كان رد مكتب نتنياهو على تقرير المراقب تلقائيا لدرجة أنه كان يبدو أن الكليشيه لم يزعج احدا. تمخض الجبل فولد فأراً، قالوا في محيط نتنياهو عن الامور التي نشرت، أول من امس، وعنيت برحلات ابناء العائلة حين كان نتنياهو يتولى منصب وزير المالية. وفي واقع الامر متى لم يردوا هناك هكذا على تقرير أو تحقيق عني برئيس الوزراء؟
غير أنه من قراءة التقرير ومن الشكل الذي ظهر فيه أخيرا الى العالم، فان من الأدق اكثر ان يقال: الفئران ولدت جبلا. ولا حاجة للتفصيل من هم الفئران، الذين انشغلوا بالاذابة والطمس اكثر مما بأداء مهامهم العامة والتي هي اخراج الحقيقة الى النور.
لقد كان التقدير العام، أول من امس، هو أنه رغم النتائج الخطيرة ووعد المستشار القانوني الحالي بالعمل بمهنية وبنزاهة، فان الامور لن تصل الى تحقيق جنائي، ونهاية قضية بيبي تورز أن تنتهي بتقرير عام آخر يبقي الحسم بيد الناخب. مهنية ونزاهة؟ حسنا أحقا. فمنذ زمن بعيد توقفنا عن أن نتوقع ذلك ممن وضعهم في لمناصبهم رئيس الوزراء (وزوجته). وبات اليوم ممكنا القول بيقين بان الميزة الاكثر سوادا لدى المستشار القانوني المنصرف، يهودا فينشتاين، والتي ميزت كل سنوات ولايته هي القدرة على التأجيل، إذابة ودفن كل شيء حتى وان كان لا يزال له نبض.
وهذا لا يعني أن مراقب الدولة يثبت قدرات اخرى: خمس سنوات كاملة استغرقه الامر كي يصل الى الاستنتاج بان سفريات نتنياهو مولتها محافل خارجية، بما فيها حكومات اجنبية، البوندز، هيئات عامة، رجال اعمال ورجال خاصون، وكل هذا بلا فحص قانوني لامكانية أن يكون الحديث يدور عن تضارب مصالح بينه وبين الممولين، أو ان يكون هذا التمويل بمثابة هدية ممنوعة.
كانت في حينه قواعد اخرى، كل الوزراء فعلوا هذا – هذه هي المعاذير التي جاءت من مكتب نتنياهو. يخيل لي أنه لا حاجة ليكون المرء وزيرا كي يفهم بانه اذا مولك رجل اعمال، فهذا تضارب للمصالح. وتضارب المصالح الذي يعمل ايضا اذا كانت هذه الهيئة تمويل سفريات زوجتك، ومثلما يفهم من التقرير فان الحديث يدور عن تمويل اجمالي بمبلغ اكثر من 50 الف شيقل لسفريات السيدة نتنياهو. ناهيك عن التمويل المزدوج في بعض الحالات او في حالات اخرى تمويل سفريات ابني الزوجين.
ولكن دعكم من الجوانب الجنائية. فقد تفطر قلبنا من هذا بعد ما رأينا ما رأيناه: الخدع، التقارير الكاذبة، انعدام الذكاء وبالاساس الاستخفاف الطويل والاستهتار بالاموال العامة.
نتنياهو ليس الاول، ويبدو انه ليس الاخير الذي يستغل مكانته كي يحسن مستوى معيشته ومعيشة عائلته. عمليا، من لم يتذكر، أول من امس، قضية ريشون تورز لايهود اولمرت، عن الدفعات المزدوجة، النقاط الذي نقلت للسفريات الخاصة وتمويل الفنادق الفاخرة من قبل اصحاب المال؟ ولكن بالذات القصص الصغيرة التي تختبىء بين السطور هي التي تبعث على الصدمة لانها تروي شيئا ما عن طبيعة الزوجين الملكيين.
