قال علماء إنه اتضح أن ذكور الفئران تستخدم فعلا "أغانى الحب" ذات الموجات الصوتية العالية لجذب الإناث ومغازلتها والتودد إليها، وأنها تستخدم نغمات مختلفة حين تشم رائحة الإناث ولم تراها بعد، وحين تقع أعينها على حبيبة القلب الموعودة.
وقال إريك جارفيس أستاذ طب الأعصاب الحيوى بجامعة ديوك "أعتقد أننا كبشر لا نعرف الكثير مما يدور من تواصل فى عالم الحيوان.
هناك إشارات اتصال واضحة فى أغانى الفئران لا مجرد تتابع عشوائى للأصوات المنطوقة".
وقارن الباحثون بين تلك الأغانى وأغانى المغازلة لذكور الطيور المغردة، وإن كانت قدرة الفئران على تغيير وتبديل النغمات محدودة. ورأى الباحثون أن أغانى الفئران هى تتابع لأصوات منغومة أو مقاطع نسجت معا وأنه يكون لها فى أحيان وقع موسيقى.
وقال جوناثان تشابوت الزميل الحاصل على الدكتوراه فى جامعة ديوك "هذه الأغانى عالية النغمات فعلا أكثر من 50 كيلوهرتز (مقياس التردد فى الثانية)، وهى غير مسموعة للبشر.
وحين نخفض تلك النغمات ونعيد سماعها بالسرعة الحقيقية تبدو كصوت الطائر".
ويعرف العلماء منذ عقود أن الفئران تصدر تلك الأصوات مثلما ينادى الجرو أمه، وعملوا جاهدين لفهم ما تعنيه.
وفى إطار البحث عرض الباحثون فئران التجارب الذكور لمواقف مختلفة وسجلوا أغانيها ثم حللوها. ويردد الذكور أغانى عالية النبرة مركبة حين يشمون رائحة الإناث دون أن يروا الشريكة المحتملة.
وفى حضور الإناث يبدل الذكور نغماتهم بأغان أطول وأبسط. وقال جارفيس محللا "أعتقد أن الفأر يقول بترديده الأغانى المركبة ’أعيرينى اهتمامك أنا هنا.
تعالى إلى واسمعى كيف تبدو أغنيتى جميلة’ وكأن ذلك مقياس للفحولة. و
حينها تقيمه الأنثى وحين تصبح إلى جواره يجعل أغانيه أكثر بساطة ليحول كل طاقته إلى محاولات الجماع".
وقام الباحثون بإعادة بث النوعين من الأغانى على مسامع إناث الفئران البالغات جنسيا، ووجدوا أنهن يفضلن البقاء إلى جوار مكبرات الصوت التى تبث الأغانى المركبة.