ليـــبرمـــــان يتســـلـــل إلــــى وزارة الدفـــــاع بــــرفــــــق.. !

20160106213151
حجم الخط
وصل أفيغدور ليبرمان، أول من أمس، متصالحا جداً الى وزارة الدفاع، ويبدو أنه وظف الكثير جدا من التفكير في الشكل الذي سيبدأ فيه ايامه الاولى في المنصب أمام رجال جهاز الامن، الضباط الكبار الذين يصعب عليهم استيعاب تنحية يعلون، الادارة الشكاكة في الوزارة، وبالاساس الجمهور. القنفد طوى الأشواك.
لا شيء عفويا. كله مخطط. حتى قرار الاتصال بموشيه يعلون لدعوته للتسليم خطط له مسبقا. استراتيجيته هي التسلل برقة الى المنصب ذي القوة هذا، عبر الرواق المعانق للاجماع. الجيش هو اجماع، والآن هو جزء منه. اما الاشواك التي امتشقت في وجه قادة جهاز الامن، في محاكمة الجندي مطلق النار من الخليل فقد اختفت. وفي الخطاب الذي القاه امام هيئة الاركان لم يلمح إلى أي خلاف. من الآن فصاعدا، كما بث لهم، أنا معكم.
خطب ليبرمان وصمت الضباط، بعد ان عرضوا انفسهم. والحدث الذي لم يستمر اكثر من نصف ساعة خلف لديهم الانطباع بان الوزير الوافد سيكون مختصرا وموضوعيا. وفقط عندما رفعت النخوب حاول تحطيم الجليد قليلا ليكون شخصيا أكثر وقال شيئا ما باسلوب «انا معتاد على الدخول الى كل منصب بعصف. اما هنا فأنا هادئ، أدخل بسلاسة، هادئا»- ولم ينسَ أن يشكر رئيس الاركان الذي يساعده على الدخول الى المنصب.
وبالفعل، فان رئيس الأركان هو رجل اساس. اذا كان ثمة اليوم رجل قوي في الحياة العامة الاسرائيلية – وربما الاقوى – فهو غادي آيزنكوت. في الأيام التي سبقت دخوله الى المنصب نقل ليبرمان الى رئيس الاركان رسالة بان ليس هناك ما يبعث على القلق. لن تكون أي دراما. سيكون تعاون هنا كامل، ليس اقل من ذاك الذي كان له مع وزير الدفاع السابق. ليبرمان يقدر القوة، وآيزنكوت يبث قوة – رغم أنه لا يتصرف بنزعة قوة. ليبرمان يفهم بان كل من يريد ان يراه فاشلا في منصب وزير الدفاع، سواء كان هذا أحدا من رفاقه في «الكابنيت» أم رئيس الوزراء نفسه، سيغازل آيزنكوت، ولهذا فانه يحتاج الى آيزنكوت كشريك كامل، ملاصق وموالٍ. من المعقول الافتراض انه في اللقاء الرسمي الاول بين ليبرمان وآيزنكوت والذي انعقد، أمس، واستمر نحو ساعة، فحص الواحد الآخر. يخيل أن ليس لوزير الدفاع الوافد سبب للقلق من ناحية واحدة: آيزنكوت ليس النموذج الذي يسرق لليبرمان العرض الامني.
لقد كرر ليبرمان فكره الاساس على مسمع الضباط: كل خطوة سياسية لاسرائيل مع الدول المجاورة – سواء في السير الى أزمات أم السير الى تسوية – يجب أن تأتي من موقع قوة. يحمل هذا القول معنى استراتيجيا يلمح إلى انه من المتوقع في فترة ولايته الكثير من استعراضات القوة: قد تكون لفظية وقد تكون استعراض عضلات. ولكننا لن نخرج الى الحرب او الى السلام – كما هدأهم – بلا اجماع، وليس بفارق صوت واحد ملمحا إلى ما يفكر به عن السير الى «اوسلو».
على مدى الخطاب امام هيئة الاركان حاول ان يتجاوز الوصمات التي علقت به بصفته قارعا لطبول الحرب، ومن يعرقل كل مسيرة سياسية. يحاول ليبرمان تهدئة المخاوف التي ترافق دخوله الى المنصب، ولكن هناك حاجة لاكثر بكثير من يوم مشمس ربيعي واحد في الكريا في تل أبيب لشطب صورة بنيت على مدى سنوات طويلة.