مع أبو علي شاهين على تلة مغدوشة في ذكرى رحيله

images
حجم الخط
 

   كان المطر يهطل بغزارة والرياح شديدة يختلط صفيرها بأزيز الرصاص، كان ذالك في وقت مبكر جدا صباح ذات يوم أواسط تشرين ثاني عام 1987 على تلة بلدة مغدوشة بعد ليلة من الاشتباكات الطاحنة تمكنت خلالها قوات الثورة من استعادة السيطرة على التلة وفقدت ليلتها 112 شهيد ،هناك وعلى رأس زقاق يسيطر عليه قناص من الخصوم سمعت صوتا كنت سمعته من قبل نادي علي بصوت مرتفع،، اخفض نفسك وتقدم بسرعه وسأغطيك من رصاص القناص واطق نحو عشرين رصاصة دفعه واحدة من بندقيته نحو مرمى القناص التمركز في عمارة مقابلة ،، فتمكنت بفعل رصاصاته من عبور الزقاق ووصلت للجهة المقابلة بسلام ، ارتميت بجانبه منهكا من الجري وإرهاق الليل ناولني نصف منقوشة من الزعتر كان يحتفظ بها في جعبته ومطرة المياه فشربت ، ونظرت في وجهه بعد التقاط أنفاسي فإذا برجل تجاوز الخمسين في حينه يلف الكوفية الفلسطينية حول رقبته وذقنه التي كان الشيب بدأ بغزوها ،، فإذا بهذا المقاتل الأشيب ابو علي شاهين الذي كنت التقيته في لقاءات سياسية في مخيم عين الحلوة في فترات الهدوء،، وقفت متهالكا عانقني أبو علي وقال انتم الشيوعيون في كل مكان كملح الأرض تكونون حيث يجب ،، ابو علي شاهين الذي تمر ذكراه السنوية هذه الأيام التقيته حين ابعد إلى لبنان شاركتها لقاءات سياسية ممثلا عن الحزب ، كما شاركته لحظات تحدي الموت عدت والتقيته بعد العودة للوطن في احد الاجتماعات العامة حينها ذكر أمام الحضور حادثة تحدي الموت في مغدوشة ،،، ابو علي رحل وفي عينه دمعه وقلبه حصرة الانقسام،،، ابو علي لروحك يارفيق السلاح سلام