مررنا بحرب وتقشف وتضخم وإرهاب، وسنتجاوز أيضاً بنيامين نتنياهو. أنا متفائل بطبيعتي وأنتمي لمدرسة شمعون بيريس الذي قال لي ذات مرة: إنه متفائل لأنه لا يعرف ماذا يفعل بالتشاؤم. الدولة تمر بهذه الموجة من التدهور الأخلاقي الأصعب منذ إقامتها. هذا في روحنا. بوادر فاشية يهودية مع مسيحانية أصولية والتي هي نتيجة لسياسة الاحتلال الممتد لنصف قرن. نحن نعيش تحت حكومة نتنياهو الخامسة بقيادة الترويكا نتنياهو – ليبرمان – نفتالي بينيت. العنصرية أصبحت سياسة رسمية، وسياسة الاحتلال هي الآن سياسة الضم الفعلي بواسطة توسيع المستوطنات ومصادرة أراضي الفلسطينيين. إن السيطرة القمعية على شعب آخر هي سرطان في جسمنا، وهي تعتمد على عدم أنسنة الآخر، ويتم استيراد ذلك إلى داخل الخط الأخضر. هذه العنصرية تهدد في الوقت الحالي الديمقراطية الإسرائيلية. ولكن مثل أي نظام ديكتاتوري أو شبه ديكتاتوري، هذا سيصل إلى نهايته. الوحيد القادر على أن يتغلب اليوم على بنيامين نتنياهو هو نتنياهو نفسه، وهو في طريقه إلى فعل ذلك. هناك أيضا قوى تاريخية واجتماعية يمكنها إعادة إسرائيل إلى نفسها. إسرائيل كما هي في وثيقة الاستقلال. أي احتلال لم يصمد ولم تصمد أي كولونيالية. ستكون للفلسطينيين دولة لأن من حقهم العيش بحرية ولأن كل العالم يرغب في ذلك، في حدود 1967. الشعب اليهودي الذي سيطر عليه المحتلون الذين لم يصمدوا، يجب عليه أن يعرف ذلك. كل العالم، ولا سيما العالم الغربي، يرفض أي شكل للاحتلال والكولونيالية. وآجلا أم عاجلا سيجعلنا ندفع الثمن انطلاقا من الفهم بأن قيح الصراع يؤثر على الاستقرار الإقليمي. أفضل أصدقائنا قلقون اليوم من تآكل الديمقراطية في إسرائيل، بدءاً من التشريع العنصري والهجوم على محكمة العدل العليا والعنف ضد العرب في إسرائيل. إسرائيل هي دولة ترتبط بعلاقاتها الأمنية والاقتصادية مع الغرب، ولن تستطيع الاستمرار لفترة في التصادم بالنسبة للمصالح والقيم مع الولايات المتحدة وأوروبا. التغيير سيأتي من الداخل. مقابل إسرائيل المسيحانية التي يقودها نتنياهو وبينيت، توجد في المجتمع مراكز قوة يمكنها وقف هذا التوجه الخطير. عالم الأعمال الإسرائيلي، ولا سيما الهاي تيك، يتعلق بالعلاقة الجيدة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. رؤساء هذه الصناعات يخشون العزلة الدولية التي يقود إليها نتنياهو. إنهم محافظون بطبيعتهم ولكن سيأتي اليوم الذي سيمارسون فيه ضغطهم وقوتهم من اجل انتماء إسرائيل لأسرة الشعوب. الجهاز الأمني أيضا يفهم أن ضم المناطق هو خطر استراتيجي، وأغلبية من في الجهاز يريدون حل الدولتين. وتقريبا جميع الخارجين منه ورفيعي المستوى – رؤساء الأركان ورؤساء الموساد والشباك – يعلنون بشكل صريح أن نتنياهو يشكل خطرا على إسرائيل. في العالم الليبرالي الإسرائيلي، الفنانون والمثقفون والكُتاب، يؤيدون القيم الإنسانية. يوجد أيضا من هم في مركز الخارطة، صقور في المواضيع الأمنية ويعتبرون القيم الديمقراطية أساسا وجوديا، مثل بوغي يعلون وروني دانييل. الإنقاذ لن يأتي من تلقاء ذاته. ائتلاف دولي وائتلاف إسرائيلي سيُحدثان التغيير المطلوب حتى لو حدثت أمور صعبة في الطريق. لهذا أنا متفائل لأنه لا يوجد ما أفعله بالتشاؤم.
الجيش الإسرائيلي: لا استثناءات في القصف الإسرائيلي على غزة
12 نوفمبر 2023