معاناة متجددة يعيشها سكان قطاع غزة، جراء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من عشر سنوات، والتي أثرت على كافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية، بحيث انتشرت البطالة وتفتشى الفقر، ليلقي الحصار بظلاله على مختلف مناحي الحياة، وتكتمل فصول هذه المعاناة مع المواطنة الأربعينية، التي هجر زوجها الوطن منذ أكثر من 10 سنوات، تاركاً خلفه ثمانية أبناء يلاقون صنوف الآسى والحرمان، وتجسدت معاناتها من خلال مجتمع بات الأخ لا يطيق أخاه ولا يكترث لهمومه.
ننشر تفاصيل القصة كاملة كما وصلت "وكالة خبر" من جمعية وفاق لرعاية المرأة والطفل:
"سميرة . م" ربة منزل وأم لثمانية أبناء، تروى قصتها المأساوية بحزن شديد خيم على محياها وهى ترصد وحل المعاناة التي تعيشها في ظل ظروف قست عليها وجعلتها تعتصر الألم في قلبها، حين ذكرت أنها سيدة معلقة منذ عشرة أعوام قاست فيها شتى أنواع العنف والعذاب والذى كان تسلسلا لحياة كئيبة مع زوج لا يكن بداخله أى نوع من القيم التى تحافظ على أواصر العلاقة الزوجية ،كان قبل غيابه، شخصا مبالى لا يتحمل المسئولية، وكان ذو شخصية سلبية لا يبدى رأياً ويتمسك به، السلطة الاولى كانت عليه هو وزوجته وأبناؤه بالدرجة الاولى لأخوته وأمه، فترك زوجته وأبناؤه يعانون حياة البؤس والشقاء في ظل ظروف اقتصادية صعبة، لم يأمن لهم منزلا مناسبا للمعيشة، فتركهم داخل منزل من الزينقو لا يصلح للمعيشة لا شتاءا ولا صيفا، وترك الزوجة تتحمل العبء في تربية أبنائها، ساءت الظروف والحياة بهم فهو عاطل عن العمل، ويعتمد على مساعدة الجيران والناس في حياته، زادت المعاناة بعد سفره الى الضفة بحجة العلاج، ولكن منذ اللحظة التى تركهم فيها لم يعود حتى هذه اللحظة ومنذ العشر سنوات، المعاناة الاكبر كانت بعد الحرب الأخيرة عندما تركوا المنزل هربا من الموت الذى يلحق بهم كونهم سكان الشوكة المنطقة الشرقية حيث تجمعو في منزل طالته صواريخ الاحتلال فأصيبت سميرة اصابة بالغة في ظهرها واستشهدت أمها على الفور وكذلك أبنائها كانت اصابتهم ما بين متوسطة وطفيفة، حيث أثرت الإصابة على سميرة حيث أصبح عندها ارتخاء في المثانة، وكذلك الام حادة في الظهر لا تقوى على العمل المنزلى، عانت بعدها سميرة ظلم وقهر وظروف اجتماعية واقتصادية ونفسية وصحية الت بها الى انعدام الامل بداخلها، أصبح الوجع يخيم عليها وهى ترى فلذات كبدها يتسربون من المدارس لا تقوى على تعليمهم، ولا على تربيتهم لجأت الى أهل زوجها الغائب الذى لم يسأل بحالهم الا بفترات قليلة أول ذهابه بعدها انقطعت أخباره الا من بعض الاشخاص الذين يوصلون بعض أخباره الى زوجته وعلمت أنه تزوج هناك وأنجب طفلين ولم يأبه بأسرته التى تكبدت الالم لوحدها بدون مساندة منه ، ما زاد معاناة سميرة العنف الذى تتعرض له هى وابنائها من قبل أسلافها من ضرب وشتم وتحقير ، يشهد عليه جيرانها ويتألمون لها لكن لا يقدرون على نزع سلطة الجور والظلم عنها ، شكت بكت تألمت لكن ما الحل ؟؟؟ ، ذرفت دموعا فاضت على وجنتيها ، وهى تضيف أن ابنها الاكبر قد ذهب زيارة الى أبيه منذ ثلاث سنوات وحتى هذه اللحظة لم يعود وعلمت أنه لا يقيم عند والده بل عن أصحابه بعدما عانى معاملة قاسية ومن أبيه وزوجته فقرر الخلاص بخروجه دون علم أحد، لا يقدر على العودة الى غزة ، ولا يريد العيش مع زوجة أب قاسية.
الاسم : " س . م "
العمر : 45 عاماً
الحالة الاجتماعية : معلقة منذ 10 سنوات
العنوان : رفح / الشوكة
عدد الأبناء : 8 ( 4 بنات + 4 ولاد )
هذه هى مجمل معاناة سيدة تقطن في مدينة رفح ،، تحتاج إلى تسليط الضوء عليها ليرى العالم أن هناك معاناة حقيقية تبكى الحجر.