رغم كل التأجيل والتأخير في عقد المصالحة بين إسرائيل وتركيا، فإن ظروفاً كثيرة تدفع الحكومتين للإسراع في التوصل لاتفاق لتطبيع العلاقات بينهما.
وقد أبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وفداً من أعضاء الكونغرس الأميركي أن اتفاق المصالحة مع تركيا قريب جداً. وفي هذه الأثناء أعلن نائب رئيس الحكومة التركية نعمان قورتولموش أن المحادثات بين الدولتين قادت حتى الآن إلى تحقيق اثنين من بين مطالب تركيا الثلاثة لإبرام المصالحة.
وفي لقاء عقده نتنياهو مع وفد من أعضاء الكونغرس الأميركي، مساء أمس الأول، قال إن اتفاق المصالحة مع تركيا «قريب جدا». ومع ذلك، وفق صحيفة «هآرتس»، فإن تل أبيب تنتظر تحديد موعد للقاء الحاسم والنهائي بين طاقمي المفاوضات من الحكومتين لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية المصالحة.
ونقلت «هآرتس» عن مصادر إسرائيلية قولها إن نتنياهو أشاع أجواء من التفاؤل الكبير بشأن انتهاء الأزمة مع تركيا، وكرر الحديث عن قرب المصالحة مع أنقرة ثلاث مرات خلال لقائه بأعضاء الكونغرس. وأشار نتنياهو إلى أن العلاقات مع تركيا لن تعود إلى مجدها الذي كانت عليه قبل عقد من الزمن، لكن تطبيع العلاقات سيعين الدولتين على تحقيق سلسلة من المصالح الإقليمية المشتركة.
وبحسب مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، فإن الفجوات التي بقيت بين إسرائيل وتركيا تتعلق فقط بصيغة التسوية بشأن مقر القيادة العسكرية لحركة «حماس» في اسطنبول، والذي تطلب إسرائيل إغلاقه. وكان يفترض أن يعقد اللقاء الحاسم بين طاقمي المفاوضات قبل أسبوعين، إلا أن الموعد تأجل بسبب تغيير رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو وتعيين رئيس حكومة جديد. وهناك تقدير بأن اللقاء الحاسم هذا سيعقد في الأسبوع المقبل في إحدى العواصم الأوروبية.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن تركيا أرسلت في الأسابيع الأخيرة سلسلة إشارات إيجابية تجاه إسرائيل، على رأسها إزالة «الفيتو» الذي كانت تفرضه على التعاون بين إسرائيل وحلف شمال الأطلسي (الناتو). فضلا عن ذلك، للمرة الأولى منذ خمس سنوات ترسل تركيا مسؤولين كبارا من وزارة خارجيتها لحضور حفل الاستقبال السنوي للسفارة الإسرائيلية في أنقرة.
وكان قورتولموش قد قال، في حوار مع الصحافيين إثر جلسة للحكومة التركية في أنقرة، إن الاتصالات بين طاقمي المفاوضات من الدولتين مستمرة. وأضاف أن اثنين من بين مطالب تركيا الثلاثة لإبرام المصالحة استجابت لهما إسرائــيل، وهما الاعتذار الإسرائيلي عن قتل المدنيين الأتراك على متـــن سفــينة «مرمرة» ضمن أسطول كسر الحصار عن غزة العام 2010، واستعداد إسرائيل لدفع تعويضات بقيمة 20 مليون دولار لعائلات الضحايا والمصابين.
وأوضح قورتولموش أن رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة يشكل مسألة مهمة في كل ما يتعلق بتطبيع العلاقات. لكن مسؤولاً إسرائيلياً رفيع المستوى أكد أنه في الاتصالات بين الدولتين تبلورت تفاهمات ستسمح لتركيا بالمساهمة في عملية إعادة إعمار قطاع غزة والعمل على إنشاء بنى تحتية، مثل محطة تحلية مياه ومحطة توليد الكهرباء.
ومعروف أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد أعلن، قبل بضعة أسابيع، أن أنقرة عرضت على تل أبيب أثناء المفاوضات إرسال سفينة توليد طاقة إلى ميناء اسدود لتنتج كهرباء لمصلحة قطاع غزة، من أجل حل أزمة الكهــرباء الخطيرة هناك. وحسب كلامه تحفظت إسرائيل إزاء هذا العرض، واقترحت كبديل حث مشروع لإنشاء محطة لتوليد الكهرباء في غزة بالتعاون مع الحكومة الألمانية.