في زمن تحولت فيه الحياة الزوجية في كثير من بيوتنا إلى حياة افتراضية، تحول الطلاق هو الآخر من المواجهة المباشرة بين الزوج وزوجته، إلى رسائل عبر «فيسبوك» أو «تويتر» أو «انستغرام» تحمل كلمتين اثنتين «أنت طالق»، وهي طريقة لا تزال مثيرة للجدل شرعاً وقانوناً.
فقد أثار الرأي القانوني الذي كتبه المحامي يوسف البحر في مقال له بصحيفة «الإمارات اليوم» نشر مؤخراً، ذكر فيه أن القضاء يجيز الأخذ بالرسالة النصية أو رسالة عبر «واتس أب»، لكي يقع الطلاق. أما في حالات الطلاق بواسطة رسائل « فيسبوك» و«تويتر» و«انستغرام» فلا يأخذ بها القضاء، الكثيرً من ردود الأفعال، بين مؤيد ورافض ومتحفظ.
يقول المحامي يوسف البحر «إن قانون الأحوال الشخصية الإماراتي حدد طرق وقوع وثبوت حالات الطلاق، وفق المادة 99 البند الثاني، التي تنص على أن «يقع الطلاق باللفظ أو الكتابة، وعند العجز عنهما فبالإشارة المفهومة. لكن لابد من إثبات أن صاحب الرسالة أو كاتبها هو «الزوج»، وبالتالي التأكيد للقضاء أن هذا الفعل صادر عن إرادته وقراره الشخصي، خصوصاً في حال إنكاره أو تنصله أو تراجعه. وفي حالة الطلاق عن طريق رسالة «واتس أب» أو «الرسائل النصية»، فإن القضاء يأخذ بها، لكن بعد التأكد من أن الرقم الهاتفي مسجل باسم الزوج، ما يعني تحكمه في الرسائل الصادرة عنه. أما مواقع التواصل، مثل «سناب شات» و«فيسبوك» و«انستغرام»، فلا يأخذ القضاء بها، إلا في حال إثبات أن الحساب عائد للزوج صاحب الصلة، لأنه قد يكون حساباً مفتعلاً.
ويؤكد أيمن عبد اللطيف (مستشار قانوني ومحكم أسري) شرعية وقانونية هذا الأسلوب الطلاق عبر مواقع التواصل مهين للزوجة.
ويتفق معه الدكتور علي مشاعل (كبير المفتين والمشرف على فتاوى الإنترنت في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي) في أن كل وسيلة يُرسل بها الطلاق مكتوباً أو منطوقاً ويصل إلى الزوجة، يوقع الطلاق ما دام مصحوبا بالنية. أما في حالة انتحال شخصية الزوج وإرسال رسالة إلى الزوجة، فإن هذا يعتبر تزييفاً وتزويراً، ولا يوقع الطلاق.
ومن رأي د. مشعل أن الطلاق في حد ذاته إساءة للمرأة سواء وقع عبر وسائل التواصل أو وجها لوجه.
ويرفض الدكتور سيف الجابري (أستاذ الثقافة الإسلامية في «الجامعة الكندية» – دبي) الطلاق عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويعتبره عبثا وبه إثما.
ويتفق جابر عوض (محكم أسري وخبير بمحكمة دبي)، مع الدكتور سيف الجابري في موقفه من الطلاق عبر مواقع التواصل، إذ يرى أن هذه الوسيلة من الأمور المستحدثة في مجتمعاتنا بسبب التطور التكنولوجي الكبير الذي حدث، لكن ليس فيها شيء من الشهامة.
ومن رأي الدكتور كرم فضلي (أخصائي الطب النفسي في بريطانيا) أن الزوج الذي يطلق عبر مواقع التواصل، غير لائقا من الناحية النفسية، ويعاني اضطراباً في الشخصية، ولا يستطيع التحكم في سلوكه بشكل عام، وقد يتصرف بهذا الأسلوب ويندم عليه بعد ذلك. أما تأثير ذلك في الزوجة، فيتوقف على نفسيتها وعلاقتها بزوجها، ومقدار الألم الذي سببه لها وعلى طبيعتها وبيئتها وتركيبتها النفسية. فقد لا تأخذ واحدة الأمر بجدية بينما الثانية تصيبها الصدمة.
وبالانتقال إلى تأثير الطلاق عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الصعيد الأسري، فإن عائشة المطوع استشارية الإرشاد الأسري والاجتماعي) ترى أن الطلاق عبر مواقع التواصل يشكل إهانة كبيرة للمرأة ودليل على سلبية الرجل.
ويتفق بعض الأزواج معها في الرأي فيرى طارق الشميري (خبير إتيكيت) أن الانفصال يجب أن يكون بشكل حضاري وودي
ويعتبر زهير المطيع (مدير مطعم وكافيه) أن الرجل الذي يستخدم مواقع التواصل لتطليق زوجته هو رجل غير محترم.
وتتفق انساء على أن الطلاق بهذا الأسلوب مهين كما تقول مجد أبو دقة (موظفة) ورشا البيطار (موظفة علاقات عامة) ورشا الشعار (مديرة تسويق ومبيعات).