الأزمة مع بينيت: ربما هرتسوغ مرة أخرى!

20162905212924
حجم الخط
قبيل دخول أفيغدور ليبرمان الى وزارة الدفاع (اذا ما حصل هذا بالفعل ذات مرة)، كان هناك من خفض التوقعات في أوساط عائلات الضحايا الاسرائيليين الذين توجد جثامينهم لدى «حماس»: لا، لا احتمال في أن تبلغ اسرائيل اسماعيل هنية بانه اذا لم تتم اعادة الجثامين الى البلاد فانه سيكون ميتا في غضون 24 ساعة، مثلما وعد وزير الدفاع الوافد. هذا لن يحصل، قال من قال لسامعيه، فحصنا هذا، لا تترقبوا تغييرا في السياسة.
ليبرمان نفسه، مثل نتنياهو، يبذل كل جهد مستطاع لتهدئة كل الجبهات: في جهاز الامن تلقوا رسالة بهذا الشأن. وزير الدفاع لا يخطط لثورات، لا يستعد لجلب اناس، للتنحية او التعيينات بالجملة. فهو يأتي بالخير، يأتي ليتعلم، ليتعرف على المنظومة ويأخذ وقته.
لليبرمان محفل مشاورات خاص مشوق: اللواء احتياط دافيد عبري والبروفيسوران دانييل فريدمان واوريئيل رايخمان هم ثلاثة ممن يحسب ليبرمان جدا لرأيهم، وحسب مقربيه يتشاور معهم غير قليل. مع رئيس الاركان، الفريق غادي آيزنكوت، لم يتحدث ليبرمان هذا الاسبوع، بنية مسبقة. يريد ان يحافظ على حالة نقاء. سيكون له الكثير من الوقت لايزنكوت حين يتسلم المنصب. لديه صبر. ليبرمان يعرف رئيس الاركان منذ سنوات طويلة، منذ الفترة التي كان فيها سكرتيرا عسكريا لدى ارئيل شارون. وهو من مقدري ومحترمي رئيس الاركان. منظومة العلاقات التي ستنشأ على محور ليبرمان – آيزنكوت هي المفتاح. فرئيس الاركان مجهز بعدة مزايا يحبها ليبرمان: يتحدث قليلا، ويفعل الكثير، متواضع وموضوعي. وفي ليبرمان، من شأن آيزنكوت ان يكتشف انسانا ذكيا يفهم بسرعة (واحيانا بسرعة شديدة) وخبير جدا في الادارة وفي استخدام القوة. يوجد لهذا امكانية كامنة.
الى أن يتحقق هذا، ينبغي لنتنياهو أن يفكك لغم نفتالي بينيت. فعلى مدى كل الاسبوع تعاطى رئيس الوزراء مع طلب بينيت المحق باستهتار. فبعد أن «احتسى» قسما من مصوتي الصهيونية الدينية اعتاد نتنياهو على أن يقبل بينيت ومقاعده كأمور مسلم بها. ومن منتصف الاسبوع جرت مفاوضات مكثفة بين نتنياهو وبينيت. بيبي استخدم شخصية رسمية رفيعة المستوى. بينيت استخدم احد مقربيه القدامى. وكانت الصيغة في متناول اليد. بموجبها، يفترض بنتنياهو أن يقبل بشكل مبدئي طلب بينيت، والتفاصيل يتفق عليها لاحقا. في اللحظة الاخيرة تفجرت القصة. في محيط بينيت يتهمون مستشاري نتنياهو اليمينيين (يريف لفين والكين) كمن شجعاه على ان يوقف الاتصالات وينشر بيانا مجردا يقول انه «سيتشكل طاقم» لفحص طلب بينيت. وكان هذا كافيا لأن يحرق لبينيت  المصباح عشية السبت. من سمعه في تلك الساعات عرف انه سيسير في الامر حتى النهاية.
من الصعب فهم نتنياهو. يخيل احيانا بان النتيجة التي حققها في الانتخابات الاخيرة رفعته الى ذرى غير معقولة من الاعتداد بالنفس. فبينيت لم يطلب صلاحيات، مناصب او ميزانيات. طلب وقف «الخرطة» التي تسمى «الكابنيت السياسي الامني». وهو يحاول أن يستخلص لاعضاء الكابنيت اداة عمل، تعليم، نقاش وتحليل حيويين لغرض اداء مهماتهم. فما المشكلة لتعيين ضابط برتبة عقيد كسكرتير عسكري للكابنيت وأمر الجيش الاسرائيلي وجهاز الامن باعداد مخططات ودورات تعليمية جارية لوزراء الكابنيت؟ في الكابنيت الحالي هذا امر لازم على نحو خاص، في ضوء التجربة الامنية المتراكمة الهزيلة جدا لاعضائه. فلماذا يكلف هذا نتنياهو صحته؟ من أين يأتي انعدام القدرة على المدح في شأن أولي بهذا القدر؟
الامكانية الوحيدة هي أن يكون نتنياهو يحاول استخدام الازمة التي خلقها بينيت كي يتخلص منه. هل يحتمل أن يكون لدى بيبي تفاهم سري مع هرتسوغ (نعم، مرة اخرى هرتسوغ)، يقضي بانه اذا ما انفلت بينيت من الائتلاف، سيسارع المعسكر الصهيوني الى الداخل؟ هذه الاحبولة طفت، أمس، الى السطح بفعل رجال نتنياهو. لم تنطلق حالات نفي تام من أي صوب. يحتمل أن يكون الناس قد تعبوا من أحابيل رئيس الوزراء اليومية. يحتمل أن يكون هناك شيء في هذا. فقد تعلمنا كيف لا نستبعد أي امكانية في أي مرة. هكذا او غير ذلك، صحيح حتى هذه اللحظة، ليس لدى نتنياهو أغلبية لاقرار ضم «اسرائيل بيتنا» الى الائتلاف.