أكتب وبكل ثقة أن حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" بخير لأنها حركة جماهيرية، وأن تنظيم فتح هو جزء من هذه الحركة ويشكل الإطار العام، فهو ليس هدفا في ذاته، وإنما هو وسيلة "أداة" لتحقيق هذه الأهداف السامية، وهذا الأمر يتحتم معه أن يتضمن التنظيم وضوح وسلاسة ومتانة وتراتبية مختلف العلاقات بين الأعضاء والأطر وبين البيئة الخارجية "المجتمع – الجماهير"، وتحديد الأساليب التي يؤدي بها الأعضاء في الأطر مهامهم ومسؤولياتهم، وأنشطتهم، بحيث يتحقق التجاوب والتناسق بين مختلف أجزاء التنظيم، لكي يصل التنظيم المنشود تطلعات الجماهير التي خرجت عن بكرة أبيها في الانطلاقة 48 للحركة ولتعلن رسالتها أن حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" تشمل كل مكونات المجتمع ومن مختلف الفئات والمستويات، كما أنها تمتلك كوكبة من القيادات المبدعة، والقيادات الشابة، وربما البعض منهم لم يمارس دوره التنظيمي داخل الأطر، لكنه يمارسه في كل مستويات الوطن دوره الحقيقي كإبن بار بحركته الوطنية ويدافع عنها بصورة منهجية وعلمية وبروح تعبوية سليمة وناجحة، وهذا يجعلنا نشعر بالفخر والأمل الذي يجب ان لا يغيب عنا، بأنه بين الجماهير الوطنية الفتحاوية "عمالقة" من الفكر والبناء والعطاء والوفاء والقدرة على حماية فتح والعمل من أجل أن تبقى وتستمر.
إن فتح هي المرادف الحقيقي بل وجه الجمال في المسلكيات الجميلة كالتسامح والمحبة والعمل الجماعي ومن خلال الفريق الواحد فالمسلكيات بتنوعها عبارة عن برنامج لعملية تربوية تثقيفية تهدف لرفع مستوى الأداء الإنساني للأعضاء على صعيد عوامل الذات الإيجابية وأبعادها الأساسية الأربعة هي العقل والروح والنفس والجسد ، ومن المسليكات الحميدة ممارسة النقد في المكان المناسب وهذا النقد المباح على هيئة نصيحة أو حتى اعتراض لأجل تحويل مكامن الخلل الى مناخ مبدع منتج، وهذا لن يتم الا من خلال المعرفة والوعي والثقافة الحركية والقدرة على ممارسة المهام بمسؤولية وبقدرة على خلق البدائل الواقعية وان يكون كل منا صادقا مع ذاته، يتحمل الأمانة التي هي صمام أمان لرفع شأن الحركة ورؤيتها وبرامجها وأهدافها وقيمها ومستقبلها، ومن بديهيات الفعل السليم الاعتراف بنقاط الضعف في أي مستوي، لغاية وضع اليد على عوامل الخلل وإيجاد الحلول والبدائل والبناء والاستنهاض إن تبني الحركة رسائل بحثية متقدمة تتناول الشأن الفتحاوي وللوصول إلى التوصيات العلمية التي تساعد في ترجمة الاستبيانات والتساؤلات، والاستطلاعات والنتائج والتحليل والقراءات، تنتج واقع تطبيقي إيجابي ومُناخ يقاوم الظروف والمتغيرات، ويتفاعل مع عوامل التطور الفكري والتقني والإعلامي والسياسي ويتجاوب مع كافة التجارب الأفكار والتطلعات المختلفة، وصناعة بيئة المعرفة والثقافة والتعبئة الفكرية.
إن أعضاء حركة فتح هم جنود الحق والمعرفة، حركة فتح مليئة بالقيادات المبدعة والعقول القادرة على أن تصنع الأمل والمستقبل، ومن هنا تأتي ثقتنا الأكيدة أن فتح بخير، سيستمر نبع الخير العذب كلما استطعنا تشخيص الخلل والعيوب ووصف العلاج المناسب، وهذا نهج الأقوياء لأن رسالة فتح شاملة ووطنية تحررية، وليست عابرة أو محدودة.