وهذا لا يعني أننا لم نعرف. اسألوا كل نادل او نادلة في القدس عن الرجل الذي كان يأتي ليأكل ويشرب ويختفي. لم يحدث أن أخرج محفظة ودفع، دون الحديث عن البقشيش لاولئك الذين خدموه. كان دوما يعتمد على من يجلس معه، على مدير المكان او يبقي ببساطة الموضوع في الهواء. اسألوا نفتالي بينيت وآييلت شكيد، حيث اضطر نتنياهو ليدفع لهما من خلف ظهر زوجته، فقد اثارت فضيحة مجنونة حين اكتشفت بانهما «يستغلان عائلتها». ويدور الحديث عن بخل مرضي يتميز به الزوجان يبدو وكأنه كامن فيهما، او طريقة مسجلة على اسميهما وهي: كيف يمضيان حياتهما دون أن ينفقا أغورة من جيبهما الخاص.
ومع ذلك، يوجد هنا كشف جديد ايضا: اذا ما عرفنا حتى الان بان ليس لنتنياهو محفظة وحركة اليد التي تدخل الى جيب السترة او البنطال لاخراج المال منها ليست معروفة له، فقد تبين، أول من أمس، أن ليس لديه ايضا بطاقة ائتمان. وفي واقع الامر لماذا يكون؟ فدوما يوجد احد ما الى جانبه يدفع عنه، سواء على وجبة فلافل في بسطة ما أم مثلما يتبين الان – عن سفر ابنيه الى الخارج. هذه المرة الضحية هو يحيئيل لايتر، من كان رئيس مكتب نتنياهو كوزير للمالية، والذي دفع ببطاقة ائتمانه الخاصة 2.800 دولار كي يمول سفر يائير وآفنر الى بريطانيا.
هذا مقرف جدا ويغني عن المزيد من الكلمات. دعنا من مونك بخيلا. كن بخيلا وعش حياتك بتقطير. اما ان تعيش كالمليونير على حساب الاخرين؟ ان يقوم رجال مكتبك، او اناس في منزلك، مثلما سبق أن نشر، اناس حساباتهم البنكية محدودة اكثر من حسابك فيضطرون الى اخراج المحفظة ودفع نفقاتك عنك؟
عندما يرى الناس صور الزوجن نتنياهو يصعدان الى الطائرة وكأنهما ملك وملكة، قيصر وقيصرة، ويعرفون بان كل هذه المباهج يمولها الجمهور في افضل الاحوال أو موظف ما وقع ضحية عادتهما البشعة في حالة اقل جودة – يخيل لي ان ليس دوما هناك حاجة للبحث عن جانب جنائي. احيانا السلوك الانساني مثير للحفيظة اكثر بكثير.
غير أنه من قراءة التقرير ومن الشكل الذي ظهر فيه أخيرا الى العالم، فان من الأدق اكثر ان يقال: الفئران ولدت جبلا. ولا حاجة للتفصيل من هم الفئران، الذين انشغلوا بالاذابة والطمس اكثر مما بأداء مهامهم العامة والتي هي اخراج الحقيقة الى النور.
لقد كان التقدير العام، أول من امس، هو أنه رغم النتائج الخطيرة ووعد المستشار القانوني الحالي بالعمل بمهنية وبنزاهة، فان الامور لن تصل الى تحقيق جنائي، ونهاية قضية بيبي تورز أن تنتهي بتقرير عام آخر يبقي الحسم بيد الناخب. مهنية ونزاهة؟ حسنا أحقا. فمنذ زمن بعيد توقفنا عن أن نتوقع ذلك ممن وضعهم في لمناصبهم رئيس الوزراء (وزوجته). وبات اليوم ممكنا القول بيقين بان الميزة الاكثر سوادا لدى المستشار القانوني المنصرف، يهودا فينشتاين، والتي ميزت كل سنوات ولايته هي القدرة على التأجيل، إذابة ودفن كل شيء حتى وان كان لا يزال له نبض.
وهذا لا يعني أن مراقب الدولة يثبت قدرات اخرى: خمس سنوات كاملة استغرقه الامر كي يصل الى الاستنتاج بان سفريات نتنياهو مولتها محافل خارجية، بما فيها حكومات اجنبية، البوندز، هيئات عامة، رجال اعمال ورجال خاصون، وكل هذا بلا فحص قانوني لامكانية أن يكون الحديث يدور عن تضارب مصالح بينه وبين الممولين، أو ان يكون هذا التمويل بمثابة هدية ممنوعة.
