وحدة ارتباط لسورية

kobane_syria
حجم الخط

عما اذا كان التدخل الاسرائيلي في لبنان سيتكرر مرة اخرى في هضبة الجولان السورية؟ ويكتب ان إسرائيل تستعد لفترة طويلة من عدم الاستقرار والفراغ السلطوي في المنطقة. وفي الأسابيع الاخيرة وسع الجيش – ويؤسس- جهات في قيادة الشمال تختص بالحفاظ على اتصال مع السكان المحليين في الجولان السوري.

في هذا الاطار تم مؤخرا، تشكيل وحدة ارتباط مع السكان السوريين في الجولان – تذكر بوحدة الارتباط التي شكلها الجيش وعملت في جنوب لبنان. وتستبدل الوحدة الجديدة الجهات التي عملت خلال السنوات الاخيرة في الحفاظ على التواصل مع سكان الجولان، ونسقت تحويل المساعدات الانسانية واستيعاب الجرحى. وتم حتى الان تقديم العلاج لحوالي 2000 جريح سوري في المستشفيات الاسرائيلية. والى جانب الطواقم اللوجيستية ستستوعب الوحدة شخصيات مهنية: الحديث عن جهات اختصت في السابق بتفعيل منظومات طبية وانسانية وادارة علاقات مع جهات مدنية.

ولا يجري الحديث عن نمط جديد: وكما نذكر، هكذا تم بناء العلاقة مع سكان جنوب لبنان في عام 1967. ما بدأ بنقل معدات انسانية عبر الجدار الطيب، تحول مع مرور السنوات الى اتصال متواصل في اطار وحدة الارتباط.

عشية الانسحاب من لبنان في عام 2000، تحولت وحدة الارتباط الى كتيبة، بقيادة عميد في الجيش، سيطرت على قوات جيش جنوب لبنان، القطاع العسكري الواسع، وكانت مسؤولة عن احتياجات الجمهور المحلي.

من خلال العلاقات التي اقامتها اسرائيل في الجولان، تضمن عمليا الهدوء على امتداد الحدود السورية. المساعدات الانسانية لسكان المنطقة، بما في ذلك القنيطرة، ساعدت على صد تسلل الحرب، بشكل متعمد، من سورية الى اسرائيل. ويتضح ان المتمردين المعتدلين (من جيش سورية الحر) ، الذين يستمتعون بالمساعدات الانسانية الاسرائيلية، يتعاونون مع جهات اسلامية متطرفة في الهضبة، مثل جبهة النصرة، المتماثلة مع القاعدة. رغم انكار اسرائيل لأي علاقة مع جبهة النصرة، الا انه يبدو ان المساعدات التي تقدمها يساعد على احباط العمليات ضدها.

الجهات التي قامت حتى الان بعمليات معادية لإسرائيل في هضبة الجولان، هم في الأساس، رجال حزب الله وايران، الذين عملوا، كما يبدو، بدون معرفة السلطات في دمشق. العامل المحلي الوحيد الذي يهدد اسرائيل، عمليا، هو تنظيم "شهداء اليرموك" – الذي يعمل برعاية داعش، ويتركب في الأساس من سكان قرى جنوب الجولان. وقد هدد هذا التنظيم في السابق بمهاجمة اسرائيل بالسلاح الكيماوي.

واوضح مصدر رفيع في الجهاز الامني بأن اسرائيل لا تنوي اقامة اطار في الجولان، كتلك الاطر التي عملت في جنوب لبنان. مع ذلك، وكما ثبت في الماضي، فان الواقع يملي تعميق التدخل وراء الحدود – في جنوب لبنان ايضا، بدأ الأمر بتقديم مساعدات انسانية – وتدهور بسرعة الى مساعدات عسكرية: في البداية  جرت تدريبات سرية الى جانب تحويل كميات صغيرة من الذخيرة، وبعد ذلك وصل الامر الى تدخل علني، نقل معدات حربية ثقيلة وتدريب الاف الجنود في جيش لبنان الجنوبي. حتى الان: لا يوجد ما يمنع حدوث خطوة كهذه في الهضبة ايضا. وفي المقابل تعمل إسرائيل على محاولة اعادة قوات حفظ السلام الدولية الى الجولان بعد تركها له قبل عامين، والانتقال الى اسرائيل.