يصعب على المرء أن يصدق أن يكون أحد ما قد سقط من كرسيه حين تبين، أول من أمس، أن الشرطة توصي بتقديم زوجة رئيس الوزراء إلى المحاكمة، أو أن يكون البيان أن سارة نتنياهو متهمة بثلاث قضايا، بالحصول على شيء ما بالغش، صدمت أحداً ما يعيش على الكرة الأرضية في السنوات الأخيرة. فلم تكن هناك لا صدمة ولا دهشة، بل لا مبالاة وإحساس بالأمر العادي على اعتبار أن ليس هناك ما هو جديد. ما الذي سمعناه الآن ولم نسمعه من قبل. وجبات فساد على حساب الجمهور؟ أضحكتمونا. نفقات الممرضة للأب المريض على حساب الدولة؟ صغير علينا. فتوصية الشرطة في قضية سارة نتنياهو هي ذات السيدة مع تغيير التسريحة في نتائج تقرير مراقب الدولة في قضية بيبي تورز، وعالم كامل انكشف أمامنا منذ فترة ولاية الزوجين الأولى قبل عشرين سنة. عالم فيه لا تكون هناك دولة لها زعيم، بل زعيم له دولة. الإحساس بأن علينا كل صباح أن نشكر الرب لأن لنا رئيس وزراء بقامة نتنياهو وافق على أن يقود دولة صغيرة عليه بعدة قياسات، بدلا من أن يكون، مثلا، رئيس الولايات المتحدة. هذا ما تعتقده زوجة رئيس الوزراء، هذا ما تقوله، وهذه هي الأجواء التي تخرج من المنزل في شارع بلفور، والتي تعاظمت في الولايات الثانية، الثالثة والرابعة لهما. وعن هذا الإحساس، المتمثل بـ أنا وبعدي الطوفان – ندفع نحن الثمن بل وندفع كثيرا. يدور الحديث عن عالم يكون فيه البخل والإحساس بأنني استحق هما خليط هدام إن لم يكن مقرفا، لزوجين لهما دولة يفترض بها أن تلبي احتياجاتهما. ولا يهم هنا إذا كان الحدث يدور هنا عن سرير مزدوج لرحلة طيران من خمس ساعات، بوظة بمبالغ يمكن لها أن تطعم عائلة كاملة أو نفقات علاج لأبي السيدة المريض. من ليس له مشكلة في أن ينفق عامله مالا من حسابه الخاص كي يمول رحلة ابني رئيس الوزراء إلى الخارج لأنه ليس لرئيس الوزراء بطاقة ائتمان، فلماذا يشعر بانعدام الراحة عندما تمول الأموال العامة نفقاته الخاصة، وهذا التبذير، والشكل الذي تتدحرج فيه النفقات الخاصة على حساب الدولة – يتواصل إلى الجيل التالي، لوليي العهد. لقد نشرت، أول من أمس، فقط صورة لتشلسي كلينتون تسافر في القطار السفلي. امرأة شابة أخرى، بحمل متقدم، تسافر بمفردها في المواصلات العامة، دون أي حارس خلف ظهرها. فهل رأينا في أي مرة يئير نتنياهو في باص أو في قطار؟ لماذا يمكن لابنة الرئيس الأميركي الأسبق والمرشحة للرئاسة ذلك، بينما ابن نتنياهو يتجول مع حارس ملاصق، حتى وإن كان يقضي وقت الفراغ في ناد أو في رحلة استجمام إلى موقع للتزلج. وكل هذا ندفع لقاءه نحن من جيوبنا. اسمحوا لي أن اخمن بأن شيئا لن يخرج من هذه القصة، المستمرة منذ سنة ونصف دون أي مبرر ونهايتها أن تنتهي مثلما انتهت كل أفعال الزوجين، من قضية عمادي وحتى قضية بيبي تورز. وهذا لا يهم حقا إذا ما جرى في الطريق تشويه لسمعة ميني نفتالي، الوحيد الذي تجرأ ولكنه ليس حقا الوحيد الذي كان يعرف. ولمن تمكن من النسيان، فإنه في الوقت الذي فحصت فيه الشرطة الشكاوى، فإن المستشار نير حيفتس ومحامي العائلة دافيد شمرون، عقدا مؤتمرا صحافيا واتهما ميني نفتالي بالتحرش الجنسي. اتهام آخر من عائلة نتنياهو القي به في الهواء كالغاز السام وتبدد هباء منثورا. يقال إن نتنياهو كان، أول من أمس، قلقا جدا، مثلما هو في كل مرة تتعرض فيه زوجته للاعتداء: الإعلام. الموظفون ناكري الجميل. الشرطة. النيابة العامة. اليسار. ليست الأزمة في الائتلاف هي التي أقلقته. ليس تأجيل أداء وزير الدفاع اليمين القانونية. ما أقلقه هو تورط زوجته. وهكذا تدار الدولة، والقافلة تمر، والكلاب تنبح، وسارة وبيبي إلى أبد الآبدين.