كانت في حينه قواعد اخرى، كل الوزراء فعلوا هذا – هذه هي المعاذير التي جاءت من مكتب نتنياهو. يخيل لي أنه لا حاجة ليكون المرء وزيرا كي يفهم بانه اذا مولك رجل اعمال، فهذا تضارب للمصالح. وتضارب المصالح الذي يعمل ايضا اذا كانت هذه الهيئة تمويل سفريات زوجتك، ومثلما يفهم من التقرير فان الحديث يدور عن تمويل اجمالي بمبلغ اكثر من 50 الف شيقل لسفريات السيدة نتنياهو. ناهيك عن التمويل المزدوج في بعض الحالات او في حالات اخرى تمويل سفريات ابني الزوجين.
ولكن دعكم من الجوانب الجنائية. فقد تفطر قلبنا من هذا بعد ما رأينا ما رأيناه: الخدع، التقارير الكاذبة، انعدام الذكاء وبالاساس الاستخفاف الطويل والاستهتار بالاموال العامة.
نتنياهو ليس الاول، ويبدو انه ليس الاخير الذي يستغل مكانته كي يحسن مستوى معيشته ومعيشة عائلته. عمليا، من لم يتذكر، أول من امس، قضية ريشون تورز لايهود اولمرت، عن الدفعات المزدوجة، النقاط الذي نقلت للسفريات الخاصة وتمويل الفنادق الفاخرة من قبل اصحاب المال؟ ولكن بالذات القصص الصغيرة التي تختبىء بين السطور هي التي تبعث على الصدمة لانها تروي شيئا ما عن طبيعة الزوجين الملكيين.
وهذا لا يعني أننا لم نعرف. اسألوا كل نادل او نادلة في القدس عن الرجل الذي كان يأتي ليأكل ويشرب ويختفي. لم يحدث أن أخرج محفظة ودفع، دون الحديث عن البقشيش لاولئك الذين خدموه. كان دوما يعتمد على من يجلس معه، على مدير المكان او يبقي ببساطة الموضوع في الهواء. اسألوا نفتالي بينيت وآييلت شكيد، حيث اضطر نتنياهو ليدفع لهما من خلف ظهر زوجته، فقد اثارت فضيحة مجنونة حين اكتشفت بانهما «يستغلان عائلتها». ويدور الحديث عن بخل مرضي يتميز به الزوجان يبدو وكأنه كامن فيهما، او طريقة مسجلة على اسميهما وهي: كيف يمضيان حياتهما دون أن ينفقا أغورة من جيبهما الخاص.
ومع ذلك، يوجد هنا كشف جديد ايضا: اذا ما عرفنا حتى الان بان ليس لنتنياهو محفظة وحركة اليد التي تدخل الى جيب السترة او البنطال لاخراج المال منها ليست معروفة له، فقد تبين، أول من أمس، أن ليس لديه ايضا بطاقة ائتمان. وفي واقع الامر لماذا يكون؟ فدوما يوجد احد ما الى جانبه يدفع عنه، سواء على وجبة فلافل في بسطة ما أم مثلما يتبين الان – عن سفر ابنيه الى الخارج. هذه المرة الضحية هو يحيئيل لايتر، من كان رئيس مكتب نتنياهو كوزير للمالية، والذي دفع ببطاقة ائتمانه الخاصة 2.800 دولار كي يمول سفر يائير وآفنر الى بريطانيا.
هذا مقرف جدا ويغني عن المزيد من الكلمات. دعنا من مونك بخيلا. كن بخيلا وعش حياتك بتقطير. اما ان تعيش كالمليونير على حساب الاخرين؟ ان يقوم رجال مكتبك، او اناس في منزلك، مثلما سبق أن نشر، اناس حساباتهم البنكية محدودة اكثر من حسابك فيضطرون الى اخراج المحفظة ودفع نفقاتك عنك؟
عندما يرى الناس صور الزوجن نتنياهو يصعدان الى الطائرة وكأنهما ملك وملكة، قيصر وقيصرة، ويعرفون بان كل هذه المباهج يمولها الجمهور في افضل الاحوال أو موظف ما وقع ضحية عادتهما البشعة في حالة اقل جودة – يخيل لي ان ليس دوما هناك حاجة للبحث عن جانب جنائي. احيانا السلوك الانساني مثير للحفيظة اكثر بكثير.