نتنـيـاهـو برفـقـة "الأخ الأكــبر" ليـبرمــان !

20130806-1037142051804050
حجم الخط

عندما يكون بنيامين نتنياهو في غرفة واحدة مع اشخاص «أقوياء» مثل ارئيل شارون وايهود باراك أو افيغدور ليبرمان، فانه يتحول على الفور الى رقم 2. لديه هذه الصفة، وهي التواجد في ظل أشخاص لهم تأثير. يعتمد هذا التشخيص على أحاديث مع وزراء ورؤساء أجهزة أمنية يشعرون بأن لديه ميلاً للتعلق بالشخص المؤثر في الغرفة.
قصة تعيين ليبرمان وزيراً للدفاع هي إحدى القصص الخاطئة في السياسة المجنونة لدينا. لقد عرف نتنياهو منذ قام بتشكيل حكومته أن تعيين ليبرمان وزيراً للدفاع سيعزز الائتلاف الضعيف في الكنيست، لكنه امتنع عن هذه الخطوة. وبقي ليبرمان في الخارج يستخف ويتهجم على نتنياهو. فرد نتنياهو بملاحظات مدروسة. يعرف ليبرمان جيدا من هو نتنياهو. لقد عرف أنه اذا استمر في طريقه باتجاه وزارة الدفاع فان شتائمه لن تسجل عليه. هكذا هو رئيس الحكومة، براغماتي ومتسامح تجاه الاهانات.
قام ليبرمان باجراء عملية لتقصير فتيل الانفعال. ويبدو أن هذه العملية قد نجحت. فبعد كل الاهانات الاخلاقية التي مرت على الدولة في أعقاب تعيين وزيرا للدفاع، جاء الى غرفة رئيس الحكومة الشخص الاكثر فاعلية وتأثيرا كي يُمكن نتنياهو من قول امور امتنع عن قولها منذ سنوات. من الواضح أن اقوالهما حول تأييد حل الدولتين وحول جوانب ايجابية في المبادرة العربية، قيلت من اجل تهدئة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وحكومات كثيرة في العالم بعد غضبها من تعيين ليبرمان.
يستطيع نتنياهو القاء خطاب الدولتين في كل يوم من السنة، على الاقل لتخفيف الضغط الدولي. ولكن تهديد نفتالي بينيت وزئيف الكين سقط عليه. والآن عندما يقدم ليبرمان نفسه كمؤيد متلهف لخطاب بار ايلان، فان ذلك سيسمح لرئيس الحكومة بقول امور ستنزل على آذان صاغية في ارجاء العالم.
صحيح أن نتنياهو يخدع الجميع وهو قادر على احداث التحول في لحظة. فقد رأينا ذلك في المفاوضات الخاطئة التي أجراها اسحق هرتسوغ، حيث تعهد نتنياهو باجراء خطوات سياسية وتراجع دون أن يرمش. ولكن الاحاديث حول الدولتين والمبادرة العربية قيلت بشكل علني، لهذا لا يجب التقليل من أهميتها. هل يستطيع التملص منها ايضا في حين أنه يوجد بجانبه الشخص الذي في ماضيه «الكلمة هي كلمة»؟.
قالت نائبة وزير الخارجية، تسيبي حوطوبلي، مؤخرا إن نتنياهو لا يتحدث مع ساسة اجانب حول حل الدولتين، وهو يتحدث فقط عن حقنا في البلاد. ما الذي تعتقده عن اقواله الحالية؟ وبشكل عام، ما الذي سيفعله بينيت وزملاؤه، حيث إن وجودهم، كما يقولون، هو من اجل «انقاذ حياة الناس» – أي منع اعطاء اراض؟ هل سينضمون الى الكين ولفين اللذين سيحاولان اجبار نتنياهو على التراجع عن اقواله الاخيرة؟ أم أن الالكينيين يعتقدون أنه ليس هناك أي قيمة لتصريحات نتنياهو لأنه غير مخلص لها؟
بسبب ذلك أؤكد: محظور الاستخفاف بالاقوال التي قالها نتنياهو وليبرمان. لأنه حسب هذه الاقوال لا يوجد لرئيس الحكومة أي سبب لرفض المبادرة الفرنسية. يستطيع رئيس الحكومة ووزير الدفاع المشاركة في مؤتمر السلام والتعبير عن سعيهما للتوصل الى اتفاق اقليمي بالتعاون مع الفلسطينيين، الامر الذي سيؤدي الى انقاذ نتنياهو من انتقام اوباما. أقترح عدم الاستخفاف بالاقوال لسبب آخر. «الأخ الاكبر» ليبرمان من شأنه أن يوازن اقواله السياسية المعتدلة بردود أمنية متطرفة ملائمة. لقد حذرتكم.